قدم الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، في كلمته التي ألقاها بمطار الخرطوم خلال زيارته إلى دولة السودان الشقيقة، خالص الشكر والتقدير للسودان رئيسا وحكومة وشعبا، وتناول الرئيس مع نظيره السوداني سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات، وبدأ الرئيس خطابة ب... بسم الله الرحمن الرحيم أود في البداية أن أعبر عن خالص التقدير والشكر إلى أخي العزيز فخامة الرئيس عمر البشير والسودان الشقيق حكومة وشعبا على حفاوة وكرم الضيافة، في الحقيقة رأيت البسمة وحسن الاستقبال على وجوه كل من قابلت من إخواني سواء المسئولون الأخ الرئيس وأعوانه أو عموم الشعب السوداني، رأيت بوضوح إخلاص ومحبة واضحة تعبر عن عمق وأصالة الامتداد التاريخي والثقافي العربي والإسلامي بين مصر والسودان. وتابع الرئيس، لقد تناولنا خلال محادثاتنا أمس مع الأخ العزيز عمر البشير سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، وقد اتفقنا على أهمية البناء على الرصيد الإيجابي من العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة التي تجمع البلدين والشعبين وكذلك الاستفادة من الطاقات والإمكانات المتوفرة لديهم وهي كثيرة وذلك من أجل الانطلاق نحو أفاق أرحب من التعاون الثنائي في كافة المجالات من خلال إقامة مشروعات مشتركة خاصة في مجال الزراعة والثروة الحيوانية بما يضمن توفير الأمن الغذائي للبلدين بالإضافة لمشروعات البنية الأساسية وتنمية الموارد البشرية وصولا إلى تكامل اقتصادي حقيقي بين البلدين في المستقبل القريب أن شاء الله. وأضاف، وارتباطا بذلك أكد ضرورة تكثيف الجهود من أجل مضاعفة حجم التجارة والاستثمارات خلال السنوات المقبلة بالعمل على الإسراع في الخطوات التنفيذية الخاصة بإقامة منطقة صناعية مشتركة بين البلدين، ولا يفوتني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل للوفدين المصري والسوداني ،كل الوزراء والمسئولين على ما بذلوه من جهد خلال هذه الزيارة وبما اتفقوا واتفقنا عليه من مشاريع مشتركة، ومنها إقامة مزرعة بحثية تكون بيت خبرة للمستثمرين في مجال الزراعة على مساحة 500 فدان وإنشاء شركة ملاحة بحرية مشتركة، وعمل بروتوكول سياحي في الاستثمار السياحي والتسويق الدولي المشترك، ومناطق لمنطقة البحر الأحمر وطفرة حقيقية في السياحة العلاجية، وإنشاء المنطقة الصناعية شمال الخرطوم على مساحة 2 مليون متر مربع، والتعاقد للعديد من المصانع في مجال تدوير المخلفات وإنتاج الطاقة وصناعة الوقود الحيوي والدواء، كما اتفقنا على ترفيع مستوى اللجنة المشتركة السودانية المصرية، بحيث تصبح على مستوى الرئيسين في البلدين، وعقد الدولة المقبلة في أقرب وقت بالقاهرة دفعا لمسيرة التعاون وتحقيق مشاركة اقتصادية حقيقية بين مصر والسودان. وأكد مرسي أن مصر لا تنسى في هذا المجال الشقيقة ليبيا لأن نريد لها أن تنطلق كما نحب لمصر والسودان أن ينطلقا، وفي المستقبل سيكون هناك تعاون ثلاثي بين مصر والسودان وليبيا. وقال الرئيس: إنه حضر هو الرئيس البشير جانبا من الاجتماع مجلس الأعمال المصري السوداني المشترك الذي عقد أولى جلساته بتشكيله الجديد من الجانبين وأكدنا خلاله على الدور المهم والرئيس لمجتمع الأعمال في البلدين في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين ودفع عجلة التنمية في البلدين، بما يرقى لتطلعات الشعبين نحو النمو والازدهار، وبلا شك أن ما تم الاتفاق عليه بشأن افتتاح الطريق البري الشرقي خلال الأيام القادمة، فضلا عن افتتاح الطريق البري الغربي، وكذلك الساحلي قريبا. وأضاف أنه ربما قبل نهاية هذا العام ستفتح هذه الطرق آفاق جديدة في علاقات التكامل الاقتصادي والتنموي بين البلدين وتعزيز أوجه التعاون التجاري في مختلف المجالات بينا باعتبار كل ذلك خطوة تاريخيا تنقل علاقات التعاون والمصالح المشتركة إلى آفاق أرحب تحقق المنفعة المتبادلة للشعبين المصري والسوداني، ومن جهة أخرى أكد موقف مصر الداعم للسودان الشقيق وفي أمنه واستقراره في جميع الأطر والمحافل الدولية والإقليمية، ونؤكد على موقفنا الداعم لجهود السودان وجنوب السودان من أجل تسوية كافة القضايا المعلقة بشكل توافقي بما يسهم في تعزيز التعاون والسلام بين البلدين وجهود الاستقرار والتنمية في المنطقة. وشدد على التزام مصر بمواصلة جهودها بدعم اتفاق الدوحة للسلام في دارفور بما يحقق السلام الشاملة والنهائية، فضلا عن دعم مصر لمؤتمر إعادة إعمار وتنمية دارفور في الدوحة الذي سيعقد خلال أيام. وأوضح الرئيس أن المحادثات تناولت عددا من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدا ضرورة استمرار دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة طبقا لإرادته، واستعرض تطورات الأزمة السورية الدامية التي تدمي قلوبنا جمعيا، والتي نسعى بكل جد لوقف هذا النزيف من الدم على المحاور الدولية والعربية وتم التشديد بيننا على تضافر الجهود من أجل إنهاء هذه الأزمة بما يحقن الدماء ويضمن وحدة وسلامة الأراضي السورية. وثمن مرسي زيارته لشعب السودان الشقيق قائلا: هذه الزيارة هي حجر الزاوية أساس ومحوري في فتح كل الأبواب فيما بين مصر والسودان وتذليل كل العقبات أن وجدت لكي يكون هناك تكامل حقيقي بين البلدين وتواطؤ لمستقبل أكثر من التكامل وهو الوحدة التي نسعى عليها بين الشعبين الكبيرين المهمين بالنسبة للمنطقة ومهم أيضا للتنمية في إفريقيا. وقال الرئيس: إن الخط الحديدي الاستراتيجي الإسكندرية كيب تاون يمر بالضرورة عبر مصر والسودان وبعض دول إفريقيا ودول حوض النيل. وختم الرئيس كلمته قائلا: إنه والوفد المرافق نثمن كثيرا للشعب السوداني والرئيس البشير حسن الضيافة والحفاوة أشكركم كثيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.