نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرًا، سلطت فيه الضوء على الوسيط الذي لعب دورًا كبيرًا في فرض سيطرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حكام الشرق الأوسط، وتحويلهم إلى تابعين له ينفذون أجندته لخدمة الكيان الصهيوني، وفي مقدمتهم الأسرة الحاكمة في السعودية، وعيال زايد في الإمارات، إلى جانب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي. ووصفت صحيفة واشنطن بوست، رجل الأعمال الأمريكي من أصول لبنانية “توماس برّاك”، الذي يُعرف اختصارا ب”توم براك”، بأنه واحد من كبار الأغنياء وأقرب أصدقاء الرئيس دونالد ترامب، وهو الذي عمل لمدة أسابيع لتمهيد السبيل أمام لقاء ترامب القادة الخليجيين في الرياض، في مايو2017، والتي شهدت اتفاقًا- بحضور قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي- على تنفيذ صفقة القرن على حساب القضية الفلسطينية. ولفتت عدة تقارير إلى الدور “المشبوه” الذي يمارسه رئيس سلطة الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي لإتمام الصفقة، مؤكدة أن دوره في صفقة القرن المزعومة تجاوز مجرد توفير أراض في شمال سيناء إلى لعب دور عراب الصفقة في المنطقة، والضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وملك الأردن عبد الله الثاني، باعتباره أحد أكثر المستفيدين حتى من أصحاب الشأن، وهم الفلسطينيون. وقالت الوكالة، في تقريرها الذي نقلت فيه مقتطفات عن صحف أمريكية، إن رجل الأعمال الأمريكي توماس براك أو ما يطلق عليه “العراب”، كانت بدايته عندما سافر إلى السعودية عام 1972 ضمن وفد لشركة أمريكية لإبرام عقد لإقامة مصنع لإنتاج الغاز السائل مع الحكومة السعودية، وأثناء وجوده في السعودية سأله أحد مدراء شركة أرامكو إن كان يعرف أحدًا في الوفد الأمريكي يمارس رياضة الاسكواش؛ لأن سعوديًّا يريد شريكًا له في هذه اللعبة. وقال توماس أو “توم” كما يطلق عليه: “بدأت بلعب الاسكواش مع السعودي دون أن يخطر ببالي أن أسأله عن اسمه، وسألني إن كان بمقدوري أن ألعب معه لمدة ساعتين في اليوم التالي، وتبين لاحقا أن هذا الشخص هو أحد أبناء الملك، حسبما نقلت عنه نيويورك تايمز، وكانت تلك بداية العلاقة الوطيدة التي تربط توم بالأسرة الحاكمة في السعودية. ولفت التقرير إلى أنه منذ اقتراب ترامب من ترشيح الحزب الجمهوري له للانتخابات الرئاسية، كانت هناك مراسلات كثيرة تجري بين توماس ومسئولين في منطقة الشرق الأوسط، وحسب صحيفة نيورورك تايمز فإن توم براك كتب في مايو 2016 ليوسف العتيبة، سفير الإمارات في أمريكا، مُزكيًّا صهر ترامب، جاريد كوشنر بقوله: “ستحبه، وهو يوافق على أجندتنا”. ولفتت إلى أن تلك الوساطة ظهرت واضحة في إشراف توماس على حفل تنصيب ترامب أوائل عام 2017، إذ استطاع أن يجمع أكثر من مائة مليون دولار على شكل تبرعات لهذا الغرض بجهد شخصي منه.