“الصب فن مش عن عن”، ذلك ما أكده مراقبون ونشطاء وسياسيون مصريون، أنكروا على الرئيس الفرنسي عدم التقيد بقواعد “الصب” التي أرساها قائد الانقلاب في مصر السفيه عبد الفتاح السيسي، وأولى تلك القواعد تسريب أخبار تتحدث عن غلاء مرتقب وفرض ضرائب، وجس نبض الشارع وتوظيف الإعلام لإرهاق الناس بين القبول والرفض، وثاني تلك القواعد مفاجأة الناس بالصب ليلة الخميس، والقاعدة الثالثة أن يكون في اليوم التالي للصب مباراة مهمة ينتظرها الفرنسيون. مشهد المصفّحات في جادة الإليزيه، في مناسبة لا تشهد أي استعراض عسكري عادي، هو ما يلخّص الوضع: السلطات اختارت استخدام القوة، وهو ما بدا خلال التحطيم الفوري لكل الحواجز التي أقامها المتظاهرون، في تظاهرات “السترات الصفراء” المتواصلة في عموم فرنسا. وخرج إعلام الانقلاب يلطم الخدود ويشق الجيوب ويهيل التراب على رأسه؛ حزنًا على ما حلّ بفرنسا، ولم يغفل ذلك الإعلام بين المقارنة بين ديمقراطية ماكرون وقمع السفيه السيسي، فقال عزمي مجاهد، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة سابقًا: “للأسف فرنسا مش عندها زعامة وقيادة زي السيسي، وتراجع ماكرون عن قراراته يؤكد عدم وجود ظهير شعبي له”. تامر من غمرة! وأضاف مجاهد في مداخلة هاتفية لبرنامج “انفراد” مع سعيد حساسين، أمس السبت: “حتى تخرج فرنسا من كبوتها وتهدأ المظاهرات محتاجين سيسي أوروبي أو سيسي فرنساوي”، واستعاد إعلام العسكر ذكريات ثورة 25 يناير، عندما كان التلفزيون المصري والقنوات الفضائية يفزعون الناس في بيوتهم ويخوفونهم من الاحتجاج ضد القمع الذي تقوم به شرطة المخلوع مبارك. وأطل الإعلامي عمرو أديب بصلعته الشهيرة، وقال للفرنسيين إنه لا يؤيد المظاهرات التي تحدث عندهم، وطلب منهم التراجع عن طلب بزيادة المرتبات، وإقالة الرئيس ماكرون، وعزف أديب نغمة أن المظاهرات تسفر عن ضحايا وتجلب الخراب، مضيفا “أن وجود الدولة هو أهم شيء”. ولم يفت أديب وضع خلطة إعلام العسكر، وعلق على فيديو لسيدة فرنسية تصرخ وتستغيث، وتطالب المتظاهرين بعدم تخريب الشوارع، قائلًا: “إيه إلى بيحصل ده هى دي باريس.. السيدة ظلت تصرخ.. كفى قتلى وجرحى وإشعال البلد”، في حين دخل خبراء خط السمك والجمبري على الخط، وقال اللواء محمود منصور، واصفاً نفسه بالخبير الاستراتيجي، :”إن مظاهرات فرنسا، حققت نبوءة السيسي”، موضحا :”السيسي حذر من الإرهاب المحتمل في كل دول العالم”، على حد قوله. وأضاف خبير خط الجمبري خلال حواره مع الإعلامي خالد علوان، في برنامج “بلدنا أمانة”، عبر فضائية “ltc”: “أن السيسي قال في الأممالمتحدة سبقت كل الاحتمالات وقدر يفسر الوضع، لذا شاهدنا عمليات إرهابية في فرنسا وروسيا وبلجيكا”. ثأر أردوغان وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، مساء أمس السبت، عن مشاركة 125 ألف متظاهر من السترات الصفراء في عموم فرنسا، من بينهم 10 آلاف متظاهر في باريس، وامتدح إنجاز قوات الأمن التي كانت في حدود 120 ألف شخص، إذ أضيف إليها رجال الإطفاء والإسعاف، وكشف عن أن عدد الموقوفين في فرنسا بلغ 1385 شخصًا، مع عدم استثناء موقوفين إضافيين، ومع عدم استبعاد أن يتجاوز عدد الموقوفين في باريس رقم 1000 شخص. وبعيدا عن هرطقة ومزايدات إعلام العسكر في الطرف الآخر من العالم، حيث توجد أنظمة منتخبة من شعوبها، رفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استخدام الشرطة الفرنسية القوة المفرطة ضد متظاهري حركة “السترات الصفراء”، في حين أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المتظاهرين في باريس يهتفون “نريد ترامب”.
وقال أردوغان في كلمة له خلال مراسم افتتاح عدد من المشاريع في حي أوسكودار بإسطنبول،أمس السبت: “نتابع بقلق ما تشهده شوارع أوروبا، وتظاهرات السترات الصفراء كشفت فشلها في امتحان الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات”. وأضاف أردوغان: “هل تشاهدون ما يحدث في أوروبا؟ هؤلاء هم الذين التزموا الصمت حيال ما تعرضنا له في محاولة 15 يوليو الانقلابية، ومحاولات تلطيخ شوارعنا بالدم وإحراقها بالنار، شوارع العديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها باريس ملتهبة”. وتابع: “جدران الأمن والرفاهية التي تغنوا بها بدأت تتزعزع على يد مواطنيهم بالذات، وليس من قبل اللاجئين والمسلمين، والذين أثاروا معاداتهم من أجل الشعبوية السياسية وقعوا في الحفرة التي حفروها”، واستدرك بالقول : “انظروا ماذا تفعل شرطة هؤلاء الذين كانوا يهزؤون بشرطتنا ويتهمونها بالقمع.. شرطتنا عادلة”، وشدد أردوغان على رفض بلاده الفوضى التي تسبب بها المتظاهرون في شوارع أوروبا، والقوة المفرطة تجاههم من على حد سواء. عمرو أديب يعلق على رفع سقف مطالب المتظاهرين الفرنسيين: آسف لن أؤيد هذه التظاهرات عمرو أديب يعلق على رفع سقف مطالب المتظاهرين الفرنسيين: آسف لن أؤيد هذه التظاهرات#الحكاية Gepostet von الحكاية am Samstag, 8. Dezember 2018