يظن كارهو الإخوان والإسلام، فى داخل مصر وخارجها، ورموز من ثوار اليسار والقومجية، أن الإعلام على طريقة "العيار اللى ما يصيبش يدوش" هو الحل. ويضخ الجميع ملياراتهم وكوادرهم فى ماكينة التضليل وغسل الأدمغة لإجهاض أول تجربة ديمقراطية مصرية أتت بالإسلاميين إلى بداية طريق الحكم. منذ قال الشعب كلمته فى استفتاء مارس 2011، ثم انتخابات مجلس الشعب المبطل غيلةً وتآمرًا، والغل والغيرة يحرقان قلوب الفصائل المعادية لهوية مصر الإسلامية. وبدلا من أن يصحح أولئك القوم أفكارهم وأيديولوجياتهم القديمة، ويتجهون إلى شرف خدمة هذا الشعب بالأفعال لا بالأقوال، إذا بهم يلوذون بماكينة الكيد السياسى والدعاية السوداء. اليساريون والقومجية يعلمون علم اليقين أن معظم -إن لم يكن كل- الكيانات الإعلامية المعادية للثورة والديمقراطية، ممولة ممن سرقوا شعب مصر، أو من النفطيين الخاضعين لأوامر أمريكا والصهيونية. منطق الغاية تبرر الوسيلة يجعل اليسار والقومجية يتحالفون مع من صدعوا عمرنا كله بالطعن فيهم. يتناسى أولئك أن كبيرهم وميثاقه وقوانينه الاشتراكية ناصبوا الرأسمالية المصرية وشيوخ الخليج عداءً ممروضًا غبيا. يتغافلون عن أن ناصر ومن بقوا على قيد الحياة من حوارييه وأزلامه وتابعيه أمموا الصحافة وأقصوا المعارضين فى غياهب السجون وساموهم سوء العذاب. كارهو الهوية الإسلامية والإخوان يطبقون تكتيك "عدو عدوى صديقى"، الذى لن يصمد طويلا؛ لأن الله لا يصلح عمل المفسدين. راجعوا كيف فضح الهارب من المحاكمات أحمد شفيق المخرج خالد يوسف. لقد أعمى الله بصر وبصيرة مصطفى بكرى والقناة التى أذاعت الحوار مع الهارب عن شىء اسمه المونتاج فلم يحذفوا هذه الفضيحة، كى لا يشق صف جبهة "الغاية تبرر الوسيلة". النماذج على تدخل الإرادة الإلهية لشل وفضح أعمال هذه الجبهة المكيافيلية نراها تترى منذ تجمع اليسارى على الناصرى على الفلولى على الليبرالى على المتصهين التطبيعى على متعصبى إخوتنا الأقباط. ولا يمل إخوة إبليس ولا مرضعات ذريته من ابتكار الحيل الشيطانية. فشلت وانكشفت عصابات المولوتوف والبلاك بلوك وتحالف بلطجية العادلى وأمن الدولة، فتفتق ذهن الأبالسة الكبار عن حملة توقيعات استدعاء الجيش. فشلت الحملة فتفتق ذهنهم عن حملة تمرد. الغباء الذى هو جند من جنود الإرادة الإلهية لم يجعلهم يفكرون فى أن الأطراف الإسلامية التى تنجح فى حشد الملايين من البشر، يسهل عليها جمع أضعاف أضعاف توقيعات حملة تمرد الساذجة. ودعك من خيبة مخالفة أصل الفكرة لأبسط قواعد العملية الديمقراطية. ليس فى الدستور الحالى ولا دستور أى دولة أو دويلة بما فيها دول الشيوعية والاشتراكية البائدة ما يطيح بقيادة منتخبة عبر توقيعات الناس. ختاما.. أقول للمعارضين الذين تأكل الغيرة والأحقاد قلوبهم: لن تفلح فنون الكيد السياسى والدعاية السوداء التى تطبقونها بإلحاح وتركيز لإجهاض الثورة. أشغلوا أنفسكم يا حضرات بالأفعال التى تمكث فى الأرض وتفيد الناس. أعيدوا النظر فى عقائدكم السياسية وتذكروا أن من كانوا كبارًا من لونكم وشيوعيتكم واشتراكيتكم، فكروا وتدبروا وراجعوا فعادوا إلى حضن ثقافتهم وإسلامهم وأصبحوا كبارًا فى الحق والوطنية. تذكروا على سبيل المثال لا الحصر: عبد الوهاب المسيرى وعادل حسين وطلعت رميح، ومن قبلهم طه حسين وخالد محمد خالد، ولعل ما راج عن إسلام وعدول ميشيل عفلق عن فكر البعث يكون صحيحًا. الغيرة والأحقاد والتخريب لم ولن ينتجوا خيرًا، لا على مستوى الأفراد ولا مستوى الجماعات والأحزاب.