استكمالا لما كتبته أمس عن (إعلام حمادة) و(قضاء حمادة) و(حرس حمادة).. اسمحوا لى أن أواصل اليوم الكتابة عن (ثوار حمادة)! عندما يقوم بعض مدعى الثورية بميدان التحرير بإغلاق مجمع التحرير أمس أمام المواطنين، ويمنعون الموظفين والمواطنين من الدخول لقضاء مصالحهم، ويحاول أحد كبار السن -القادمين من محافظات بعيدة لقضاء حوائجهم فى المجمع- الدخول، ينهرونه ويضعون أرجلهم فى وجهه.. فأكيد هؤلاء (ثوار حمادة) ليسوا منّا ولا نعرفهم. وعندما يعلن ما يسمى (اتحاد الصفحات الثورية) عن بدء ما يسميه (عصيان مدنى شامل) بقطع الطرق والكبارى فى القاهرة الجمعة المقبلة، ويقول "إنه سيتم الإعلان عن المطالب فى بيان لاحق على رأسها رحيل النظام"، وسيلى هذا الزحف على كل مقار جماعة الإخوان وحرقها.. فأكيد هؤلاء (ثوار حمادة) من فلول الثورة المضادة ولا علاقة لهم بالثوار الأنقياء الذين رأيناهم فى التحرير فى بداية الثورة! وعندما يتحرك (الثائر الأكبر) البرادعى بموكب من البودى جارد والسيارات الفارهة، ويوقفه مواطن كبير مسن يصرخ فيه (هتخربوا مصر.. هتخربوا مصر) ثم يجره أحد بلطجية – عفوا بودى جارد– البرادعى من ملابسه بصورة مهينة كما شاهدنا على "يوتوب"، حتى يصاب الرجل بأزمة صحية ويسقط على الأرض.. فأكيد البرادعى ده زعيم (ثوار حمادة) !! وعندما تفتح صفحات شباب اليسار أو اليمين على النت، وتجدها تفرق بين دماء الثوار، فتنشر صور الشهداء المحسوبين على جبهة الإنقاذ فقط وتطالب بالقصاص لهم، ولا تعتبر شهداء التيار الإسلامى –الذين كان لهم الفضل الأول فى حماية الثورة الحقيقية يوم موقعة الجمل بشهادة المنصفين منهم– من الشهداء، فأكيد هؤلاء (ثوار حمادة) ولا علاقة لهم بالثوار الحقيقيين الذين رأيناهم يحتضنون بعضهم بعضا فى التحرير خلال الثورة، ولا يفرقون بين أحد منهم. وعندما يخرج كبير كهنة النظام السابق صفوت الشريف بالسلامة من السجن، ويرجعونه لبيته، وتطل إحدى الفتيات معه فى السيارة على الواقفين خارج السجن مخرجةً لهم لسانه، ويخرج كاهن ترزية النظام السابق فتحى سرور من السجن ويعود معززا مكرما لبيته، ولا نجد بيان غضب واحدا للثوار المزعومين أو غضبة "نص كم" على (قضاء حمادة)، فأكيد هؤلاء هم (ثوار حمادة)، إلا إذا كان صفوت الشريف قدم طلبا للانضمام لجبهة الإنقاذ ونحن لا ندرى، فقرروا الصمت!! ما لا يفهمه (ثوار حمادة) أن العصيان المدنى أساسا (سلمى) وليس بالعنف والمولوتوف وحرق مقرات الأحزاب الإسلامية المخالفة لهم فكريا، وتعطيل القطارات والمترو والمصالح الحكومية.. وأن مَن قام بالثورة هم (شعب مصر صغارا وكبارا) لا (ثوار حمادة)، وهذا الشعب لن يسمح لهم بهذه الفوضى والتخريب، وسوف ينزل ليمنع تخريبهم. أما لو كان هؤلاء المتمسّحون ب"الثوار الأحرار" يسيرون فى دعوتهم للعصيان على خطى منظريهم، أمثال الدكتور يحيى الجمل، الفقيه القانونى والدستورى صديق "عبده مشتاق" حمدين صباحى، فأذكرهم بما كتبه "الجمل" بخط يده فى "المصرى اليوم" بتاريخ 13 فبراير 2012 تحت عنوان (العصيان المدنى.. ثورة مضادة). "الجمل" قال بالنص: (إن دعوة العصيان المدنى تقودها الثورة المضادة، وبعض الذين يقودون هذه الدعوة يتصورون أنهم يحسنون صنعا، وأغلبهم يدرك أنه يعمل من أجل الانقضاض على ثورة مصر؛ لكى يدمرها، ولكى يعيد عجلة الساعة إلى الوراء). ويضيف: (يبدو أننا نعيش فى مسرح اللامعقول أو مسرح العَبَث. هذا الذى يجرى على الساحة المصرية هذه الأيام لا يمكن تفسيره بالمنطق أو بالعقل، هل من الممكن أن بضعة من أبناء مصر يبذلون قُصارى جهدهم من أجل هدم مصر وجعل كل شىء فيها خرابا، ليس هناك إنتاج، وليست هناك سياحة، وليست هناك استثمارات جديدة، وهناك استثمارات قديمة هربت..). يبدو أننا سنغنى قريبا أغنية (ثوار.. ثوار لآخر مدى) بطريقة أخرى فنقول: (ثوار.. ثوار.. لآخر حمادة).. حاجة تقرف!