كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في توثيق حصري لها، مواقف وتصريحات خطيرة حول أطماع الصهيونية بالمسجد الأقصى ومخطط تقسيمه زمانيا ومكانيا "وبإجماع" إسرائيلي على "صلاة اليهود فيه"، وذلك خلال مؤتمر دراسي عقده مركز "قيشف" وجمعية "عير عميم " الإسرائيلية بمدينة القدسالمحتلة بتاريخ 2-6-2013 . وانفردت المؤسسة، بتوثيق كامل لوقائع المؤتمر بالصوت والصورة، حيث برز خلال كلمات المتحدثين، وهم من المفكرين والباحثين والصحفيين الإسرائيليين و"شخصيات دينية"، حجم الخطر الداهم بالمسجد الأقصى سواء كان ذلك من خلال تنفيذ مخطط التقسيم الزمانى والمكاني أو من خلال الإجماع على "صلاة اليهود فيه"- على حد قولهم- النقطة التي التقى عندها جميع المتحدثين في المؤتمر. ويظهر الفيديو لمقاطع مختارة ومهمة من وقائع المؤتمر بشكل واضح تنامي الحركات والمنظمات والجماعات اليهودية الداعية إلى بناء الهيكل المزعوم، وفرض وجود يهودي شبه يومي، ومحاولات فرض إقامة شعائر وصلوات يهودية في المسجد الأقصى، ويكشف التوثيق دعم الحكومة الإسرائيلية ومؤسسات رسمية تابعة لها لهذه الجماعات بدالّة تصاعدية معنويا ومالياً وجماهيرياً وسياسياً، بل تستعملها كذراع تنفيذي غير مباشر وغير رسمي لمخططاتها ضد المسجد الأقصى. وفي التوثيق المذكور، قال يزهار بئير، مدير عام مركز "قيشف": "إن القوى الإسرائيلية التي تؤيد تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى تتباين مواقفها ما بين المطالبة بحقوق بصلاة كاملة لليهود، وحتى اليهود الذين يتحدثون عن المواقع الإسلامية، المسجد الأقصى، وبناء الهيكل، هذه القوى والأفكار وصلت إلى عمق ومركز الحضور السياسي، إلى الكنيست والحزب الحاكم "، وتابع: "دولة إسرائيل تؤيد قسم من هذه الجماعات، تموّلها وتساعدها بطرق مختلفة". من ناحيته، قال تومر بيرسكو، وهو باحث في جامعة تل أبيب: إن "العواطف والرغبات التي تتكون منها المشاعر نحو الهيكل هي بالطبع مشاعر مشروعة بالمطلق"، وأضاف "ما نجده بالتقرير الذي بين أيدينا أنه يوجد دعم متواصل ومستمر طوال الوقت متمثلا بميزانيات ليست قليلة، وهو دعم أحيانا بإعطاء إشارة أو بغض الطرف، وأحيانا بالسماح بجولات للطلاب بقيادة معهد الهيكل". وتابع بيرسكو: "هناك مجال للشك، بأن الحكومة تستعمل جماعات الهيكل كذراع غير رسمية، حيث تسمح لها بوضع موطئ قدم وهي بذلك تشارك في الصراع القومي على جبل الهيكل- وهو المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى- ضد هيئة الأوقاف وضد الفلسطينيين والأردن، وهنا يكمن الخطر، ونحن نعرف أن الوضع خطير وقابل للانفجار، المشكلة في الأصل أن الدولة تؤيد وتدعم مثل هذه الحركات"، وشدد بيرسكو على "حق اليهود للصلاة في الأقصى" حيث قال: "وأنا اعتقد انه يوجد حق مبدئي متأصل لليهود بشكل واضح جدا للصلاة في أقدس مكان لهم ، هذا واضح لكل صاحب رأي وفكر". وقال الراب يهودا جليك، رئيس صندوق ارث الهيكل: " قبل 25 عاما بدأت أصعد إلى (جبل الهيكل)، وكنا وقتها أعدادا قليلة واليوم يؤيد هذا الأمر أكثر من 300 حاخام ، وهناك آلاف اليهود يأتون إليه، ولو كان الوضع الحالي يسمح لكان العدد أكثر". وعلى عكس ما كان ينشر وكأن الجهات الأمنية الإسرائيلية ضد هذه التيارات والمنظمات اليهودية المنضوية تحت إطار بناء الهيكل المزعوم، قال جليك في تصريح خطير: "أود أن أفاجئكم بان الدعم المركزي الذي نحصل عليه هو من أذرع الأمن، هم يتوسلون إلينا لا تتركوا هذا المكان". وحول مخطط تقسيم الأقصى بالزمان والمكان بين المسلمين واليهود، أضاف جليك " أقترح على دولة إسرائيل أن تقيم لجنة تناقش الوضع في المكان قبل فوات الأوان، تعالوا لنقسمه زمانيا ومكانيا". وشدد يهودا جليك على ما وصفه ب "حق" اليهود بالصلاة في الأقصى: "حق الصلاة لليهود في الأقصى هو حق أساسي محمي بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية"، وأضاف: "هذا الوضع يتغير بشيء واحد وهو أن يكون وجود اليهود جزء من المنظر الطبيعي في جبل الهيكل". بدوره قال الصحفي داني روبنشطاين: "يوجد تخوف من أن يأتي أحدهم إلى هناك (جبل الهيكل) ويقوم بتفجيره وعندئذٍ نكون في أزمة كبيرة تهددنا "، وأضاف، "قمت ببعض الجولات في (جبل الهيكل) وسمعت المفتي يقول: هاهم يصلون .. هاهم يصلون .. فلا مشكلة لدي مع هذه القضية، وتابع "من الناحية السياسية أنا أقرأ كل يوم الصحف العربية والإسلامية واستمع إلى محطات الراديو وقنوات التلفزيون، يوجد أكثر من ألف من هذه القنوات تطرح موضوع المسجد الأقصى بشكل يومي". بدوره قال الحنان راينر المحاضر في جامعة تل أبيب: "ليس مفاجئا أن حركات الهيكل التي كانت في البداية مهملة تحولت في السنوات الأخيرة بشكل سريع ذات أفضلية لدى المؤسسة الرسمية الحالية"، وأضاف، "أنا أتحدث عن تحرك بارز للسيطرة على جبل الهيكل "المسجد الأقصى"بشكل واضح، حيث لا يمكن أن أفصل قصة الهيكل من السياسة العامة التي تحاول أن تسيطر وتقصي المسلمين منه والفلسطينيين من أماكن مختلفة من القدس، حيث يوجد طوق استيطاني حول الأقصى، وأنا آخر من يعترض على الصلاة "صلاة اليهود" في (جبل الهيكل)، حاشا لي". وعقبت "مؤسسة الأقصى" على ما ورد في الفيديو: "أن كل هذه المواقف التي صدرت عن هذه الشريحة المتنوعة في المؤسسة الإسرائيلية، تؤكد بالدليل القاطع كل المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد المسجد الأقصى والتي كانت المؤسسة حذرت منها في وقت سابق ودعت العالم الإسلامي وأًصحاب القرار فيه إلى أخذها بعين الجد والنظر إليها على أنها مخططات رهن التنفيذ، وأن المسجد الأقصى وصل إلى مرحلة الخطر الشديد، الأمر الذي يستلزم حراكا مستعجلاً لإنقاذه من براثن الاحتلال الإسرائيلي". هذا وأشارت "مؤسسة الأقصى" في ختام تقريرها بالفيديو وينطبق الأمر كذلك على ما ورد من أقوال المتحدثين في المؤتمر أن الترجمة في أغلبها ترجمة حرفية وفق المصطلحات العبرية التي نرفضها أصلا ونعتبرها باطلة من الأساس، مما يقتضي الانتباه.