بعد تظاهرتهم الحاشدة عقب صلاة الجمعة الماضية.. قرر أهالى حى المرج بشرق القاهرة عقد لقاء مع الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة، والدكتور أحمد الجيزاوى وزير الزراعة فى القريب العاجل؛ لبحث مشكلتهم المتعلقة بمحاولات بيع قصر نعمت هانم بحى المرج الغربية من قبل تجار أراض بالمخالفة للقانون. وطالب الأهالى المحافظة بالتصدى للبلطجية ومنعهم من الاستيلاء على أحد المعالم الأثرية المهمة بالقاهرة، كاشفين عن وجود مخطط لبيع أرض القصر والحدائق المحيطة بها فى مزاد غير معلن، فيما اقترح عدد من الأهالى بناء عدة منشآت خدمية على المساحات غير المستغلة من أرض القصر تضم مستشفى حكوميا عاما، ووحدة إطفاء، وقسم شرطة ثان، ووحدة مرور، وسجلا مدنيا، ووحدة جوازات، ومركز شباب، وحديقة عامة، ومجمع معاهد أزهرية، ومجمع محاكم، ودار مناسبات عامة، وجامعة حكومية. الحكاية من البداية قصر نعمت هانم بحى المرج البالغ مساحته 122 فدانا، أثر تاريخى يعود لإحدى أميرات أسرة محمد على "الأميرة نعمت مختار" أخت الملك فؤاد، وتعرض لمسلسل من الإهمال غير المسبوق فى عهد المخلوع؛ حيث منح "الشركة العامة للإنتاج والخدمات الزراعية" حق حراسة الأرض دون التحكم فى تأجير القصر من عدمه، بقرار وزارى رقم 459 لسنة 1995، استنادا لقرار رئيس الجمهورية المخلوع رقم 518 لسنة 1988، الذى شمل أيضا نقل تبعية البساتين الخاصة بالإصلاح الزراعى إلى هيئة القطاع العام للتنمية الزراعية. وتم تأجير الأرض بعدها إلى أحد المستشارين ممثلا عن إحدى الشركات الهولندية التى تعمل فى مجال الاستثمار الزراعى، التى أجاز لها المخلوع حق التصرف فيها منذ 5 سنوات، ليتم تأجيرها بالباطن إلى آخرين. ومع نشوب الشرارة الأولى للثورة وما تزامن معها من انفلات أمنى تحول القصر إلى تلال من القمامة ومأوى لجثث الحيوانات النافقة شيئا فشيئا، فضلا عن تهشم أسواره وتشوه كل ملامح جدرانه، كما تحول المكان لوكر للمدمنين وتجار المخدرات وقطاع الطرق، ولمرتكبى الأعمال المنافية للآداب، فضلا عن التعدى على حدائق القصر وسرقتها أيام المخلوع. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث تعرضت أراضى القصر للسرقة والاستيلاء عليها من بعض بلطجية المنطقة الذين يحاولون تقسيم الأرض فيما بينهم دون وجه حق وبيعها -وفقا لروايات الأهالى-، فيما أعلنت تلك الشركة الهولندية فى مكان خفى فى لوحة صغيرة بخط غير مقروء بجوار محافظة القاهرة بعابدين عن مزايدة لتأجير الأرض!! منع التصرف الدكتور إبراهيم عبد الرشيد -نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية- من جانبه زار القصر منذ أيام، حيث أطلعه الأهالى على مشاهد حرائق عدة نشبت فى سقف القصر المذهب، كما شاهد كافة أعمال التخريب التى حدثت به. وقال ل"الحرية والعدالة": إنه بعدما شاهد الكوارث الموجودة بالقصر، طلب من الحى على الفور وضع لافتة مكتوب عليها: ممنوع التصرف فى الأرض بأى شكل دون الرجوع له بشكل شخصى، كما خاطب العديد من الجهات المختصة لحماية ذلك القصر من النهب، كما طالب فى المجلس التنفيذى لمحافظة القاهرة بضرورة مخاطبة مجلس الوزراء لتغيير تخصيص الأرض، وسحبها من المنتفعين بها. وقال عبد الرشيد: إنه يسعى لتحويل حدائق قصر نعمت هانم إلى حدائق عامة ومنتزهات للترويح عن أهالى المرج فى القريب العاجل. استغاثات مستمرة الشيخ شعبان السيد –أحد أهالى المنطقة- قال إنهم لن يفرطوا فى شبر من أرض ذلك القصر، خاصة أنها تعد المتنفس الوحيد لأهالى المنطقة بالكامل، وقال: إن هناك عددا من الإجراءات التى تم اتخاذها من أجل مواجهة محاولات الخارجين عن القانون للاستيلاء عليه، منها مخاطبة الجهات التنفيذية لعودة الأرض لملكية الدولة، وحمايتها من البلطجية والمتاجرين فيها. وأضاف محسن البربرى –أحد الأهالى- أن المزروعات والنخل الملكى التى كانت موجودة بالقصر تمت إزالتها بالكامل، وكذلك الشجر تم حرقه من قبل البلطجية حتى يتم تحويله إلى أرض بور، وطالب بضرورة صدور قرار جمهورى لإلغاء قرارات المخلوع وحماية الأرض من خلال إعادة تخصيصها، مشيرا إلى أن هناك فدانين بالمرج أيضا تم نهبهما بالطريقة نفسها من خلال سماسرة الإصلاح الزراعى.