المبادرة سلوك وقيمة يملكها الإنسان صاحب الروح الطموح والعزيمة القوية والهمة العالية. يملكها المشغول بمصلحة دينه ووطنه ودعوته ومجتمعه... هى سلاح فى يد المصلحين، وأنت منهم. المبادرة سلاح الإنسان صاحب الهمة.. به يصل إلى الصالح النافع الذى لا يصل إليه القاعد الذى ينتظر الأوامر. إن حاجتنا للإنسان المبادر كحاجتنا للماء والهواء؛ لأنه حامل ليس محمولا، مشارك وفاعل ليس قاعدا ينتظر من يحركه.. يدفعه إيمانه بفكرته ورسالته، لا ينتظر من يضيع الوقت فى تحفيزه. هذا هو الإنسان الذى نريد، هذا هو جندى الفكرة والعقيدة، هذا هو المبادر الفعال صاحب الهمة. كن أنت هو تكن من الفائزين. صانع المبادرة صلى الله عليه وسلم قال لنا: "بادروا بالأعمال فهل تنتظرون إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مقعدا أو هرما مفندا أو الدجال؟ فشر غائب ينتظر أو الساعة، والساعة أدهى وأمرّ". هو يخاطبك حتى تبادر قبل فوات الأوان. أذكر أمثلة للمبادرين وكيف صنعوا تاريخا مثل الحباب بن المنذر فى يوم بدر وكيف نقل المسلمين إلى موقع جديد كان من أسباب الانتصار، وصاحب النقب الذى لا نعرف عنه سوى مبادرته التى كانت سببا فى انتصار أهل الحق والعدل على أهل الباطل والظلم... اقرأ ماذا فعلوا ستعجبك قصتهم. كن مبادرا تصل إلى ما لا يصل إليه القاعدون.. كن مبادرا فبمبادرتك سينتفع غيرك... لا تقعد فقعودك خسارة كبيرة للجهد والوقت والبناء. إن ما يؤخرنا ويؤجل رجوع حضارتنا ليس سوى القعود والانتظار والركون إلى القادم المجهول الذى به ستنتصر الفكرة وتعلو راية الوطن، ولو فكرنا قليلا فلن نجد سوى أيدينا التى تصنع التغيير وتغير الواقع المرير إلى واقع يسعد به الإنسان وتعلو به راية الأوطان. إن الحضارة الإسلامية القادمة بحاجة إلى نفوس وعزائم على قدر المسئولية تغرس المبادرة وتكون قدوة فى الفاعلية والمشاركة وتترك ساحات القعود لضعفاء النفوس وأصحاب الهمم الخاملة الكسولة. إن المستقبل الذى نتطلع إليه يدفعنا إلى أن ننهض ونشارك ونبادر وننشغل بأهداف وطننا ودعوتنا ورسالتنا؛ حيث لم يعد لدينا وقت كى نضيعه فى القعود والخمول. معا نصنع حضارتنا.