شهدت الساعات الماضية فشل محاولات نظام الانقلاب في الاستعانة بأذرعه الفنية والإعلامية لإقناع المواطنين بالنزول والمشاركة في "مسرحية السيسي"؛ في ظل حالة العزوف الشديد عن المشاركة بمختلف محافظات الجمهورية. وأفردت المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام الانقلابية مساحات واسعة من تغطيتها لمتابعة تصويت عدد من الإعلاميين والفنانين الانقلابيين، من بينهم "مصطفى قمر" والذي أدلى بصوته في لجنة مدرسة مصر الجديدة للغات، معتبرا أن "مشاركته هي أقل ما يمكن أن يقدمه للبلد"، وخاطب المقاطعين "كده بتعملوا حاجة غلط لأن زى ما البلد بتديكم.. لازم تعمل اللى عليك وأول حاجة عليك إنك تنزل تنتخب". كما غطَّى إعلام الانقلاب تصويت عادل إمام في مدرسة بدر في الدقي، وتصويت هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية، وتصويت وفاء عامر واعتبارها أن المشاركة واجب وطني على كل مواطن. وغطى إعلام الانقلاب أيضا تصويت عفاف شعيب، إحدى شخصيات تسريب المخابرات الشهير، في مدرسة "الأوقاف الثانوية" بالمهندسين، وقيامها بالتقاط صور مع المطبلاتية أمام اللجنة، ودعوتها المصريين إلى الإدلاء بأصواتهم والمشاركة في "العرس الانتخابي". وكانت لجان "مسرحية السيسي" بمختلف محافظات الجمهورية، قد شهدت عزوفا شديدا من جانب المواطنين، ما دفع مشايخ القرى والعمد في العديد من المناطق إلى النداء في المساجد وتسيير سيارات عليها مكبرات صوت لمطالبة المواطنين بالخروج للتصويت، وتهديدهم بفرض غرامات وقطع "المعاشات" لمن يتخلف عن التصويت. الأمر لم يقتصر عند ذلك الحد، بل قامت العديد من المدارس، عبر مكبرات الصوت، بتشغيل أغاني "قالوا ايه علينا"، و"تسلم الأيادي"، وترديد هتافات "تحيا مصر"، ومطالبة المواطنين بالنزول والمشاركة، كما دفع هذا العزوف إلى ممارسة تهديدات على الموظفين بالمصالح الحكومية، من خلال تخصيص "كشوف" لتوقيع المصوتين بها؛ بدعوى إرسال تلك الكشوف إلى "الأمن الوطني" لمحاسبة المقاطعين.