مضى اليوم الأول من مسرحية انتخابات الرئاسة في هدوء تام بكل محافظات الجمهورية، ولم يتم رصد أي طوابير طبيعة مطلقا أمام اللجان، كلها كانت صورة مفتعلة وطوابير مصنوعة من أجل التقاط الصور لإثبات الولاء للنظام، كما فعل عشرات الأعضاء من حزب النور بالإسكندرية. واختفى الشباب من المشهد تماما، ولم يظهر في الصورة سوى عدد قليل من العجزة وكبار السن ومئات النسوة اللاتي مارسن الرقص كالعادة أمام بعض اللجان. ومن خلال الصور واللقطات التي تم التقاطها من أمام معظم لجان الجمهورية، فإن الشعب وجه في اليوم الأول للمسرحية صفعة مدوية لنظام أدمن الصورة على حساب الحقيقة، ويمارس أبشع أنواع التزييف والقهر بحق شعب كان يحلم بالحرية والعدالة، فوأد العسكر أحلامه وساموه سوء العذاب. ورغم تسخير كل أجهزة الدولة والمؤسسات الدينية الرسمية، والآلة الإعلامية الجبارة للعسكر، إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح في اليوم الأول الذي خلا من الناخبين إلا من مشاهد مفتعلة هنا وهناك، في عدد قليل من اللجان على مستوى الجمهورية. وأدلى محافظ البحيرة بتصريحات مثيرة وسخيفة، حيث قال إن خدمات مياه الشرب والصرف الصحي ستكون للقرى الأكثر مشاركة، في توظيف تام لمؤسسات الدولة وأموال الشعب لخدمة توجهات النظام العسكري، وهي التصريحات التي اعتبرها البعض فضيحة تستوجب المساءلة والإقالة. وكان الشيخ أحمد كريمة قد أفتى بأن المقاطعين للمسرحية هم خوارج العصر إجبار الموظفين على المشاركة وتواترت الشهادات لتؤكد أن الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها المخابرات الحربية والأمن الوطني، قد أكرهت رجال الأعمال والموظفين الحكوميين على التصويت، وقادت أتوبيسات مخصصة لمئات المواطنين من الموظفين في القطاعين العام والخاص، ثم يتم ترتيبهم في طوابير مفتعلة لالتقاط الصور، ثم يأخذهم الأتوبيس إلى لجنة أخرى وهكذا يطوف الأتوبيس الواحد على "10" لجان أو أكثر من أجل التقاط الصور للتسويق الإعلامي. يقول (ص. ع)، أحد الموظفين الحكوميين بالقاهرة، للحرية والعدالة، إن مديره في العمل جمع كل الموظفين منذ يومين وهدد الجميع إن لم يشاركوا في الانتخابات بتوقيع عقوبات قاسية وتصنيفهم على أنهم "إخوان"، مع ما يترتب على ذلك من تنكيل وإقصاء. يؤكد نفس المعنى (ع. ب)، الموظف بإحدى شركات القطاع الخاص بالجيزة، حيث يقول للحرية والعدالة: "صاحب الشركة هدد الجميع إن لم يشاركوا في "المسرحية"، وشدد على أن الفصل سيكون عقاب المقاطعين. ويفسر شاهد عيان من كرداسة تصريحات نائب برلمان العسكر عن الدائرة علاء والي، بأن ثمة كثافة في التصويت بمدرسة الوحدة، بأن الأمن أجبر رجال الأعمال في المنطقة الصناعية بأبو رواش، التابعة لمركز كرداسة، على تصويت جميع العاملين في الشركات والمصانع وتهديدهم بالفصل حال رفضوا المشاركة. أكذوبة المحافظات الست وأطلق محمود الشريف، المتحدث الرسمي باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، أكذوبة بزعمه أنه تم رصد مشاركة كثيفة في "6" محافظات، هي القاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية وأسيوط وأسوان. ويؤكد مراقبون أن معظم اللجان لم تشهد إقبالا يذكر بجميع محافظات الجمهورية، ما عدا بعض اللجان التي تم اختيارها لالتقاط الصورة ومقاطع الفيديو للتسويق الإعلامي، وهي لجان اختارتها الأجهزة الأمنية بعناية، وتم توجيه عشرات المواطنين أمامها في حفلات رقص وطبل من أجل الترويج لأكذوبة المشاركة الكثيفة. تقرير مكملين عن اليوم الأول وصلات رقص مفتعلة وتداول نشطاء على مواقع التواصل لقطات فيديو تكشف عن مشاهد راقصة تؤديها بعض الفتيات اللاتي يرتدين "تيشيرتات" واحدة، ما يؤكد أن اللقطة مصنوعة، أو نسوة من الأحياء الشعبية يتم استئجارهن لأداء هذا الدور الرخيص.