عادل الأنصارى الدرس الأول الذى ينبغى على جميع الطغاة أن يعرفوه أينما كانوا أن هزيمة الشعوب هدف لا ينال وغاية لا تدرك، إذ لا سبيل لغلبة شعب أراد أن يتحرر بعد طول قيد وسعى للحرية بعد طول قهر. فقد يعيش الناس تحت القهر حينا وقد يتحملون البطش أحيانا، إلا أن انتصار الشعوب فى نهاية المطاف قدر محتوم ومصير لا يتغير وسنة كونية لا تتبدل ولا تتخلف. الدرس الثانى أن الظلم لا يصنع الاستقرار والقهر، ولا يضمن بقاء سلطان مهما استجمع من وسائل القوة، ومهما حاول أن يبطش بالناس، ومهما وجد من يطيعه فى معصية الله. فقد يتصور حاكم أن بإمكانه الاستمرار والاستقرار لأوقات طويلة تحت مظلة البطش وقوة السلطان دون اكتراث بمطالب الشعوب ودون تلبية لحاجاتهم والتنبه لطموحاتهم. الدرس الثالث أن الحرية ليست منة من حاكم أو ذى سلطان، وليست عطية من صاحب قوة على الأرض، لكنها حق خالص للشعوب لا سبيل لمصادرتها ولا مجال لحجبها. فقد يغرى بعض الطغاة أو ذوى القوة والسلطان تأخر النصر عن شعب من الشعوب المقهورة، وقد يسول البطش والتمادى فى استعمال القوة للبعض أن يمنّ على شعبه بالسلامة والأمن دون أن يدرك أن سنة الله فى نصرة المظلوم وتأييد المقهور ماضية إلى يوم القيامة. ولا مجال حينئذ لصاحب قوة أن يتمادى فى غيه أو يستهين بكرامة شعبه أو يتآمر على قومه مقابل الادعاء بحماية مطالبهم أو الانحياز إلى صفهم أو بدعوى عدم التشبه بأئمة البطش فى بلد آخر. الدرس الرابع أن الشعوب قد تصبر على حاكم ظالم، وقد تتحمل القهر لسنوات، لكنها يوما ما ستنتفض على الظالم، وستقف أمام المستبد لتستعيد حقوقها كاملة غير منقوصة. الدرس الخامس أن الشعوب المقهورة قد تطالب بالحصول على حقوقها وقد تناشد حكامها لرد حريتها، ولكنها حتما ستسارع إلى انتزاع حقوقها والحصول على حريتها إذا ما استيأست من المطالبة أو فشلت فى المناشدة.