تسعى سلطات الانقلاب العسكري إلى تلخيص أحلام المصريين في أن يحصلوا على بطاقة تموين سارية المفعول، وألا يتوقف صرفهم للمقررات التموينية والخبز، حتى لو توقفت أحلامهم في الحرية والعدالة الاجتماعية التي طالب بها الشب المصري منذ سنوات طويلة. وأصبح العقاب الأقسى للمواطنين هو الاستبعاد من كشوف المستحقين للدعم، وتغريم هؤلاء المستبعدين مبالغ كبيرة ووقتا طويلا حتى يتمكنوا من استعادة تلك البطاقة. والجديد هو اتصريحات وزير تموين الانقلاب بأاستبعاد من يزيد راتبه عن 1500 جنيه. مفاجأة تموين الانقلاب وفاجأ ممدوح رمضان، المتحدث باسم وزارة التموين في حكومة الانقلاب، الغلابة بأن قرار هناك قرار استثنائي لتنظيم دخول الفئات التى ليس لديها بطاقات تموين للإستفادة من الدعم، وهذا القرار ينص على من يصل مرتبه ل 1500 جنيه وليس له بطاقة تموينية، أو أصحاب المعاش الذي يبلغ معاشه 1200 جنيه، أو الأرامل والمطلقات وغيرهم. وأضاف "رمضان"، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "الحدث اليوم"، مساء الأربعاء، أن من هو موجود بمظلة التموين الحالية يستفيدوا بالدعم ويزيد راتبهم عن 1500 جنيه لن يتم حذف أيًا منهم، وإنما هذا القرار مرتبط بمن يزيد راتبه عن 1500 جنيه وليس لديه بطاقة تموينية فلايحق له عمل بطاقة جديدة. بما يعني أن كل من تضيع منه البطاقة في عهد السيسي سواء كان فقيرا أو معدما، فعليه أن يطلب العوض من ربه في زجاجة الزيت وكيس السكر والخبز الذي يطعم به أبنائه، جزاءا وفاقا على جريمة ضياع البطاقة من يده. شكاوى لا تتوقف وبعد مرور 60 يومًا على بدء تطبيق وزارة التموين لخدمة استخراج البطاقات التموينية (بدل الفاقد والتالف، والفصل الاجتماعي، وحذف مستفيد)، عن طريق المحمول، خلال 15 يوما كحد أقصى، شهدت مكاتب التموين في العديد من المحافظات زحاما شديدا من المواطنين للحصول بطاقاتهم التموينية بعد اتباع الخطوات ولكن دون جدوى، بسبب مشاكل «السيستم الجديد»، وتجاوز المدة المحددة. وقالت هالة عبدالعزيز، مواطنة مسنة بمكتب تموين مصر القديمة، في تصريحات صحفية،: «إنها تقدمت بطلب للمكتب منذ 3 أشهر لحذف أحد أفراد البطاقة التي يبلغ عددها 7 أفرادها بسبب الوفاة، ولكن تم حذف جميع أفراد البطاقة الأحياء، والإبقاء على حالة الوفاة بالبطاقة». واشتكى محمد السيد، مواطن بمكتب تموين مصر القديمة، أنه منذ 7 سنوات يسعى لإصدار بطاقة تموين، وتقدم أكثر من 30 مرة، ومؤخرا ظهر أن أبنائي مقيدين على بطاقة أخرى بخلاف الحقيقة، وبعد ذلك توجهت للمكتب والمديرية والوزارة ولكن دون جدوى، وحتى الآن ليس لدي بطاقة تموين». وأضاف أن «استخراج بطاقة تموين جديدة (وهم)، وذلك بعد فشل جميع محاولاتي لاستخراج بطاقتي». معاناة الفاقد والتالف وقال هيثم فتحي الشربيني، مواطن بمكتب تموين مصر القديمة: «تقدمت بطلب بدل فاقد، وبالفعل استلم الموظف المختص بالمكتب مستنداتي وأعطاني رقم الطلب، وأرسلته من خلال هاتفي المحمول برسالة، ولكن تم الرد ب(عذرا بيانات المستفيدين المسجلين على البطاقة غير مكتملة للطلب)، وبعد ذلك ذهبت للمكتب مجددا لاستكمال مستنداتي، ولكن سليمان فهمي أبوشنب، مدير المكتب، رد قائلا: (لا يمكن إضافة أي تعديل على السيستم في المنظومة الجديدة)». بدوره، طالب مدير مكتب مصر القديمة الدكتور علي المصيلحي، وزير تموين الانقلاب، بضرورة إضافة أيقونة ملاحظات على «السيستم الجديد»، وذلك لتسجيل شكاوى كل مواطن حال عدم قبول طلبه على «السيستم»، حيث أن مسار الطلب داخل النظام حاليا يسمح لمدير المكتب بتسجيل الطلب ليتم مراجعته من المديرية، ثم وزارة التموين، ثم وزارة الإنتاج الحربي، وأخيرا الرقابة الإدارية، التي تصدر أمر لشركات إصدار البطاقات بطباعة البطاقة حال اكتمال مستندات مقدم الطلب، ولكن حال رفض الطلب خلال تلك الدورة، لن يتمكن المكتب من معرفة الجهة التي رفضت الطلب أو الأسباب أو طريقة الحل. وقال رمضان صابر، مواطن، «تقدمت بطلب تحويل بطاقة التموين من حلوان إلى مصر القديمة، وبالفعل تم تحويلها بعد 4 شهور ليتم وقفها بعد ذلك، وإبلاغي بالعودة إلى مكتب حلوان، لأن البطاقة لم يتم تحويلها كيف وأنا أصرف بها، ووافقت وذهبت لمكتب حلوان ولم أجد البطاقة، وذهبت لمكتب مصر القديمة ليرد مدير المكتب بيانات البطاقة غير مسجلة». وتابع محمد مهران، مواطن، أنه «لديه من الأبناء 4، إضافة إلى زوجته، وتسلم البطاقة التموينية، واستخدمها لمدة 6 أشهر فقط، وفجأة توقفت عن العمل، إذ لا يستطيع البقال التمويني، إدخال الرقم السري، وعند الذهاب لمكتب التموين، حاول الموظف إعادة تعيين كلمة السر مرة أخرى، إلا أن البطاقة لم تستجب، فطلب مني كتابة طلب بإعادة إصدارها ومنذ 3 أشهر لم يتم إصدار غيرها»، مضيفا: «لا أعلم ماذا أفعل غير أنني كل يومين أذهب للسؤال عن البطاقة والإجابة (السيستم الجديد)».