"أنت المفروض تتحاكم بتهمة الغباء التعريضي"، كان هذا هو تعليق ناشط ساخر على تصريحات اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب الخامس، عندما قال "محدش فقير فى مصر"، مما أصاب كل من استمع لهذا التصريح بالدهشة؛ لأنه لو لم يكن هناك فقير فى مصر بالفعل، فلماذا تنفق جمعية الأورمان كل هذه الأموال الطائلة على الإعلانات بهدف جمع تبرعات تقدر بالملايين وربما المليارات للفقراء؟! ولا يمكن لأحد في مصر أن يسأل مسئولي سلطات الانقلاب عن الجمعيات الخيرية التي وضع الجيش يده عليها، أو عن الصناديق الرسمية بشأن مسار التبرعات ومصيرها أو حتى حجم التبرعات السابقة، التي يقال إنها تتدفق على جيوب مافيا العسكر عقب كل دعوة للسفيه السيسي للتبرع، وفق ما يعتقد مراقبون. وقد أثار هذا التصريح غضب المصريين؛ لكونه يخالف المنطق ويشير إلى أن جمعية الأورمان تنفق أموال التبرعات على غير المستحقين، تقول الناشطة نشوى الهواري: "يعني بيقول إحنا فقرا قوووى.. وأنت طالع تقول ان مصر مفيهاش فقرا!". ويقول الناشط مختار كمال: "الغش والخداع والتدليس ومواراة الحقائق على الرؤساء أساس مشكلة مصر.. الله يرحم فى فيلم خالد زكى: الريس سأل الوزير طبق الكشرى بكام؟ قال بنصف جنيه يافندم، وكان الطبق بخمسة جنيهات.. هكذا ستظل مصر والشعب هو الضحية". وقال الناشط جمال محمود: "حب يعرض التعريضة ردت في صدره قتلته"، مضيفا: "خلاص يا جماعة محدش يتبرع لجمعية الأورمان؛ لأن رئيس جمعيتها بيقول لفيت من مصر لإسكندرية ما لقيت فقير فيكى يا مصر". ويقول مصطفى عرفة: "اللي عاوز يتبرع.. الشارع فيه ناس كتير بتاكل من الزبالة، دول اللى محتاجين الفلوس.. محدش يدفع خلاص يا جماعة محدش يتبرع لجمعية الأورمان؛ لأن رئيس جمعيتها بيقول لفيت مصر ما لقيت فقير فيكى يامصر". وقال خالد الصقري: "إذا هذا دليل واضح واعتراف صريح من رئيس الجمعية أن التبرعات المتبرع بها للجمعية تذهب لجيوبهم وليس لجيوب الفقراء.. ما دام أنه ليس هناك فقراء في مصر الشقيقة فأين تذهب التبرعات إذا علما أن العالم كله وحتى الدول الكبرى والصناعية مثل أمريكا وألمانيا وبريطانيا والصين وتركيا وكل دول العالم تشكو من ازدياد عدد الفقراء والعاطلين عن العمل؟، لسنا في عهد عمر بن الخطاب يا رئيس الجمعية، بل نحن في عهد يهود بني قريظة وما أكثرهم في دولنا… من المحيط إلى الخليج". من جهتها، تقول الباحثة الاجتماعية شيماء أحمد الهواري: "أقسم بالله أنا اشتغلت باحثة ومتطوعة فى أكثر من جمعية.. كل الخير والتبرعات ناهبينها كل العاملين فى الجمعية، والفقراء بياخدوا الفتات حتى زوج أختي علشان محتاج يعمل عملية ويركب دعامتين فى القلب قسما بالله دفع ألف جنيه للموظف اللي بيعمل الأبحاث علشان يدخله العمليات تبع جمعية الأورمان، وفعلا دفع الفلوس بعد 3 أيام عمل العملية علشان ميفضلش الورق تحت الانتظار". وذهب القيادي السابق بجبهة الإنقاذ مجدي حمدان، إلى التشكيك في مسار ومصير كل التبرعات التي يتم الحصول عليها، وتوقع أن تبوء الدعوة للتبرع بالفشل بعدما أصبح المصريون لا يعيرون اهتماما لمناشدات السيسي، مدركين أن ما يقوم هو إنجازات ومشاريع وهمية. ومع بداية سنوات انقلابه في 2014، طالب السفيه السيسي- في خطاب له- كل مواطن بأن "يصبّح على مصر بجنيه" وتنافست وسائل الإعلام الموالية في تسجيل المتبرعين، ولا يوجد مصدر واحد موثوق يمكنه تأكيد حجم المبلغ، ولا أين ذهب، فيما ادعى مفتي الجمهورية شوقي علام أن التبرع لجمعيات وصناديق العسكر أحد أبواب الزكاة!.