أظهرت الاستقالة المدوية لنائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مايكل موريل، قوة التسريبات التى تظهر من آن لآخر لوثائق سرية أمريكية كان آخرها فضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية ومراقبة مستخدمى الإنترنت. وأوضحت صحيفتا "الجارديان" البريطانية و"واشنطن بوست" الأمريكية مؤخرا كيف أن وكالة الأمن القومى جمعت بيانات البريد الإلكترونى من شركات إنترنت بارزة من بينها "جوجل" و"فيس بوك" و"آبل" بموجب برنامج سرى للغاية يسمى "بريزم"؛ علاوة على البيانات الأصلية التى توضح المكالمات الهاتفية التى تمت من أرقام داخل الولاياتالمتحدة ومن أرقام أمريكية لأرقام فى الخارج. وكان إدوارد سنودن، الموظف السابق فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" والمتعاقد فى وكالة الأمن القومى الأمريكى، قد لجأ إلى هونج كونج طلبا ل"بلد يؤمن بحرية التعبير والخصوصية العالمية"، بعدما كشف الحقيقة حول نظام مراقبة ضخم تقوم الولاياتالمتحدة بتشكيله وبنائه. وأكد سنودن، فى مقابلة أجراها مع صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية المحلية، أنه ترك بلده؛ لأنه يعلم أنه سيعانى نتيجة ما قام به من تسريب لهذه المعلومات الحساسة حول برامج تنصت بداخل وكالة الأمن القومى الأمريكى. وتأتى تلك القضية بالتزامن مع قضية مماثلة، وهى محاكمة الجندى الأمريكى "برادلى مانينج" المتهم بأكبر عملية تسريب وثائق سرية بتاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية لموقع "ويكيليكس". وكان مانينج ينوى الكشف عن مدى خسائر الحرب الأمريكية والتكلفة والخسائر البشرية للحروب فى أفغانستان والعراق، ويتهم مانينج بإرسال ما يصل إلى 250 ألف برقية دبلوماسية و500 ألف تقرير من ساحات القتال بأفغانستان والعراق إلى موقع "ويكيليكس" فى عامى 2009 و2010م.