رغم أن جماعة الإخوان المسلمين لم تمثل الأغلبية حتى الآن- في كثير من الهيئات التي تم تشكيلها مؤخرا مثل الحكومة أو المحافظين الجدد أو حتى المجلس الأعلى للصحافة، إلا أن الأصوات المعارضة تعالت لتنذر أن هناك حالة من الأخونة تسير داخل مؤسسات الدولة، الأمر الذي دعا البعض للتحذير من أن تكون حالة من « الإخوان فوبيا» تنتشر في المجتمع والتي بدأت بمخاوف بسيطة من الاستحواذ على الحكم في مصر إلى أن تحولت لحالة مرضية. وقد زادت تلك المخاوف خاصة بعد أن أعلن البعض من خلال تصريحات لأعضاء بحزب الحرية والعدالة أنه جارى إعداد قائمة بعدد 1720 قيادة محلية ما بين سكرتير عام وسكرتير عام مساعد ورئيس مدينة وحى وقرية لإحلال محلهم قيادات من حزب الحرية والعدالة.
أكد الكاتب الصحفي، سعد هجرس، أن ما يحدث في الشارع المصري ليس ما يطلق عليه « إخوان فوبيا»، أو بمعنى آخر ليست مجرد مخاوف من الإخوان, ولكن جميع القرارات والممارسات التي تمت خلال المرحلة الماضية من جانب الرئيس تؤكد سيطرة الإخوان على كل شيء داخل مؤسسات الحكومة.
ويضيف، الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور خير دليل على ذلك والتي لجماعة الإخوان فيها اليد الطولى، فرغم كلمة القضاء ببطلان هذه الجمعية التأسيسية وحلها إلا أنه تم تأسيسها بنفس المعايير التي سبق وتأسست عليها المرة الأولى!.
والغريب أن الرئيس وعد وتعهد للجبهة الوطنية قبيل انتخابه رئيسا للجمهورية بإعادة التوازن للجمعية التأسيسية للدستور ولكن لم يفعل شيء بعد نجاحه، ناهيك عن تشكيلات المجلس الأعلى لحقوق الإنسان واستبعاد من لهم علاقة بحقوق الإنسان ووضع أشخاص لا يعرفون أدنى شيء عن حقوق الإنسان كذلك أعضاء المجلس الأعلى للصحافة الذي به العديد من الشخصيات التي تنتمي للتيار الإسلامي وليس لها أدنى علاقة بالصحافة!.
ويأتي رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية ورؤساء التحرير أغلبهم ممن ينتمون للتيار الإسلامي، فأصبحت الكفاءة ليست المعيار، وهذا ما يؤكد أنها ليست ظاهرة « إخوان فوبيا» ظاهرة مرضية ليس لها أساس من الصحة ولكن هي حقيقة واضحة أن البلد يجتاحها الإخوان.
وردا على أنه من الطبيعي أن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس يكون له نصيب الأسد في الحكومة وداخل المؤسسات فيقول، قد يكون هذا صحيحا ولكن يتم توليتهم في المؤسسات التي تساعدهم على تحقيق برنامجهم « النهضة» وليس وضعهم ضمن أفراد الجمعية التأسيسية للدستور الذي لابد وان يكون توافقيا لأنه يعبر عن أطياف الشعب بأكمله أو يسيطر على مقاعد المجلس الأعلى لحقوق الإنسان أو يتدخلون في القضاء فهذا ليس مشروع نهضة!.
ويستشهد هجرس بالقانون الانجليزي الذي يحذر أي موظف يعمل في مجال الخدمة العامة أن يُظهر انتمائه السياسي أثناء عمله وإلا يتم فصله.
يؤكد « محمود غزلان»عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان على أن عامة الشعب في النجوع والكفور والقرى لا يخشون من الإخوان ولا يمثل لهم الإخوان فوبيا أو خلافه ولكن الإعلام والقلة من السياسيين يروجون لذلك عبر فضائيات بعينها تحاول بث مصطلحات غريبة في النفوس، منها « استحواذ، تكويش، سيطرة، أسلمة، أخونة »، وكأن الإسلام أصبح منكراً من المنكرات فنرى قاموس خاص بهؤلاء ليس له أي دليل على أرض الواقع.
وأضاف غزلان نحن الآن في مرحلة عمل وليس تأمل أو رصد لما يقال عن الإخوان, نسعى للنهضة وليس لمن يسب، ونعمل لمصلحة البلد ليس إلا.
الدكتورة هناء أبو شهبه، عميدة دراسات إنسانية بجامعة الأزهر سابقا، تقول غالبا بعد الثورات تحدث اضطرابات سلوكية وبمراقبة التاريخ على مر العصور يتضح ذلك فما حدث هو انقلاب للهرم القيمي، وتظهر سلوكيات وأخلاقيات جديدة وأعراض لأمراض مجتمعية على الساحة، وأصبحت حالة الفوبيا مسيطرة على معظم المصريين ليس من جماعة الإخوان فقط ولكن من كل قادم في المستقبل.
فعندما تولى رئاسة الوزراء أحمد شفيق كانت هناك مخاوف عديدة من جانب مواطنين وبعدها ظلت هذه المخاوف أثناء تولي عصام شرف رئاسة الوزارة وقابله الشارع بالرفض والآن الإخوان مقابلون بالخوف والقلق، ليس لشيء سوى أن الأحوال غير مستقرة وهذا طبيعي لمرحلة ما بعد الثورات.
فالناس في الشوارع تخشى من الرئيس القادم ومن حزبه الذي ينتمي إليه حتى لا تتكرر مأساة الحزب الوطني الذي كان ينتمي إليه الرئيس المخلوع.
وتضيف الدكتورة « أبو شهبه»، العبء الكبير في علاج هذه الفوبيا يقع على الإعلام الذي لابد وأن ينشر روح الطمأنينة والاستقرار, خاصة وأن الإعلام في الفترة الأخيرة أعطى شحنات عالية جدا للمواطنين ضد الإخوان جعلتهم يصابون بتلك المخاوف. مواد متعلقة: 1. غزلان : نتيجة الانتخابات الرئاسية بمصر معروفة 2. «غزلان»: حملة إعلامية منظمة لتشويه صورة الإخوان 3. غزلان ل "محيط " : قرض صندوق النقد ليس فيه ربا و"الضرورات تبيح المحظورات"