استنكرت قوى يسارية هجوم عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على «اليسار» والذى بدأت بتصريحات للدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، اتهم فيها بعض قوى اليسار بتلقى تمويلات خارجية، بعدها هاجم الدكتور حسن البرنس البرلمانى السابق عن حزب الحرية والعدالة، تشكيل قوى اليسار جبهة ثورية موحدة، قائلا إن «اليسار الاشتراكى يتحالف مع الليبرالية الرأسمالية». وقال البرنس، عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، إن هذه القوى تستهدف «التكويش على الاغلبية البرلمانية والاستحواذ على وطن ينزف من جميع أركانه».
ووصف يساريون هذه التصريحات بأنها «تشويه لليسار» تخوفا من استعادة شعبيته فى الشارع، وأنها «رغبة من الإخوان فى إظهار أنفسهم بأنهم الفصيل السياسى الوحيد الذى يمثل الأمة المصرية».
وقال عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن «الإخوان استشعروا بدء اليسار استعادة شعبيته وجماهيريته فى الشارع فأرادوا قطع الطريق عليه وتشويهه بأكاذيب».
وأضاف شكر إن «اليسار ليس قوة معادية لقوى الإسلام السياسى، لكنه يرفض قمع الحريات ولا يقبل التنمية المعتمدة على أطراف خارجية، قضيتنا الرئيسية هى الحفاظ على العدالة الاجتماعية والاهتمام بقضايا المواطن البسيط».
فيما قال أستاذ التاريخ، الدكتور عاصم الدسوقى، إن هجوم الإخوان المستمر على قوى اليسار «نتيجة لصراعهم المستميت للهيمنة على السلطة وإظهارهم بأنهم وحدهم يمثلون الأمة المصرية أمام الرأى العام»، مشيرا إلى أن «الإخوان اعتادوا على مخالفة أقوالهم السابقة فقد سبق لهم أن تحالفوا، قبل الثورة، مع قوى اليسار ضد نظام مبارك، وبعد التخلص منه وسيطرتهم على مقاليد الحكم، انفردوا بجميع السلطات وتصريحاتهم المناهضة هى تبرير لذلك السطو»، حسب قول القيادى الناصرى.
وتابع الدسوقى: «مشكلة أعضاء التيار الإسلامى، وعلى رأسه الإخوان، أنهم يقولون ما لا يفعلون، وهجومهم على اليسار يأتى فى سياق حرصهم على إقامة الدولة الإسلامية القائمة على مبادئ حسن البنا»، داعيا قوى اليسار إلى الاستمرار فى الحشد الجماهيرى فى الميادين ضد «أخونة الدولة»، مستدركا: «إلا ان الإشكالية التى قد تعترض نجاح هذا الحشد هو مساندة الولاياتالمتحدة للإخوان فى مصر».
من جانبه، قال أمين اسكندر، القيادى بحزب الكرامة، إن هذه التصريحات تكشف عن قلق الإخوان من التحالفات السياسية التى تقيمها القوى اليسارية والليبرالية، والتى قد تجنى ثمارها بزيادة شعبيتها فى الشارع، متسائلا: «هل لا ينزف الوطن من جميع أركانه عندما يتحالف رجال الإخوان مع رجال الحزب الوطنى؟»، مشيرا إلى أن قوى العالم اليوم لا تبحث عن الاشتراكية أو غيرها بل أصبح همها الرئيس هو الحصول على حقوق المواطن.
وفى السياق ذاته، دشنت قوى يسارية جبهة التحالف الثورى الديمقراطى والتى شكلت لجنة تجمع ممثلين لمختلف القوى المشاركة فيها تمهيدا لإعداد خطة عملهم الجماهيرى، خلال اجتماعهم بالحزب الاشتراكى المصرى مساء أمس الأول.
وتضم الجبهة عددا من القوى اليسارية والاشتراكية من بينها الحزب الاشتركى المصرى والتحالف الشعبى والشيوعى المصرى والعمال والفلاحين وحركة مينا دنيال والائتلاف المصرى ضد الفساد وجبهة التحرير القومى.
وقالت الدكتورة كريمة الحفناوى، أمين عام الحزب الاشتراكى المصرى، إن اللجنة المشكلة ستتولى تحديد خطة عمل الجبهة خلال المرحلة القادمة، مشيرة إلى أن الجبهة لم تقرر حتى الآن الدعوة لتظاهرات جديدة، يوم الجمعة القادمة، مؤكدة ترحيب الجبهة بإقامة تحالفات انتخابية مع مختلف القوى الثورية.