55 مليون جنيه سنويا "فاتورة الصيانة".. و350 ألف جنيه شهريا للقطار الواحد ماكينات التذاكر القديمة تدخل "المتحف".. بعد توقف الشركات عن تصنيعها وندرة قطع الغيار! فريق عمل فى 6 محطات لمواجهة الأعطال الطارئة.. و"سلوكيات الركاب" أكبر عائق على الرغم من أن منظومة مترو الأنفاق فى مصر هى الأقدم فى إفريقيا والشرق الأوسط إلا أنها تعانى من التهالك وبها قطارات تعمل منذ 27 عاما أى تجاوزت العمر الافتراضى، كما أن ماكينات العبور أصيبت بالشلل بسبب عدم توافر قطع الغيار لأنها قديمة ولم تعد تنتجها الشركات المصنعة. وحسب نظام المترو هناك ورشة صيانة لكل خط، وهناك فريق دائم من المتخصصين لمواجهة الأعطال. "الحرية والعدالة" قامت بجولة داخل ورشة شبرا الخيمة لصيانة المترو للتعرف على مراحل الصيانة وتكاليفها ومدى توافر الإمكانات. داخل ورشة صيانة مترو أنفاق الخط الثانى فى شبرا الخيمة يقول رفعت فهمى -مدير الورشة-: فى الخط الثانى يعمل 35 قطارا، 8 عربات فى كل قطار مقسمة على وحدتين يتم صيانتها فى ورشة تم إنشاؤها عام 1995 مع بداية تشغيل الخط على مساحة 37 فدانا يعمل بها حوالى 500 مهندس وعامل وفنى. تحديث القطارات ويضيف أن تكلفة صيانة القطار الواحد 350 ألف جنيه شهريا شاملة مرتبات العمال، مشيرا إلى أن هناك أعطالا تتطلب صيانة معينة مثل أعطال الأجهزة الإلكترونية والمحولات المساعدة الخاصة بالتكييفات والمراوح وأعطال الأبواب لكنها تراجعت بنسبة كبيرة لتغيير قطع الغيار واستيراد قطع غيار جديدة، ولفت فهمى إلى أن هناك أعطالا لحظية يتم إصلاحها فى محطات المترو مباشرة مثل أعطال كمبيوتر القيادة أو العربة أو أعطال الفرامل الإلكترونية، مؤكدا أنهم يواجهون مشكلة توقف إنتاج الكروت الإلكترونية الخاصة بنظام الجر وتغذية الكهرباء ونظام بيانات القطار (OPIS). وأوضح أن هناك دراسة لمواجهة هذه المشكلة من خلال تحديث القطارات وتجديدها لتعمل بالأنظمة الحديثة، مشيرا إلى مناقصة تم عقدها مع شركة هولندية بتكلفة 2 مليون جنيه وتم توريد عينات لتجربتها قبل التعاقد. وقال فهمى إن عمال الصيانة يعانون من طول مدة توريد المعدات التى قد تصل إلى 18 شهرا، ولذلك يسعون لتخزين أجزاء احتياطية للتغلب على تلك المشكلة، مؤكدا أنه يمكن إلغاء بعض التعاقدات لارتفاع الأسعار أو اختلاف بنود التعاقد مما يدفع الورشة للاستعانة بشركات محلية مثل الهيئة العربية للتصنيع. العمرة الخفيفة صيانة قطارات مترو الأنفاق تمر بأكثر من مرحلة تبدأ بالعمرة الخفيفة وتشمل عدة مراحل وتنتهى بالعمرة الكبيرة ليصبح المترو قادرا على قطع رحلاته بشكل آمن. يقول أسامة على عبد القادر -مدير إدارة العمرة الخفيفة بورشة شبرا الخيمة-: إن العمرة الخفيفة تمر بثلاث مراحل؛ أولها: مرحلة الثلاثة أيام وفيها يدخل القطار الورشة لمدة ثلاثة أيام لإجراء كشف ظاهرى عن المشكلات الموجودة به، وثانيها: مرحلة الثلاثة أشهر يتم فيها صيانة أبواب وكهرباء القطار، وبعد ذلك يدخل قسم العوارض لفحص كابينة القيادة وهذه المرحلة مكملة للمرحلتين الأولى والثانية. ويشير إلى أن معظم أعطال المترو تكون فى الأبواب ومواتير (vvvf) ومحركات الطاقة، موضحا أنه على الرغم من أن بعض أعطال أبواب المترو فنية إلا أنها فى جزء كبير منها بسبب سوء استخدام الجمهور لدرجة كسر يد تحرير الأبواب أو ماكينة الفتح رغم أهمية الأبواب فى حماية الركاب فى أثناء سير المترو. وحول طريقة التعامل مع الأعطال، يؤكد عبد القادر أن هناك فريقا متخصصا موزعا على ست محطات رئيسية هى ( شبرا، سانت تريزا، محمد نجيب، البحوث، أم المصريين، المنيب) مهمته التعامل مع أعطال المترو فى أثناء وجوده فى المحطة، وفى حال عدم التمكن من إصلاح العطل يتم إدخاله الورشة لحجزه