أكد د. عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بمعهد البحوث الإفريقية، أن ما قامت به إثيوبيا يمثل خرقًا للاتفاقيات الدولية الموقعة بدءًا من عام 1902 وحتى 1959، لافتًا أن الظروف التي تمر بها مصر وضعف الرد الرسمي سابقًا هو الذي جرأ إثيوبيا على الإعلان عن إقامة سد النهضة في فبراير 2011 دون الرجوع لدول المصب. وأضاف شراقي في مداخلة هاتفية لبرنامج "بر مصر" على فضائية "مصر 25" أن مصر لا تمانع إقامة مشروعات تنموية لرفع مستوى المعيشة في دول المنبع، ولكن بما لا يضر بمصالح دول المصب، مؤكدًا أن مضاعفة السعة التخزينية للسد من 11 مليار إلى 74 مليار يمثل خطرًا شديدًا على مصر والسودان. وأشار أستاذ الموارد المائية إلى أن العودة إلى المواصفات السابقة للسد حسب الدراسات الأمريكية وهي 11 مليار متر مكعب لن يضر كثيرًا بمصر حتى ولو انهار السد، فكمية المياه الناتجة عن الانهيار نستطيع التحكم فيها قبل وصولها إلى الخرطوم والسد العالي. وأوضح شراقي أن مستقبل مصر المائي ليس موجود في إثيوبيا ولا أوغندا ولكنه موجود في جنوب السودان من خلال حفر قناة جونجلي، والتي ستوفر 4 مليارات متر مكعب مناصفة بين مصر والسودان، لذلك يجب على مصر احتواء الجنوب بأي طريقة، ومحاولة إقناعهم أن دور مصر لن يقف عند حفر القناة، ولكنه سيعود عليهم بإنشاء طرق وكباري ومستشفيات ومحطات مياه وكهرباء حتى يشعر الجنوبيون بفوائدها.