يرى الكاتب الأمريكي "روبرت كيجان" أن الولاياتالمتحدة أصبحت متواطئة مع الانقلاب العسكري في مصر والذي قام به قائد الجيش عبد الفتاح السيسي من خلال دعم أمريكا المتواصل للجيش، وكذلك استمرار المعونة العسكرية التي تقدمها واشنطن له ، ورغم الدعوات المتكررة لواشنطن بالحياد والمصالحة في مصر، إلا أن أمريكا في واقع الأمر أخذت الأطراف المتنازعة في مصر نحو المواجهة العنيفة. وأوضح "كيجان" في مقالته بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولاياتالمتحدة ظلت مترددة تجاه الانقلاب ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، والأهم من ذلك أنها ظلت المقدم الرائد للمساعدات للجيش المصري، حتى بعدما أصبحت أعمال العنف والنوايا غير الديمقراطية للجيش المصري واضحة إلى حد بعيد، ولم توقف الإدارة الأمريكية ولا الكونجرس اعتماد قيمة المساعدات العسكرية لمصر والمقررة 1.3 مليار دولار سنويا. وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن الجيش المصري فتح النار على المتظاهرين الداعمين للرئيس محمد مرسي مرتين خلال الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، ومنذ أيام معدودة طالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي -القائد العام للقوات المسلحة- المصريين للنزول إلى الشوارع لإعطاءه "التفويض" الشعبي لمكافحة "الإرهاب"، وفي يوم الأربعاء أصدرت الحكومة المصرية المدعومة من الجيش أمرا إلى أجهزة الأمن لفض اعتصامات مؤيدي الشرعية بالقاهرة. وأضاف الكاتب أنه يُجرى الآن الاستعداد لهجوم للقوات الحكومية القاتلة ليس فقط ضد جماعة الإخوان المسلمين، ولكن أيضا ضد ملايين المصريين الذين صوتوا لصالح الجماعة في الانتخابات التي جرت على مدار السنتين الماضيتين، ومن خلال الاعتقالات التي تأتي عن تهم ملفقة للرئيس محمد مرسي ولأعضاء آخرين منتمين للإخوان المسلمين، يبدو أن الجيش المصري عازم على استئصال الجماعة من السياسة في مصر وحبس قادتها وأتباعها أو دفعها لتكون جماعة سرية محظورة.