للصيانة. ويذكر أنه فى بعض الأحيان لا تتوافر قطع الغيار المطلوبة لأن بعض الشركات المصنعة لم تعد تصنعها، وهذا يحتم تغيير قطارات المترو طبقا للمنظومة الحديثة، لافتا إلى أنهم كانوا قد طلبوا كمبيوتر قيادة وآخر للعربة وأخبرتهم الشركة المصنعة بأنهما لم يعودا موجودين، إلى جانب عدم توافر البرامج التقنية الحديثة فى أعمال الصيانة مما يؤدى إلى إطالة فترة إصلاح الأعطال. العمره الكبيرة يقول عبد الباسط عبد الفضيل -مدير إدارة العمرة الكبيرة بالخط الثانى للمترو-: هذه العمرة تنقسم إلى نوعين، واحد كل ثلاث سنوات، وآخر كل ست سنوات، وفى كل منهما يدخل القطار الورشة وتجرى له قياسات الارتفاعات وقطر جسم الوحدة وتحديد أهم الأعطال، ثم تفكيك عربات المترو وتوزيعها على الأقسام الخاصة بها مثل أقسام دوائر الهواء والبواجى والتكييف والمراوح والمواتير ويتم صيانة كل جزء تم تفكيكه. ويضيف: بعد الانتهاء من أعمال الصيانة يتم تجميع أجزاء عربات المترو وتركيبها من جديد ثم إجراء اختبارات لمعرفة إذا كانت هناك أعطال أم لا، موضحا أنه بعد التأكد من جاهزية القطار يتم اختباره بقسم العمرة الخفيفة فيما يعرف ب"اختبارات المسير الأوتوماتيكى" و"اليدوى"، ثم تشغيل القطار فى محطات المترو بعد الوقت المصرح به لعمل المترو حتى لا يؤثر على حياة الركاب إذا تم اكتشاف عطل، وفى النهاية يمر بعمرة خفيفة للتأكد من جاهزيته للعمل. وعن مشكلات العمال يوضح عبد الباسط أنها تتمثل فى عدم وجود وسائل مواصلات أو مبيت للعمال وأغلبهم من الأقاليم مما يتسبب فى تأخرهم. سلوكيات الركاب ويقول عبد الله فوزى -رئيس مجلس إدارة شركة المترو-: إن الخط الأول يعمل به 48 قطارا والثانى 35 قطارا والثالث 4 قطارات فقط، وهناك دائما قطار فى وضع الاستعداد، مشيرا إلى أن هناك 3 ورش لصيانة قطارات المترو وإصلاح الأعطال هى ورشة طره البلد، وتختص بأعمال صيانة قطارات الخط الأول، وورشة شبرا الخيمة لقطارات الخط الثانى، وورشة العباسية للخط الثالث، وعدد العمال فى ورشتى الخط الأول والثانى 550 عاملا، وفى ورشة الخط الثالث حوالى 50 عاملا. ويشير إلى أن أعطال المترو المتكررة تتركز فى الأبواب بسبب سلوكيات غير مسئولة من الركاب مثل منع أبواب المترو من الإغلاق مما يؤثر على ملفات الأبواب وإضعاف خزان الهواء. ويوضح فوزى أن كل ورشة لها طريقة صيانة خاصة بها تختلف عن الأخرى بسبب اختلاف الشركات المصنعة للقطارات، مشيرا إلى أن صيانة قطارات الخط الأول على مرحلتين تبدأ بالعمرة الخفيفة والعمرة الجسيمة، وتتم إذا قطع القطار مسافة 57 ألف كيلو متر. الكارت الذكى وكشف أن تكلفة أعمال صيانة جميع قطارات المترو 55 مليون جنيه سنويا، أما صيانة قطارات الخط الثانى فتتم على 3 مراحل تبدأ بمرحلة الثلاثة أيام، ثم الثلاثة أشهر لمعرفة إذا كانت هناك أجزاء يلزم تغييرها، ثم مرحلة العمرة الجسيمة وفيها يتم تفكيك القطارات كاملة لصيانتها أو استبدالها بأخرى جديدة. ويلفت إلى أن بعض بوابات المترو قديمة، وتعمل منذ عام 1986 كما أن قطع غيار بعض الأجزاء لم تعد تنتجها الشركة المصنعة مثل تلك الخاصة بماكينات العبور، مما دفع الهيئة لاستخدام "كارت ريدر" واحد، يستخدم فى قراءة التذكرة وفى تركيب الماكينة بدلا من اثنين، وهو العدد المقرر لكل ماكينة بهدف إطالة عمرها الافتراضى وهناك ماكينات تعمل منذ 26 عاما. وأكد فوزى أنه سيتم حل هذه المشكلة بإصدار الكارت الذكى، وهو عبارة عن كارت يتم شحنه مثل أجهزة التليفون النقالة وبمجرد وضعه على ماكينة عبور خاصة به يسمح للمواطن بالمرور. وأشار إلى أن الشركة تواجه مشكلة فى استيراد قطع الغيار تتمثل فى الاحتكار؛ حيث تتحكم الشركة المصنعة لقطارات المترو فى تصدير قطع الغيار وفى الأسعار.