قال الدكتور عبد الرحمن البر- عضو مكتب الإرشاد وعميد كلية أصول الدين وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- إن الأمة الإسلامية أقرب ما تكون إلى النصر والتمكين يقينا لا شك فيه، وأن هذا اليقين مبنيا ليس مبنيا على التمني وإن كان التمني مشروعا، لكن هذا التفاؤل وهذه الثقة الكاملة مبنية علي حقائق، الأولى أن الأمة المسلمة قد عادت فيها الحياة والحياة حين تعود تكون بطيئة ثم تسرع ثم تقوي وعندئذ لا يقف أمامها أحد، وفي ذات اللحظة المشروع الصهيوني الغربي آخذ في الضعف. وقال "البر"- خلال الاحتفال الجماهيري الذي نظمته جماعة الإخوان المسلمين مساء أمس الأربعاء بميدان محطة مصر بحضور عدد من قيادات العمل الإسلامي- إن الوضع العالمي الآن يوضح أننا أمام مشروعين، أولهما المشروع الصهيوني وهو آخذ في الضعف، والثاني المشروع العربي الإسلامي وهو يقوي بشكل واضح بعد أن كان أضعف ما يكون ذلك؛ لأن حكامه بدلا من أن يحرسوا الأمة كانوا كنوزا إستراتيجية لهؤلاء الصهاينة ومشروعهم، أما الآن في ظل الربيع العربي فالمشهد مختلف. وأضاف: في مثل هذه الأيام يحتفل المسلمون بالإسراء والمعراج فيتذكر المسلمون أن الله حينما أسرى بنبيه كان يلفت أنظارهم إلى أن قبلة الأمة يجب أن تستنقذها الأمة، وقد وصلت الإشارة قوية إلى المجاهدين، ولم تمر سنوات حتى دخله عمر بن الخطاب فاتحا، وكانت القدس على مدار التاريخ معيارا بأن الأمة كلما تخلت عن دينها وابتعدت عن طريق ربها تقع القدس تحت طائلة الاحتلال والعدوان. وأشار إلى أنه في مثل هذه الأيام يوم 5 يونيو بدأ العدوان الصهيوني على الأمة النائمة الغارقة التي كانت تجاهد عبر الميكرفونات، ولم تمر 48 ساعة حتى كان المسجد الأقصى بين يدي الصهاينة عام 67 وفي مثل هذه الأيام كانت دولة الكيان الصهيوني المزعومة قد أعلنت عن نفسها وبدأ الشرق والغرب في اغتصاب أرض فلسطين وهي ذكريات ما بين عز وانتصار وذل واندحار؛ ذلك لأن الأمة حين تمسك بأسباب النصر وتدرك دورها يكتب الله لها العز ويكون عزها للدنيا كلها وليس المسلمين فحسب، وكذلك حين تتخلي الأمة عن رسالتها تسقط قيم ومعها الأمة.