قرر قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي عدم الصمت حيال تدمير حياة المصريين، بعد خفض حصتهم من مياه النيل بعد بناء إثيوبيا "سد النهضة" والإعلان عن بناء سد آخر، السفيه قرر معاقبة "أديس بابا" بالإجراءات الصارمة، التي أضحكت الإثيوبيين حتى دمعت عيونهم، وأبكت المصريين حتى دمعت عيونهم أيضاً. وعلى رأس هذه الإجراءات منع زراعة الأرز والكتان والقصب في مصر وهي من السلع الاستراتيجية للبلاد، وفرض غرامات باهظة على الفلاح المصري الذي يخالف، وطمأنة إثيوبيا أنه لا يعترض على سد النهضة ولا يريد وقف بناءه ، ولكنه فقط يريد التفاوض حول سنوات ملأ خزان السد! وقال سياسيون وخبراء في مجال الموارد المائية، إن مصر تعاني بشدة في تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها من مياه الشرب، وسط اتهامات للسفيه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ب"الاستسلام" في أزمة مياه النيل، مؤكدين أن دول حوض النيل ضيقت الخناق على مصر مؤخرا، بعد أن رفضت الاعتراف بحصة مصر التاريخية من المياه، تزامنا مع استعداد إثيوبيا للبدء في التخزين الكلي للمياه خلف سد النهضة خلال أيام . من جهته؛ قال الباحث السياسي جمال مصطفى، إن أزمة سد النهضة حدثت بسبب تراكمات سابقة بدأها المخلوع مبارك الذي أهمل أفريقيا لسنوات طويلة، وهو ما أثر على مكانة مصر التاريخية في أفريقيا، حتى فوجئنا بعد ثورة يناير 2011 بأن إثيوبيا بدأت في تشييد السد. وتمخض وزير الري في حكومة الانقلاب وقال إن المشكلة لم تعد في سد النهضة، ولكن عصابة الانقلاب اكتشفوا أن إثيوبيا تقوم ببناء سد جديد، أما إثيوبيا والسودان فقد رفضتا اجتماعا جديدا حول سد النهضة كان مقررا في الخرطوم، فردت عصابة الانقلاب بعدم ممانعتها في أن تستضيف هي الاجتماع في القاهرة فتم تجاهل الأمر. الخلاصة أنه منذ اليوم الأول وتتأكد كل يوم أن عصابة الانقلاب موافقة على سدود إثيوبيا وتستخدمها لتصفية حسابات سياسية داخلية، وأن إفقار مصر وتبويرها وإهدار مواردها و تجفيف منابع قوتها الاقتصادية والسياسية والتنموية شرط أساسي لتنفيذ مخططات إعادة تقسيم المنطقة العربية مجدداً. وإخضاع مصر شرط أساسي لتنفيذ "صفقة القرن" وما وراء صفقة القرن التي ليست أكثر من مقدمة، وإفشال الدولة خطة ممنهجة وليست عملا عشوائيا ينفذه السفيه عبد الفتاح السيسي، يقول الناشط سامي سرحان:" يعني بمنعهم لزراعة الأرز و القصب و الموز اللى فعلا بيحتاجوا ميه كتير رمو المشكله على المزارع و بعد فتره هيقولو الفلاح اللى غلطان برغم اننا بنزرع المحاصيل دي من زمان جدا لكن النظام الفاسد هيصدر المشكله للمزارع الغلبان لكي الله يا مصر". ولم يعد سد النهضة الإثيوبي هو التهديد الوحيد لحصة مصر من مياه النيل، وأمنها المائي والغذائي في ظل الحديث عن سعي إثيوبيا لإنشاء 33 سدا لأغراض مختلفة، وسط تحذيرات من تفاقم أزمة نقص المياه الحالية. وكان وزير الري الأسبق محمود أبوزيد، كشف قبل أيام في المؤتمر الدولي لجامعة الأزهر بعنوان "الزراعة والتحديات المستقبلية"، عن أن إثيويبا تعكف حاليا على إنشاء 33 سدا مختلفا، منها 11 لتوليد الكهرباء و22 للتنمية الزراعية، إضافة إلى وجود 4 سدود أساسية أمام سد النهضة. وحذر "أبو زيد" من أن "سد النهضة سيقلل خصوبة الطمي، ما يؤثر على الزراعة ويقلل من جودة الأراضي، ويسبب في ندرة المياه، وبالتالي تهديد الأمن الغذائي لمصر، وكل تلك المؤشرات تؤكد أن مصر على حافة كارثة خطيرة"