فجأة اكتشفت سلطات الانقلاب العسكري الدموي أن قناة الفراعين المملوكة لتوفيق عكاشة تخالف ميثاق الشرف الإعلامي، وأنها تعمل على تكدير السلم المجتمعي، والوقيعة بين تيارات الوطن، فقررت إغلاقها وسحب تراخيصها. عكاشة الذي يقدم نفسه قائدا لما يزعم أنها "ثورة 30 يونيو"، كان يسخِّر حلقاته للحشد تأييدا لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بل وخرج في إحدى الحلقات ليكشف أن هجومه السابق على السيسي إبان حكم الرئيس محمد مرسي لم يكن إلا من باب المناورة، وأن ذلك كان مخططا له سلفا. لكن عكاشة انقلب في الفترة الأخيرة على السيسي، حين أمهله أسبوعاً للقضاء على أسماه الطابور الخامس، وإلا ستحدث أمور لا يعملها إلا الله، وهو التصريح الذي حاول عكاشة التملص منه في الحلقة التالية لهذه التصريحات. قناة "عكاشة" والتي فتحت الباب على مصراعيه أمام مرتضى منصور، ليطلق الاتهامات في كل الاتجاهات علي الجميع، في برنامج لم يترك فيه أحدا إلا وتعرض له بالسب والقذف، وذلك بعد أن أغلقت العديد من المنابر الإعلامية أبوابها في وجه منصور، الذي هاجم أصحاب ورؤساء تحرير هذه المنابر الإعلامية ، والتي ردت عليه بحملات إعلامية شديدة، فيما اعتبر بأنه "فتح الدفاتر القديمة". ولعل ما سبق كان سببا قويا وراء قرار الانقلابيين التخلص من أحد أكثر مساندي الانقلاب، حيث لم يعد له أهمية بعدما حشد الحشود لتأييد السيسي، ومن قبلها الخروج في 30 يونيو، وحرق نفسه بنفسه عندما قام بمهاجمة من وصفه هو ب"البطل الشعبي"، فخرج من دائرة الضوء غير مأسوف عليه، بل وتنتظره غياهب السجون بعدما أيدت المحكمة حكم حبسه 6 أشهر في قضية أقامتها ضده مطلقته- التي لم تسلم من لسانه ويده- تلك القضية التي حكم فيها منذ فترة ليست بالقصيرة، إلا أن الحكم لم ينفذ بسبب الحماية التي نالها عكاشة من قبل من يقومون اليوم بالإطاحة به.