من المنطق أن تسمع عن استعداد بعض القوى السياسية لعمل مظاهرات هنا أو هناك ضد رئيس الدولة المنتخب للمطالبة بحق أو التنديد بقرار أو الاعتراض على ممارسة. كل هذا يدخل فى باب المقبول والمعقول، بل الحق المشروع لأصحابه ما إن كانت هذه المظاهرات تأتى فى إطار القانون وبعيدا عن ممارسة العنف والفوضى أو التهديد بهما. إلا أن البعض يسعى اليوم إلى تسويق حديث مختلف وجديد عن حرب عالمية مزعومة ضد الإخوان ليست فى مصر وحدها ولكنها فى عدد من البلدان تشمل كلا من تركيا وتونس. حيث يسعى هذا البعض لحديث عن استهداف يوم 30 يونيو كيوم للقضاء على حكم "الإخوان" ليس فى مصر وحدها ولكن فى البلدان التى فاز فيها التيار الإسلامى بأغلبية شعبية مكنته من تولى مقاليد الحكم فيها. وعمليات الإسقاط هذه تعطينا عددا من الدلالات المهمة التى تحتاج إلى وقفات وتستوجب التحليل فى مجالات مختلفة، سواء ما كان منها تحليلا سياسيا أو نفسيا أو سلوكيا. إذ تجد بعضا من وسائل الإعلام بدأت فى متابعة عدد من المظاهرات التى خرجت بصورة طبيعية فى تركيا لمحاولة وضعها فى سياق وجود رغبة أممية فى القضاء على أى وجود للتيار الإسلامى، حتى وإن كان منتخبا، ليس فى مصر وحدها ولكن فى مختلف البلدان التى من بينها تركيا. وتزداد المشاهد المبالغة عندما تجد بعض الصحف بدأت تبادر وتتحدث عن هذه المظاهرات باعتبارها بداية حقيقية لإسقاط حلم الخلافة من أذهان الإسلاميين فى مختلف بلدان العالم، خاصة بعد تلك المظاهرات التى بدأت فى تركيا قلب "الخلافة" فى العصر الحديث. بل إن بعض القنوات الفضائية بدأت تصوب سهامها فى اتجاه الأناضول لعمل بث مباشر من هناك للمظاهرات بما يذكرنا بعبارة "القاهرة الآن"، التى تظهر على شاشات القنوات الفضائية لتمدنا بمشاهد التظاهرات التى تقع فى أماكن مختلفة من القاهرة. هذه الفوبيا وتلك المخاوف المفرطة لا أراها تدخل فى إطار إسلاموفوبيا أو إخوانوفوبيا ولكنها تتعلق فى الحقيقة بوجود مخاوف حقيقية إلا أنها غير مشروعة من فكرة الديمقراطية، بما يمكن أن يكون أقرب إلى " فوبيا الديمقراطية".