أثرت الأوضاع السياسية الداخلية بشكل سلبي علي قوة المفاوض المصري مع دول حوض النيل المصب, لضمان حقوقها المائية في ظل اتفاقية عنتيبي, التي أحالتها دول المصب بقيادة إثيوبيا الي برلماناتها لاقرارها. وطالب الخبراء الرئيس مرسي, خلال زيارته المرتقبة للسودان الخميس المقبل, بتوحيد الموقف مع السودان ومطالبة اثيوبيا بشكل رسمي بوقف بناء سد النهضة, ذي السعة التخزينية الكبيرة72 مليار متر مكعب من المياه, لحين انتهاء اللجنة الثلاثية الدولية المعنية بتقييم آثار السد من أعمالها, والتعهد أيضا بمساعدة اثيوبيا علي تحقيق أهدافها التنموية الكهربائية والزراعية, اذا ما ثبتت آثار السد السلبية علي دولتي المصب. من جانبه, انتقد الدكتور مغاوري شحاتة الخبير المائي رئيس جامعة المنوفية الأسبق تجاهل القيادة السياسية لملف حوض النيل, وخاصة مع دولة إثيوبيا, التي تقود دول المصب الي اقرار اتفاقية عنتيبي التي لا تعترف بالحقوق المائية لمصر والسودان. وقال شحاتة للأسف القيادة السياسية مشغولة بالأوضاع الداخلية وملف الانتخابات البرلمانية, وتتجاهل تماما الخطر المائي الذي يهدد مصر حال التصديق علي اتفاقية عنتيبي, والمضي قدما في إنشاء سد النهضة ذي السعة التخزينية الهائلة لبحيرته والتي تصل الي72 مليار متر مكعب من المياه, بما يشكل ضررا علي دولتي المصب يصل الي9 مليارات متر مكعب من المياه سنويا, فضلا عن خفض نسبة الطاقة الصادرة من السد العالي بنسبة25%. من جانبه, قال الدكتور نادر نورالدين استاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة, إن الكيان الاسرائيلي الموجود بقوة في دول الحوض يحاول اقناع اثيوبيا بتنفيذ سد النهضة, في الوقت الذي يختلف فيه موقف المفاوض المصري الغائب الحاضر, مشيرا الي أن نشوب حرب بسبب المياه بين دول المصب والمنبع أمر وارد, خاصة أن معدلات انشاء السد في تقدم يوما بعد يوم, ومصر والسودان ينتظران تقرير لجنة ثلاثية غير ملزم في النهاية. وأشار نورالدين الي أن التضارب في التصريحات حول اتجاه دول جنوب السودان للتوقيع علي الاتفاقية, حسبما أكد وزير الري بهذه الدولة ومطالبة سفيرها لمصر بضرورة التوقيع علي اتفاقية عنتيبي, يؤكد لنا أن المفاوض المصري غائب عن الوجود في دول الحوض, خاصة أن تصريحات وزير الري الجنوب السوداني جاءت بعد زيارة رئيس الوزراء المصري مباشرة لجوبا. وقال الدكتور نصرالدين علام وزير الري الأسبق وأستاذ وخبير المياه الدولي, ان قضية مياه النيل من أهم ملف قضايا الأمن القومي لمصر, ولكن عدم توطيد العلاقات والتحرك المتأخر من الجانب المصري اعتمادا علي رد الفعل, وليس الفعل, وعدم الاستقرار الداخلي أضعف من قوة المفاوض المصري وأدي الي تعقيد أزمة المياه مع دول المنبع بقيادة اثيوبيا. وقال علام, ان زيارة مرسي الي الخرطوم نهاية هذا الأسبوع مهمة للغاية, اذا ما تم بحث ملف مياه النيل في ظل التوافق الواضح بين حكومتي البلدين تجاه السد الاثيوبي, الذي يؤثر علي حصة المياه للبلدين بما يقدر ب9 مليارات متر مكعب سنويا, سوف يتقاسمها البلدان خصما من رصيدهما المائي. رابط دائم :