إلى قاع الديكتاتورية يأخذ السفيه قائد الانقلاب السفينة المصرية للغرق، إنها “تيتانيك” العسكر التي تشق طريقها نحو الهاوية منذ انقلاب 1952 إلى اليوم، في المقابل ترتفع شعوب وأمم أخرى كانت إلى وقت قريب تعاني صعوبات أو أنها حديثة عهد بتداول السلطة، من بين هذه الدول المالديف، التي تفوقت على جمهورية الجنرالات في مصر، وألحقت بهم هزيمة منكرة وأحرجتهم وفضحتهم وطردتهم من مونديال الديمقراطية أكثر خيبة من المنتخب الذي عاد بفضيحة مماثلة من روسيا. وتوالت التهنئة من شتى بقاع العالم لمرشح المعارضة في جزر المالديف إبراهيم محمد صليح، على فوزه فى الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد الأحد الماضي، وكأن المالديف بشعبها وحكومتها تقول لضعاف السمع والبصر مثل السفيه السيسي أن هذه الانتخابات تعكس التزام البلاد بقيم الديمقراطية وحكم القانون. كان مرشح المعارضة إبراهيم محمد صليح قد أعلن فوزه في الانتخابات التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها استفتاء على الديمقراطية في البلاد، وذلك على منافسه الرئيس الحالي عبد الله يمين الذي كان يسعى للفوز بولاية ثانية، وقد توجه الناخبون أمس إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية حيث شهدت عملية التصويت كثافة عالية مما دفع السلطات إلى تمديد عدد ساعات التصويت يذكر أن المالديف أصبحت من الديمقراطيات متعددة الأحزاب في عام 2008 بعد عقود من الحكم الاستبدادي، الذي كان يشبه الاستبداد الجاثم على أنفاس المصريين حتى اليوم. درس من المالديف وعلى عكس ما جرى في مصر من انقلاب على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، أقر رئيس المالديف عبد الله يمين، الاثنين الماضي، بهزيمته في انتخابات الرئاسة أمام مرشح المعارضة إبراهيم محمد صليح، لم يقود يمين الدبابات ولم يطلب تفويضا لمواجهة الرئيس المنتخب، وإنما قال في مؤتمر صحفي “قرر شعب المالديف ما يريده، قبلت نتائج انتخابات الأمس، واليوم التقيت مع إبراهيم محمد صليح، الذي اختاره الناخبون في المالديف ليكون رئيسهم المقبل، وهنأته”. تلك كانت الديمقراطية في المالديف، أما عن النقيض الذي يحدث في مصر فقد نشرت صحيفة “ليترا 43” الإيطالية تقريرا في وقت سابق، سلطت من خلاله الضوء على حملة القمع التي كان يقودها السفيه السيسي ضد منافسيه في مسرحية الانتخابات التي جرت شهر مارس الماضي، معتمدا على نظامه “الإرهابي”. وقالت الصحيفة، في تقريرها إن السفيه السيسي يتشابه في أسلوب القمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد نجح السفيه السيسي في الإطاحة بخصومه، الأمر الذي جعله يسابق نفسه في مسرحية الانتخابات، وبينت الصحيفة أن مصر تحتل المرتبة 161 من بين 186 دولة ضمن تصنيف حرية الصحافة. Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2017-06-15 15:43:17Z | | وفي سنة 2017، أغلقت سلطات الانقلاب ما يقارب 500 وسيلة إعلامية، فضلا عن أن سلطات الانقلاب اعتقلت حوالي 30 صحفيا، وفي الأثناء، كثف السفيه السيسي من الرقابة المسلطة على وسائل الإعلام، وأمر بإغلاق العديد من القنوات الإخبارية والصحف، وكان آخرها أمس صحيفة المصريون. وأوضحت الصحيفة أنه في الفترة الممتدة بين شهر يناير فبراير، شدد السفيه السيسي من سياسته القمعية، حيث اعتقل أربعة صحفيين معارضين له، في الوقت ذاته أمر