يرى مراقبون أن قائد الانقلاب العسكري السفيه عبد الفتاح السيسي هو من فتح باب التمويل الأجنبي لسد النهضة بإثيوبيا بتوقيعه على وثيقة المبادئ مع إثيوبيا، وهو الاتفاق الذي أزال عن السد شبهة الخلاف الدولي، والذي بمقتضاه يتم السماح دوليا لأي مؤسسة دولية تقديم تمويلات مالية له.. فلماذا لا يحاكم السيسي على تلك الخيانة؟! وأعلن السفيه السيسي، أمس الإثنين، أنه يتم حالياً إنشاء محطة كبرى لمعالجة مياه الصرف، وذلك تجنباً لأزمة قد تحدث لمصر في المستقبل، بإشارة إلى احتمال تأثير سد النهضة في إثيوبيا على حصة مصر من مياه نهر النيل، وتعجب السفير إبراهيم يسري من تصريحات السيسي وطريقة معالجته لأخطر أزمة يمر بها المصريين، قائلا عبر تويتر: "شرب مياه الصرف الصحي بدلا من مياه النيل، ونأكل لحم الحمير"، ساخرا بقوله: "يا سعدك يا مصر". خسر السودان ويرى مراقبون أن مصر في عهد سفيه الانقلاب أصبحت تشعر بعزلة إقليمية، خاصة بعد تطابق المواقف بين السودان وإثيوبيا تجاه سد النهضة، بجانب الفتور الذي تشهده العلاقات بين الخرطوم والقاهرة خلال الفترة الأخيرة، فضلا عن إستراتيجية السودان بعدم تصعيد العداوات حاليا مع أي من دول الجوار. من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية، عبد الخبير عطية، أن السيسي كان يريد أن يتوسط الرئيس السوداني عمر البشير لدى إثيوبيا؛ للتوصل لحل أزمة سد النهضة، لكن البشير رفض، مؤكدا أن السودان راهن على أديس أبابا؛ لأن جنرالات الانقلاب وافقوا على قرارات مجلس الأمن التي تدينه باعتباره "مجرم حرب"، وصدرت ضده قرارات إدانة دولية. وقال المراقب العام في الجهاز المركزي للمحاسبات، أشرف شعبان، عبر تويتر: "الصرف الصحي بديلا عن ماء النيل، أحد الحلول الفنكوشية التي ابتلينا بها نتيجة الاستهتار والمفاوضات العبثية مع إثيوبيا والسودان"، مضيفا: "لا للتفريط في حقوقنا"، و"النيل خط أحمر". من جانبه، شكك الخبير الهندسي، الدكتور عماد الوكيل، في إمكانية الاستخدام الآمن لمياه الصرف المعالجة، وقال عبر "فيسبوك": "هل تعلم أنه لا توجد مواصفة أو كود يسمح بشرب مياه الصرف الصحي المعالجة، ولا يوجد مواصفة تسمح حتى بخلط الخرسانة بهذه المياه، ولا يوجد مواصفة تسمح بري الخضروات منها، فقط يسمح بري الأشجار الخشبية غير المثمرة، والباقي يستخدم في غسل الشوارع". وقال السفيه "السيسي":"نقوم بما يتعين علينا عمله حتى نتمكن من حل مشكلة محتملة، قد تطرأ مع احتمال انخفاض حصة مصر من مياه النيل أثناء فترة ملء خزان سد النهضة."، وأضاف:"يجري حاليا إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف والتحلية". السيسي ضيّع البلد من جانبه، وصف الخبير الاقتصادي، الدكتور مصطفى شاهين، تصريحات السيسي ب"السيئة"، مؤكدا أن "وضع مصر في ظل أزمة مياه النيل صعب جدا". شاهين، قال في تصريحات صحفية، إن اعتماد مصر على مياه الصرف الصحي في الشرب وزراعة المحاصيل الزراعية لهو أمر مؤسف للغاية أيضا"، مشيرا إلى أن هذه الحالة تعكس سوء وصعوبة الموقف التفاوضي للمصريين حول سد النهضة الإثيوبي وحصة مصر التاريخية من المياه. وأضاف أن لجوء السيسي لحل معالجة مياه الصرف الصحي كإستراتيجية لمواجهة أزمة المياه يعني "ضياع حقوق مصر في مياه النيل"، مؤكدا أنه "لا يمكن أبدا لمصر، هبة النيل، أن تعتمد على مياه الصرف في الشرب وفي الزراعة". وأشار شاهين إلى صعوبة ذلك الحل أيضًا في إنقاذ المصريين من العطش والجوع، وقال: "تتحدث عن بلد عدد سكانه في الداخل 94 مليون نسمة، وليس سهلا أن تغطي أكبر محطة في العالم لمعالجة للمياه ولا غيرها احتياجات هذا الكم من البشر". وأضاف: "كما أننا مقبلون في مصر على أزمة اقتصادية شديدة متوقعة، ستؤثر في كل مجريات الاقتصاد".