انتهت جولة المبعوث الأممى للصحراء الغربية "كريستوفر روس" المغاربية التى استغرقت أسبوعين، بدأها يوم 20 مارس الماضى من الرباط وانتهت بزيارة الجزائر يوم الاثنين الماضى، التقى خلالها مسئولون عدة من جميع الأطراف فى خطوة لإحياء محادثات السلام حول الصحراء الغربية. وبعد انتهاء جولته الإقليمية، أكد روس أن الوضع السائد فى الساحل يجعل من تسوية المسألة الصحراوية أمرا ملحا أكثر من أى وقت مضى، مشددا على ضرورة إيجاد حل للنزاع بسبب ما يجرى فى الساحل والبحث عن هذا الحل فى إطار قرارات الأممالمتحدة. ومن المقرر أن يقدم المبعوث الأممى تقريره إلى مجلس الأمن يوم 22 إبريل الجارى ليقوم المجلس بدوره بإصدار قراره قبل نهاية الشهر؛ حيث سيعمل على تمديد مهمة قوات "المينورسو" سنة أخرى، فى حين استبعد مراقبون أن ينظم روس مفاوضات جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو؛ لأن هذه المفاوضات تتطلب رؤية جديدة وستكون دون شكل بعد قرار مجلس الأمن. وبدأ كريستوفر روس جولته الجديدة منذ أسبوعين؛ حيث زار الأطراف المعنية بالنزاع وهى إسبانيا والمغرب وجبهة البوليساريو وموريتانيا وأخيرا الجزائر، وقبل هذه الجولة كان روس قد اعترف بفشل المفاوضات غير المباشرة بين المغرب والبوليساريو وضرورة البحث عن صيغة جديدة، ما جعله يقوم بجولة فى دول "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية"، وهى "إسبانيا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا"، وبشكل مفاجئ أضاف كلا من ألمانيا وسويسرا. وتعليقا على التطورات الأخيرة وجولة المبعوث الأممى، قال وزير الاتصال والناطق الرسمى باسم حكومة المغرب "مصطفى الخلفى" نتطلع إلى أن يكون التقرير الذى سيقدم لمجلس الأمن مناسبة لوضع إجراءات تمكن من التقدم نحو الحل". غياب الدبلوماسية الجزائرية وبعد لقاء روس، قال الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة إن الجزائر تدعم "حلا عادلا" بين المغرب وجبهة البوليساريو لقضية الصحراء الغربية يضمن حق تقرير المصير للصحراويين، مضيفا أن الجزائر ستواصل تشجيع الطرفين على السعى إلى بلوغ هذا الحل فى كنف احترام الشرعية الدولية. وكانت الجزائر قد رفضت محاولات المغرب الزج بها لإيجاد حل ثنائى معها للنزاع فى الصحراء الغربية المستمر منذ عام 1975 خارج منظمة الأممالمتحدة. فى حين يرى رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران أن الجزائر قادرة على حل المشكلة، مضيفا: لو أرادت الجزائر الحل فإن مشكلة الصحراء الغربية يمكن أن تحل فى غضون أيام أو أسابيع، حسب كلامه. ويتهم المغرب الجزائر بالمشاركة فى صناعة قضية الصحراء الغربية والوقوف وراء (البوليساريو) من أجل الحصول على بوابة نحو المحيط الأطلسى، ويدعو إلى مفاوضات ثنائية بينه وبين الجزائر لحل القضية، وهو ما أكده بنكيران فى لقاء سابق مع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان عندما قال: نزاع الصحراء بيننا وبين الجزائر وليس مع جبهة البوليساريو، مشيرا إلى أن قضية الصحراء الغربية بالنسبة للمغرب هى قضية شعب، لكنها بالنسبة للجزائر قضية دولة وقضية نظام.