أرسل المهندس زكي محمد أغبارية، رئيس "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" نداء استغاثة إلى كافة الجهات المحلية والإقليمية والدولية، طالب فيه بالتحرك العاجل لإنقاذ المقبرة الإسلامية التاريخية في القدس. جاءت رسالة "أغبارية" ضمن حملة تطلقها "مؤسسة الأقصى" عالميًّا ومحليًّا لتحريك ملف مقبرة مأمن الله، في ظل استهدافها المتواصل من قبل أذرع المؤسسة الإسرائيلية ومخططات لتدميرها وتهوديها كاملا. تم توجيه الاستغاثة عبر عدة رسائل لكل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولبعض السفارات كالسفارة المصرية والتركية والأردنية، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، القضاة الشرعيين في البلاد، ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية في غربي القدس، وكذلك إلى أعضاء الكنيست العرب، وأرفقت الرسائل بمذكرة ودراسة تفصيلية عن تاريخ المقبرة وتسلسل تفصيلي عن الانتهاكات الإسرائيلية بحقها. تعتبر مقبرة "مأمن الله" في مدينة القدس من أقدم المقابر الفلسطينية، وقد دفن فيها جمع من الصحابة والتابعين والعلماء والمجاهدين ومن أعيان القدس الشريف على مر التاريخ، ولكن للأسف هذه المقبرة استهدفت منذ نكبة فلسطين وما زالت تستهدف حتى يومنا هذا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية، إذ اقتطعت ما يقارب ال85% من مساحتها وحولتها إلى حدائق عامة وشوارع، وأقامت عليها المباني والمؤسسات والمدارس والملاعب بما يسمى حديقة الاستقلال، وما تبقى من مساحتها هو فقط ما يقارب ال 23 دونمًا من أصل 154 دونماً، وحتى هذه المساحة هي الأخرى ما زالت تستهدف على يد السلطات الإسرائيلية التي تحاول بكل ثمن أن تتخلص مما تبقى منها.