السفيه السيسي بمقاطعة شبكة “البي بي سي”، متهما إياها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية للصحافة. ويعزى ذلك إلى بث قناة ال”بي بي سي” لتقرير يتناول حملة الاعتقالات الجماعية، وعمليات الإخفاء القسري، ووقائع التعذيب، واغتصاب الفتيات، داخل السجون المصرية، ما أثار غضب السفيه السيسي، وقد أطلقت سلطات الانقلاب حملة ضد قناة الجزيرة وأغلب القنوات التي تمولها قطر. سجون العسكر الجدير بالذكر أن عدد السجناء السياسيين الذين يقبعون داخل سجون الانقلاب يبلغ أكثر من 60 ألف مواطن، في الوقت ذاته، وضعت سلطات الانقلاب خطا ساخنا للإبلاغ عن المعارضين، وأكدت الصحيفة أنه في ديسمبر، قاد السفيه السيسي حملة اعتقال ضد منافسيه، حيث بات كل من يرشح نفسه في مسرحية الانتخابات عرضة للاختفاء القسري، ولا يفرج عنه إلا بعد أن يعلن انسحابه من سباق الترشح، على غرار المحامي خالد علي، وأحمد شفيق الذي انسحب بعد يوم واحد من ترشحه، وتفيد بعض التقارير بأن سلطات الانقلاب احتجزت أفرادا من عائلة شفيق كرهائن بعد إعلانه ترشحه، ولم يستثن السفيه السيسي الجنرال سامي عنان، الذي ألقي عليه القبض بمجرد ترشحه؛ بتهمة مخالفة القوانين العسكرية. وأقرت الصحيفة بأن حملة الاعتقال العشوائي التي قادها السفيه السيسي ضد خصومه تشبه إلى حد ما حملة ولي العهد السعودي، ابن سلمان، وجاء السفيه السيسي بالكومبارس موسى مصطفى موسى، الذي يعد بمثابة لعبة في يد العسكر، ويحرم العسكر ما يقارب 50 مليون شخص من حق التصويت، وهو ما يعكس مدى ضعف السفيه السيسي ومؤسساته السياسية أمام جزر المالديف. وأحالت ذلك إلى أن السفيه السيسي تسبب في أزمة خانقة للبلاد، تجلت من خلال ارتفاع المديونية، حيث وافق صندوق النقد الدولي على منح مصر 12 مليار دولار في إطار برنامج مساعدات إلى جانب ذلك، أقرضت الإمارات مصر العشرات من المليارات لتمويل اللعبة القذرة التي تشارك فيها القاهرة مع كل من الرياض وموسكو وواشنطن في ليبيا. الثورة قادمة وشددت الصحيفة على أن السفيه السيسي يمضي قدما في مشاريعه الاستبدادية، حيث تنازل في وقت سابق عن جزيرتي تيران وصنافير، ومؤخرا، وقع العسكر اتفاقية مع كيان العدو الصهيوني تقتضي بتصدير ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي لصالح شركة “دولفينوس” المصرية لمدة عشر سنوات، وأثار هذا الأمر موجة من الغضب والاستنكار في صفوف المصريين والفلسطينيين على حد سواء. وأفادت أن السفيه السيسي قام بالتفريط في 10 % من حقل الغاز البحري “ظهر” لصالح دولة الإمارات، مع العلم أنه يعد بمثابة ثروة للبلاد، وفي السياق ذاته، تعد شركة إيني الإيطالية شريكا مهما في مشروع حقل ظهر العملاق، ومن المتوقع أن تفاقم هذه المسألة من حدة التوتر مع إيطاليا، مع العلم أن العلاقات بين العسكر وايطاليا تزعزعت على خلفية قتل عصابة الانقلاب الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، حيث يعد العسكر المتهم الرئيسي في هذه الجريمة التي هزت إيطاليا. ونوهت الصحيفة إلى أن السفيه السيسي، يعتمد على نظامه الإرهابي للفوز في الانتخابات، في الوقت الذي يحاصر فيه الجيش مدينة العريش؛ من أجل القضاء على الإرهاب، على حد زعمه، الأمر الذي أدى إلى تدهور الظروف المعيشية للمواطنين، ومن المتوقع ألا يسمح الشعب للسفيه السيسي بالمكوث ثلاثين سنة في الحكم على غرار المخلوع مبارك.