وجهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية انتقادات لاذعة لسلطات الانقلاب العسكري في مصر بسبب اضطهادها للاجئين السوريين الذين كانوا موضع ترحيب كبير من جانب نظام الرئيس محمد مرسي لتتحول حياتهم عقب انقلاب العسكر عليه في يوليو الماضي إلى جحيم، لدرجة دفعت بعضهم للقول "فررنا من جحيم الأسد لنجد نار السيسي في مصر". وتحت عنوان: "في مصر.. الترحيب باللاجئين يتحول لمرار"، قالت الصحيفة الأمريكية إن عشرات الرجال بالهراوات والسكاكين اقتحموا الجمعية الخيرية للاجئين السوريين بعد أيام قليلة من انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي، في إشارة إلى أنه اصبح من الواضح أنهم لم يعودوا موضع ترحيب في مصر. وخلال عامين ونصف من الحرب بين نظام الأسد والمعارضة في سوريا فر أكثر من مليوني شخص، معظمهم فروا كلاجئين إلى الأردن ولبنان وتركيا، لكن نحو 300 ألف اتخذوا طريقهم في النهاية إلى مصر، حيث رحب بهم نظام الرئيس محمد مرسي والإسلاميون الذين دعموا المعارضة السورية. ونقلت الصحيفة عن محمد طاهر، من شمال سوريا قوله: "الناس هنا يدعموننا، لقد فعل المصريون ما في وسعهم لمساعدة السوريين وبذلوا الكثير، ولكن مع انقلاب العسكر ضد مرسي أصبح السوريين بجانب الأجانب في مصر على فوهة بركان، وأصبحوا كبش فداء، حيث حذر الجيش من مؤامرات خارجية لزعزعة الاستقرار، وأطلق العنان لكره الأجانب في وسائل الإعلام والشوارع. وأوضحت نيويورك تايمز أن الجحيم الذي يعيش فيه اللاجئين بمصر حاليا أجبر الكثير من السوريين الذين كانوا يرغبون في القدوم إليها على تغيير مسارهم والبقاء في إحدى دول الجوار أو السفر لأوروبا. ونقلت الصحيفة عن أحد اللاجئين قوله: "لم أفر من جحيم بشار الأسد لأجد نار السيسي في مصر تحرقني". وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الانقلاب العسكري فرضت على السوريين استصدار تأشيرات قبل الدخول إلى مصر لأول مرة منذ عقود، مشيرة إلى أنه على مدى الشهرين الماضيين لم يتجرأ لاجئ سوري واحد على القدوم إلى القاهرة، بل أصبحوا يهربون من البلاد. وبينما الآلاف من اللاجئين استقروا بالفعل في مصر وتم تسجيل لدى الأممالمتحدة في محاولة يائسة لإضفاء الشرعية على وضعهم، فإن عددا متزايدا تم إغلاق ملفاتهم مع الوكالة بما في ذلك حوالي 820 لاجئا في أغسطس الماضي، ما يشير إلى أنهم يعتزمون المغادرة. واستشهدت الصحيفة بأحد السوريين الذي تعرض للطعن من رجل طالبه فقط بالتوقف عن التدخين خلال استقلاله أحد الموصلات العامة في القاهرة، مشيرة إلى ان تلك الحادثة تشير لحالة العداء الكبيرة التي أصبح السوريين يعانون منها عقب الانقلاب العسكري في مصر. وترحم أحد السوريين على نظام الرئيس مرسي قائلا:"كنا محميين في ظل نظام مرسي، الآن نعاني من ويلات ما يحدث لنا وفقدن الأمن والأمان الذي كنا نعيش فيه". وأضاف: "على الأقل في دمشق نحن نعرف من هو عدونا، لكن هنا أعداؤنا كثر، لا نعرف إن كانوا الحكومة؟ أم البلطجية؟ أم الشرطة ؟ أم الناس؟"