أعرف اهتمام الرئيس محمد مرسى بالمصريين فى الخارج، وقد كتبت عدة مقالات أناشد فيها أهل الرأى والسلطة، ومنذ الأسابيع الأولى للثورة، أن يفسحوا مواقع للمصريين فى الخارج، ونحن هنا نتحدث عن عشرة ملايين مصرى تقريبا. طالبت فى عدة مقالات أن يتم تخصيص مقاعد فى البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى، وسواء يتم انتخابهم أو اختيارهم من قبل الرئيس فلا ضير. لم يحدث شىء من هذا القبيل؛ لأن المجلس العسكرى الذى كان قائما بأعمال رئيس الدولة آنذاك لم يكن ليعير المصريين فى الخارج ولا فى الداخل اهتمامه. كما طالبت بأن تضم مؤسسة الرئاسة أحد المصريين فى الخارج، وطالبت، واليوم أكرر الطلب، أن يكون هناك وزير دولة متخصص لشئون المصريين فى الخارج، وإنشاء هيئة قومية للمصريين فى الخارج. وسعدت جدا بأمرين حدثا فى مصر بعد الثورة؛ الأمر الأول هو: تمثيل المصريين فى الخارج فى لجنة صياغة الدستور عبر الدكتور أيمن على -أمين اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا- وهو شخصية محترمة وجديرة بهذا الاختيار، ولكن ومن وجهة نظرى ممثل واحد ليس كافيا . والمرة الثانية التى سعدت فيها هى: تصريح الرئيس محمد مرسى فى لقائه بالجالية المصرية فى السعودية بأنه يدرس تخصيص مقاعد فى البرلمان للمصريين فى الخارج، واعتزامه تعيين مستشار لشئون المصريين فى الخارج. هذا وعد رئاسى نعلم أنه سينفذه إن شاء الله. هموم المصريين فى الخارج كثيرة ومتعددة،وأعتقد أنه بالإمكان التعاطى معها وحلها فى وقت قصير، بشرط تعاون السفارات والقنصليات مع الجاليات التى يجب أن يتم انتخاب رؤساء مجالس إدارتها وألا تتدخل السفارات ولا أجهزتها الأمنية فى تلك الانتخابات. وكما أن للمصريين فى الخارج هموما، فلديهم طموحات ورغبات واستعداد لمساعدة مصر والرئيس والحكومة فى العديد من الميادين، وأعتقد أن المصريين فى الخارج قد اكتسبوا العديد من الخبرات فى المجال العلمى والبحثى والتجارى والصناعى والسياحى والاستثمارات وإدارة الأعمال والتعليم والصحة، وحتى فى مجال الدعوة الإسلامية، وهذه الخبرات يمكن نقلها بسهولة لمصر بشرط أن يكون هناك جهاز قائم ومتخصص للتعامل مع هذه الأفكار وليس الرئيس وحده مع احترامنا لمقام الرئاسة طبعا. وعد الرئيس يحتاج قبل تنفيذه إلى ورشة عمل للمصريين فى الخارج للوصول إلى ورقة ترفع لسيادته تتضمن آليات واضحة للتنفيذ.