أسفرت المظاهرات الاحتجاجية في السودان، والتي اتسعت دائرتها لتشمل حتى الآن العديد من الولايات والبلدان، عن مقتل 6 متظاهرين في ولاية القضارف السودانية، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال فيها، مع قرارٍ لحكومة ولاية نهر النيل بتعميم حالة الطوارئ وحظر التجوال على مدينتي الدامر وبربر إلى جانب عطبرة. وتزامنت المظاهرات مع إحالة ميزانية 2019 مجددا إلى البرلمان، وقالت الحكومة إن من أبرز ملامحها تأمين معاش الناس، وزيادة الإنتاج، والتصدي للأنشطة السالبة، حسب رئيس الوزراء السوداني معتز موسى. وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، أن الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، أصبحت على بعد كيلو متر واحد من القصر الرئاسي. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم، إن أكثر من 500 متظاهر اقتربوا بنحو كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، فيما أطلقت الشرطة السودانية القنابل المسيلة للدموع تجاههم. وأوضح شهود عيان أن المتظاهرين كانوا يرددون هتافات مطالبة بسقوط النظام، ويرفعون الأعلام السودانية. وامتدت المظاهرات إلى عدد من المدن في ولايات نهر النيل والشمالية وسنار، وكانت الأكثر اتساعًا وعنفًا في ولاية القضارف شرق السودان، حيث أسفرت المظاهرات في المدينة، والتي وصفت بالأعنف عن مقتل 6، وإصابة أكثر من 40 مواطنا، بإصابات متفاوتة، فيما قتل أحد المواطنين في مدينة بربر في ولاية نهر النيل. وقال شهود عيان، إن المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين مستمرة من موقع لآخر، في المدن التي شهدت المظاهرات، خاصة مدينتي عطبرة والقضارف. من ناحية أخرى، تجددت المظاهرات الاحتجاجية في مدينة عطبرة في شمال السودان، لليوم الثاني، وقال شهود عيان إن المظاهرات انطلقت قبل نحو ساعة من الآن من حيي “كنور وخليوة” شمال المدنية، وسارت في اتجاه وسط المدينة، إلا أن الشرطة تصدت لها لتفريقها. ودخل الطرفان في مواجهات بشوارع المدينة ما زالت مستمرة إلى الآن، وذكروا أن الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع والعصي لتفريق المتظاهرين. وصباح اليوم، اندلعت مظاهرات في مدينة القضارف، نحو 550 كم شرق السودان، احتجاجا على صعوبة المعيشية؛ بسبب الغلاء المتصاعد في أسعار السلع، فضلا عن الشح في بعض السلع الأساسية والسيولة النقدية. وقال شهود عيان، إن المظاهرات بدأها الطلاب وانضم إليهم المواطنون من مواقع مختلفة. وأضافوا أن المتظاهرين الذين يهتفون ضد الحكومة، دخلوا في مواجهات ومطاردات مع الشرطة في السوق الرئيسية للمدينة. وزار الرئيس السوداني عمر البشير مؤخرا سوريا، والتقى السفاح بشار الأسد الموالي لإيران، في لافتة رفعت الحرج عن شعبه للوقوف أمام شعارات الدفاع عن الشعوب والمقدسات أمام من يحاول هدمها. ومنذ مارس 2015، اتخذ السودان قرارا بالمشاركة في تحالف عسكري تقوده السعودية ضد جماعة "أنصار الله" الموالية لإيران في اليمن، وأرسلت الخرطوم آلاف الجنود المشاة إلى هناك. ومؤخرا، تزايدت دعوات أحزاب وبرلمانيين سودانيين لسحب قوات جيش البلاد من اليمن، حفاظا على أرواح جنوده، ولتأثير هذه المشاركة على العلاقات بين الشعبين اليمني والسوداني. وفي أكثر من مناسبة، تمسك مسئولون سودانيون، في مقدمتهم الرئيس عمر البشير وقادة الجيش، باستمرار مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، "حماية للمقدسات الإسلامية" في السعودية، ولأن أمن المملكة "خط أحمر".