اهتم تقرير مراسلون بلا حدود بمصر – التي حلت بالمرتبة 161 (من 180 دولة) في الترتيب العالمي لحرية الصحافة خلال عام 2017- بسبب حجب النظام مئات المواقع الإخبارية، وزجه بالعشرات من الصحفيين في السجون. وبينت نسخة 2018 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي أنجزته مراسلون بلاحدود، تصاعد الكراهية ضدّ الصحفيين. ويُمثل العداء المُعلن تجاه وسائل الإعلام الذي يشجعه المسؤولون السياسيون. وفي أحدث إحصاءاتها، وثقت منظمة "مراسلون بلا حدود" مقتل 23 صحفيًا مهنيًا خلال العام الحالي وحده، وأربعة من المواطنين الصحفيين، ومعاونيْن صحفيين. كما رصدت المنظمة سجن 176 صحفيًا مهنيًا، و126 من الصحفيين المواطنين، و15 معاونًا صحفيًا، وذلك كله خلال ما سلف من العام الحالي وحده. كل ذلك وغيره من تضييق مالي وعنف جسدي ومالي وتحريض وخطاب كراهية هو ضريبة البوح في عالم لا يريد للحقيقة أن تتجاوز حدود ترقوّة الصحفي، وإلا تناوشته السهام من كل جانب. وأظهر تقرير "مراسلون بلا حدود" هذا العام تصاعدًا كبيرًا لخطاب الكراهية ضد الصحافة والصحفيين حول العالم. ورصد التصنيف العالمي لحرية الصحافة في نسخته الجديدة زيادة مناخ الكراهية والتحريض ضد الصحافة في كثير من البلدان من بينها دول انتخب رؤساؤها ديمقراطيًا، كما يقول التقرير. ومن أبرزهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أشهر بغضه لأجهزة الإعلام والصحفيين، واعتبر أن وسائل الإعلام عدوة للشعب بحسب وصف التقرير. وفي العالم العربي، واجه الصحفيون القتل والاعتقال، ووفق بيان صدر اليوم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من 680 من الكوادر الإعلامية قتلوا في سوريا منذ مارس / آذار 2011. وجاء في التقرير أن كثافة الأحداث السورية أعجزت الصحافة والصحفيين التقليديين عن تغطية ما يجري بشكل تفصيلي، حيث تصدى لهذه المهام مواطنون تدربوا على المهام الصحفية والإعلامية، وأصبحوا بالتالي هدفا مباشرا لكل من يعملون على فضح انتهاكاته عبر عمليات التصوير أو التدوين أو نقل ونشر الأخبار. وأعلنت نقابة الصحفيين اليمنيين أمس الأربعاء عن مقتل 26 صحفيًا خلال السنوات الأربع الماضية. المخابرات والإعلام وفي تقرير سابق ب 6 أشهر أبدت منظمة مراسلون بلا حدود، قلقها مما أسمته سيطرة رجال أعمال مقربين من الحكومة وأجهزة المخابرات على عدد من المؤسسات الإعلامية المصرية، وذلك في تقرير بعنوان "مصر .. حينما تبسط المخابرات سيطرتها على الإعلام". وقالت المنظمة، ومقرها باريس، إن "رجال المخابرات أقرب إلى وسائل الإعلام من أي وقت مضى"، مشيرة إلى استحواذ عدد من رجال الأعمال المعروفين بصلاتهم بالأجهزة الأمنية على عدد من الوسائل الإعلامية، موضحة بالوقت ذاته أن استحواذ السلطات المصرية على المشهد الإعلامي متواصل بشكل مطرد بل ويطال حتى وسائل الإعلام المقربة من النظام. وأشارت المنظمة إلى أنباء عن استحواذ شركة فالكون على قناة الحياة المملوكة لرجل الأعمال ورئيس حزب الوفد السيد البدوي، وهي الشركة التي وصفتها المنظمة ب "المتخصصة في الخدمات الأمنية والتي يرأسها المدير السابق لقطاع الأمن في اتحاد الإذاعة والتليفزيون اللواء خالد شريف، وهو أيضاً وكيل سابق للمخابرات الحربية". وربطت المنظمة بين صفقة الاستحواذ على قناة الحياة وبين توقف بث برامج القناة في وقت سابق بسبب مديونيات للحكومة، ما رأته "مراسلون بلا حدود" نوعًا من الضغط على "البدوي" ، الذي رفض نواب حزبه الموافقة على اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير في الأشهر الماضية. وأشار تقرير "مراسلون بلا حدود" أيضاً إلى قناة DMC التي وصفها ب "صوت المخابرات"، التي "تحصل من السلطات الأمنية على تصاريح التصوير في أماكن وأحداث، فيما تُواجَه طلبات وسائل الإعلام الخاصة الأخرى بالرفض. كما تُعرف قنوات هذه الشبكة ببثها مقابلات تُقدَّم على أنها حصرية بينما لا تنطوي في الواقع إلا على تكرار للخطاب الأمني الذي يتبناه النظام في محاربة جماعة الإخوان المسلمين". كما أدانت المنظمة ارتفاع عدد المواقع الصحفية المحجوبة داخل مصر، ومن بينها الموقع الخاص بالمنظمة.