لولا أنها يوميات مملة ومكررة ومكشوفة لكنت اقترحتها على أحد كتاب الروايات البوليسية بعنوان (يوميات حمادة عند القصر الرئاسى) لتكون شاهدا على خيبة الإنقاذ و"ثوار حمادة" و"إعلام حمادة".. ودليلا على أنهم لم يتعلموا بعد عامين من الثورة مجرد ثقافة الاختلاف والتظاهر بدون قلة أدب وسب وشتائم ومولوتوف؛ بدعوى إشعال ثورة جديدة ضد رئيس انتخبه الشعب! يوميات برنامج المظاهرات كما هى فى كراسة "جبهة الإنقاذ" ومعاونيهم من البلطجية وفلول الوطنى، هى كالتالى: هل شاهدتم يوميات مختلفة عن هذا طوال مظاهراتهم الأخيرة التى لم يعودوا يطلقون عليها (مليونيات) لقلة من يشاركون فيها؟ لا أظن.. حتى إن الداخلية قالت فى بيانها الأخير بالنص إنه (مشهد متكرر.. سلمية.. ثم إزالة الأسلاك الشائكة أمام أبواب القصر.. إلقاء الحجارة تجاه وداخل القصر.. والمولوتوف)! البعض غاضب من هذا السيناريو الذى يقوم به (ثوار حمادة) عند قصر الرئاسة منذ عدة أسابيع بخلاف قطع الطرق والمترو وتعطيل حال العباد.. وكثيرون يعدون هذا ضعفا من الرئيس محمد مرسى ويطالبونه بالشدة معهم، طالما أنها ليست مظاهرات سلمية أبدا.. ولكن الحقيقة كما يراها كثيرون -يفكرون بهدوء- هى أن صبر الرئيس ليس ضعفا ولا خوفا، ولكنه يحاول تفويت الفرصة على هؤلاء الفاشلين سياسيا والكارهين للحكم الإسلامى والخائفين من هزيمتهم للمرة الخامسة فى صناديق انتخابات البرلمان الشهر المقبل، ويترك الشعب يكشفهم. فهؤلاء "الإنقاذيون" المتحالفون مع "فلول النظام السابق" و"البلطجية الممولين من رجال أعمال الدولة العميقة" يدركون جيدا أن الرئيس الذى أزاح طنطاوى وعنان وأنهى 62 عاما من الحكم العسكرى وغيّر رئيس المخابرات ومنع المحكمة الدستورية من لعب دور سياسى وأعاد القوة لسياسة مصر الخارجية، لا يمكن أن يوصف بالضعف أو الجُبن.. ويدركون أيضا أن الجيش لن يقوم بانقلاب –كما يطالبونه للأسف– ضد رئيس منتخب، ولهذا فهم يتحركون بمسلسل الفوضى والعنف؛ لأنه بديلهم الوحيد لإسقاط الرئيس وتعطيل الانتخابات؛ لثقتهم أنهم سيخسرونها! ولكى ينجح سلاحهم هذا (أى العنف والفوضى) –الذى يسمونه تجميلا "ثورة شعبية" أو "الثورة الثانية" بهدف استحضار روح ثورة يناير فى أذهان الشعب!!- لا بد من "جر شَكَل" الرئاسة والشرطة والجيش والحرس الجمهورى لدفعهم لاستخدام العنف ردا على مسلسل الخراب الذى يمارسونه.. انظر مثلا ماذا يفعلون أمام القصر الرئاسى بإلقاء كسر الرخام المسنن الذى يشبه السكين والمعد لهم سلفا (!) والمولوتوف؟ وماذا يفعلون على أبواب وزارة الدفاع -وهم فى طريقهم من العباسية للاتحادية- من كتابة شتائم وسباب وهتافات ضد جيش مصر لاستفزازه بعد رفض العودة للسياسة؟! من أسلحتهم أيضا الإعلام والفضائيات (التى يهيمن عليها حاليا موارنة لبنانيون، متحالفين مع صهاينة كما سنكشف لاحقا) لاستفزاز كل التيار الإسلامى لا الإخوان فقط حتى إنهم رفضوا وثيقة الأزهر لأنها قيّدت يدهم عن العنف! باختصار هم يريدون "دم" وقتلى، ليزايدوا عليهم ويستمر التصعيد.. ويغيظهم ما يقوم به مرسى والجيش والداخلية والحرس الجمهورى من رفض لاستخدام القوة، وهذا السيناريو يتكرر قبل أى انتخابات بهدف تأجيلها، مثل التلميذ البليد الذى يسوق عشرات الحجج لتبرير فشله.. مرة يقولون: "مفيش توافق"، ومرة يقولون: "لا وقت للاستعداد للانتخابات"، و"نريد ضمانات لنزاهة الانتخابات" وهكذا.. حتى تظهر النتائج فتبدأ أسطوانة التزوير! لا أظن أن هذا الرئيس الذى يسخرون منه لأنه يعرف ربه (!) لا يدرك أبعاد هذه المؤامرة؛ وإنما هو يطبق الآية (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى? مَا تَصِفُونَ) –أى على ما تكذبون- وأنه مستمر فى تحقيق أهداف الثورة الحقيقية!