"تبرع بجنيه عشان الفقراء وادفع مليون جنيه عشان تعيش في مكان بعيدًا عن الفقراء" ، هذا هو الحال في إعلام العسكر أما كندا أكثر بلد فيه ثقافة التبرع وخدمة المجتمع وفيها أكبر المستشفيات التي أنشأت من التبرعات، وعلى عكس ما يقوم به إعلام الانقلاب يمنع القانون الكندي إعلانات تتاجر بالمرضى والأطفال وتصورهم في المستشفيات ومع المشاهير، كما يحظر القانون على الجمعيات الخيرية صناعة إعلانات تصور الفقراء الذين تقدم لهم المساعدات ، أو قيام المؤسسات الخيرية أو المانحة من استعراض المساعدات التي تقدم للفقراء. تقول الباحثة في الإعلام سلمى سليمان : "إعلانات التلفزيون في رمضان بتبين قد إيه احنا بلد عنده شيزوفرنيا حرفيًا .. بلد صناعته وتجارته الأساسية قائمة على بناء مستعمرات إسمنتية بملايين الجنيهات ، وفِي نفس ذات الوقت يمد يده لبناء المستشفيات وعلاج الفقراء وتوصيل المياه لقرى تحت خط الصرف!". ويرى مراقبون بعد مرور 15 يومًا من شهر رمضان الكريم، أن إعلانات فضائيات الانقلاب (الخاصة والمملوكة للعسكر)، محورها "إزاي تشحت على الفقراء" مع أن بناء مستشفى أو توصيل خدمة من أولويات أي حكومة ويدخل ضمن وظيفتها التي على أساسها انتخبها الشعب، لكن في مصر لا توجد حكومة منتخبة وإنما عصابة تابعة لجنرال عسكري انقلب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، في 30 يونيو 2013. تقول الناشطة خولة المغربي : "اللي يشوف إعلانات الشحاتة بتاع الإعلانات في مصر يقول أنها ستصبح أغنى بلد في الدنيا ولن يبقى فيها فقير ولا محتاج ولا عيان، لكن كلنا عارفين إنه عدد الفقراء بيزيد !"، ويرد الناشط علي السيد : "سؤال كده بمناسبة إعلانات رمضان الجميلة لما احنا هنطعم الفقراء و نبنى بيوت و نركب مياه و صرف صحي و نوصل كهرباء و نرعى الأيتام و نبني مستشفيات و نعالج الكبد و السرطان أمال الدولة هتعمل إيه؟! ". وفي وقت سابق تسبب تصريح ل اللواء ممدوح شعبان، رئيس جمعية الأورمان أكبر جمعية خيرية بالبلاد بقوله أمام السفيه قائد الانقلاب إن (مصر لا يوجد بها فقراء) في سخرية واسعة وجدل على مواقع التواصل، وصلت إلى حد مطالبة البعض بمقاطعة الجمعية وعدم التبرع لها. شعبان قال في كلمته أمام السفيه السيسي : "طفت من أسوان لمرسى مطروح، التبرعات من المصريين زادت بنسبة 300%، كنا نتلقى 300 مليون جنيه منذ 3 سنوات، واليوم نقترب من مليار جنيه تبرعات، كنا نقيم مشروعات لما يقرب من 12 ألف أسرة، أصبحنا نقيم مشروعات ل 83 ألف أسرة". وتابع : "مفيش بيت فى مصر ما جالهوش زيت وسكر وسمنة، وأنا بقول مفيش حد فى مصر فقير"، وهو ما أثار انتقادات واسعة طرحت معها تساؤلات حول حجم الأموال الطائلة التي تنفقها الجمعية على الإعلانات بهدف جمع تبرعات للفقراء في حين أن رئيسها يرى أنه لا يوجد فقراء في مصر". وأوضحت دراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، نُشرت في مايو الجاري، حول أهم مؤشرات أهداف التنمية المستدامة 2030، أن نسبة السكان الذين يعيشون دون خط الفقر الوطني، بحسب سن العمر والجنس بلغت 27.7 % للفئة العمرية من 15 عامًا فيما أكثر و35.4 % للفئة العمرية من 15 إلى 24 عامًا و24.3% من السكان للفئة العمرية أكثر من 25 سنة.