منذ أكثر من 9 سنوات، انطلقت حملات للتبرعات لمعهد الأورام "مستشفى 500 500″، والتي لم تتوقف حتى الآن، لكن أرض الواقع مختلفة تمامًا عمّا يروّج له بالإعلانات فقط، قطعة أرض فضاء ولافتة تحمل الاسم، 9 سنوات من التبرعات ولم يبنوا أي شيء، الأمر الذي اكتشفته إحدى الصحفيات ووثقته بالكاميرا، والسؤال أين تذهب هذه التبرعات ولصالح من؟ في رمضان هذا العام 2018، شارك 14 نجمًا من نجوم السينما والدراما المصرية في إعلان أحمد زكي لمستشفى 500 500، والتي تدور فكرته حول إحيائهم لذكراه، وتقديم لمسة وفاء وحب وتقدير له، من خلال تأسيس جناح في المستشفى يحمل اسمه، يتمّ فيه علاج المرضى واستقبال التبرعات. وفي يونيو 2014 وبعد أيام من استيلائه على الرئاسة، دشن قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي صندوقا لجمع التبرعات أطلق عليه اسم "صندوق تحيا مصر"، وقال حينها إنه سيساعده على تنفيذ مشروعات قومية عملاقة، ووجه الدعوة للمواطنين ورجال الأعمال والشركات للتبرع لهذا الصندوق، معلنا البدء بنفسه عبر التبرع بنصف راتبه الشهري ونصف ثروته المالية، دون الإعلان عن قيمة هذه الثروة. وبعد ذلك تبرعت القوات المسلحة بمليار جنيه، وتبرعت عائلة ساويرس بثلاثة مليارات جنيه، وتبرع رجل الأعمال محمد الأمين بمليار و200 مليون جنيه، وتبرع منصور عامر ب500 مليون جنيه، ومحمد أبو العينين ب250 مليون جنيه، وأحمد أبو هشيمة ب100 مليون جنيه، فضلا عن نحو أربعة مليارات أخرى من بنوك وشركات ورجال أعمال آخرين. ويقول مراقبون إن سلطات الانقلاب اتبعت العديد من أساليب الضغط على المواطنين خاصة الموظفين الحكوميين ورجال الأعمال لإجبارهم على التبرع للصندوق لزيادة موارده المالية، وأكدت تقارير صحفية أن إدارة الصندوق تتم عبر مكتب السفيه السيسي، والذي يتولى رئاسته اللواء عباس كامل بمشاركة قيادات بالقوات المسلحة. يقول صاحب حساب مصري: "فنكوش من فناكيش التبرعات مستشفى 500 500 اللى بقالهم سنين بيلموا عليها تبرعات.. الحصيلة صفر.. لما تشوفها فى التلفزيون تلاقيها خلصت، ولما تروح الشيخ زايد هتلاقيها يافطة". الأمر لم يخلُ من هجوم ذباب الانقلاب الإلكتروني، فقد هاجم أحد هذه الحسابات الصحفية التي صورت الفضيحة بالقول: "البنت بتاعة فيديو مستشفى 500500 عملت جريمة. لو كانت واحدة عادية ممكن لكن دى صحفية. تمنع الناس من التبرع وتستهبل رايحة تتبرع فى موقع تحت الإنشاء. مش من حقها كصحفية تصور بتاع الأمن من غير ما يوافق ولا تذيع المكالمة مع اللى كلمته. أقل حاجة تقول إنها صحفية.. الفيديو محتاج وقفة صارمة". وفي تصريحات أدلى بها اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب الخامس، قائلا: "محدش فقير فى مصر"، مما أصاب كل من استمع لهذا التصريح بالدهشة؛ لأنه لو لم يكن هناك فقير فى مصر بالفعل، فلماذا تنفق جمعية الأورمان كل هذه الأموال الطائلة على الإعلانات بهدف جمع تبرعات تقدر بالملايين وربما المليارات للفقراء؟! ولا يمكن لأحد في مصر أن يسأل مسئولي سلطات الانقلاب عن الجمعيات الخيرية التي وضع الجيش يده عليها، أو عن الصناديق الرسمية بشأن مسار التبرعات ومصيرها أو حتى حجم التبرعات السابقة، التي يقال إنها تتدفق على جيوب مافيا العسكر عقب كل دعوة للسفيه السيسي للتبرع، وفق ما يعتقد مراقبون.