الناصريون الشرفاء يرون أن التيار الإسلامى الثورى المنقذ للبلاد انتخبنا أبو الفتوح فى الجولة الأولى وحشدنا بقوة لمرسى فى الجولة الثانية مرسى رجل أفعال وكسب الناصريين حينما ذكر فضل الإصلاح الزراعى ومجانية التعليم نرفض المجازر فى سوريا وطالبنا بشار بوقفها لكنه لم يستجب الإعلام يزرع بذور الفتنة ويسيطر عليه رموز النظام السابق طالبنا جميع الأحزاب الناصرية بالاندماج فى حزب واحد أكدت السينارست هناء عمر -العضو المؤسس بحزب المؤتمر الشعبى الناصرى- أنه ليس كل من يقوم برفع صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى الميادين وفى التظاهرات المعارضة للرئيس محمد مرسى يمثل الفكر الناصرى. وقالت "عمر" التى كانت تعمل مراقبة إعلامية فى ماسبيرو، وهى الآن بالمعاش، فى حوار مع "الحرية والعدالة": إن الناصريين المثقفين يدركون تماما أن التيار الإسلامى الثورى والممثل فى رئيس الجمهورية د. محمد مرسى هو الأجدر على قيادة البلاد، وأن الظروف السياسية والاقتصادية التى تولى فيها عبد الناصر البلاد مشابهة للظروف التى تولى فيها د. مرسى المسئولية، إلا أن الرئيس عبد الناصر ساعده ثقافة شعبه وحركات التنوير التى شُغلت بتأصيل مفهوم الأصالة والمعاصرة على تكوين نهضة فى البلاد، لكن د. مرسى يحاربه من يسمون أنفسهم "النخبة" ويضللون الشعب من أجل مصالحهم الشخصية. وهاجمت السينارست هناء عمر بشدة الدور الذى يلعبه الإعلام الخاص والحكومى، مؤكدة أن الإعلام يزرع بذور الفتنة فى المجتمع ويسيطر عليه رموز النظام السابق. إلى نص الحوار... نبدأ من حيث المشهد السياسى الموجود حاليا فى البلاد والاعتراض على الاستفتاء على الدستور وادعاء البعض فقدان شرعية الرئيس وهم يرفعون صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. ما تعليقك؟ ليس كل المتواجدين فى الميادين ويرفعون صورة الزعيم عبد الناصر بناصريين.. ومدّعو الانتماء للناصرية كثر، وهم ليسوا منها بل يتخذون من الناصرية تجارة لأهدافهم، والناصريون لا يرون أن د. مرسى فقد شرعيته بل هو باق بتأييد عامة الشعب، وجاء بالصندوق الانتخابى ونجح بأغلبية، وأنا أزعم أنه لم ينجح بفارق ال1% فقط بل هناك جمع غفير فى البلدان والقرى لم يخرجوا للتصويت ويؤيدون الرئيس. مع كثرة الأحزاب الناصرية المنتشرة على الساحة وكل منها يدعى أنه خلف لعبد الناصر، فأى الأحزاب إذن يمثل الناصرية؟ لحل هذه الإشكالية، دعا عبد الحكيم نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر جميع الأحزاب الناصرية إلى حل نفسها والانضمام تحت حزب واحد وهو الحزب الناصرى، وتم إخطار جميع هذه الأحزاب بما فيها حزب الكرامة وسيتم دمجها مع بعضها وإعلان هذا الأمر من قبر عبد الناصر يوم 15 يناير الموافق يوم مولده. ألم يتخوف الناصريون من وصول مرشح إخوانى للرئاسة؟ على عكس ما يتخيله البعض من خوف الناصريين من الإسلاميين وما يشاع من العداء الناشب بينهما، فإن الناصريين يرون التيار الإسلامى الثورى الممثل فى د. مرسى هو الأجدر بقيادة البلاد والمخلّص من الأزمة الراهنة التى نحن فيها الآن؛ لذلك معظم الناصريين المثقفين انتخبوا فى الجولة الأولى من الانتخابات د.عبد المنعم أبو الفتوح، وفى الجولة الثانية وقفنا فى دعاية شديدة بل وقاتلنا من أجل إنجاح د. مرسى. وهناك نقطة مهمة فى تلك القضية أن الرئيس عبد الناصر لا قداسة له بل هو رجل كان له ما له وعليه ما عليه، وجاء فى وقت شديد الظلمة، وقاد البلاد للنهضة فى وقت نراه مشابها لهذا الوقت الآن، والإخوان جماعة ذكية والرئيس مرسى أعلنها بوضوح أنه رئيس لكل المصريين ووقف بكل قوة، وقال "أنا لا أنسى فضل الإصلاح الزراعى، وإنه لولا مجانية التعليم ما أكملت تعليمى"، وذكر الرئيس عبد الناصر وفضله، وهذه كلها أفعال كافية للتطمين وأنه رجل صادق ولن يدخل البلاد فى دائرة صراع. لكن لماذا لم يصوت الناصريون لحمدين وهو ناصرى ويرفع صور عبد الناصر؟ أولا حمدين وأنصاره كانوا يقومون برفع صوره هو لا صور الزعيم عبد الناصر، ومن المستحيل مهما عمل حمدين أن يكون خلفا لعبد الناصر، وفى الواقع حمدين معارض جيد وتمرس فى المعارضة حتى أصبح له باع، لكن يوجد من هو فى مصر بل فى العالم العربى وفى العالم الإسلامى كله، ولا أكون مبالغة إن قلت فى العالم الثالث من هو أفضل من حمدين حتى يصبح رئيسا للبلاد. ونحن فى داخل التيار الناصرى توجد شخصيات مثقفة عالية الوعى وسياسية متمرسة أفضل بكثير من حمدين رفضت أن ترشح نفسها لأنها تعلم جيدا أن المعركة ليست معركة التيار الناصرى وأن التيار الإسلامى الثورى هو المنقذ للبلاد وهو الأقوى والأجدر. كيف استقبلتم عدم زيارة مرسى قبر عبد الناصر فى ذكرى وفاته؟ صحيح أن الرئيس لم يحضر بنفسه، لكنه بعث لأسرته من ينوب عنه وهو المتحدث الرسمى باسم الرئاسة د. ياسر على، كذلك بعث باللواء الفنجرى نائبا عن القوات المسلحة، والمهم فى تلك القضية هو الأفعال وليس الكلام والمظاهر، والرئيس السابق حسنى مبارك لم يكن يتخلف عن زيارة قبر الزعيم لكننا نحن الناصريين عانينا الويلات سواء فى انتخابات أو فى أعمالنا، وكان يتم التضييق علينا. ذكرت فى كلامك أن العصر الذى جاء فيه عبد الناصر مشابه للعصر الذى جاء فيه مرسى.. فما أوجه الشبه والاختلاف؟ يتفق العصران فى أنهما أعقبا فترة أرهقت البلاد تتمثل فى ظلم وفقر واقتصاد مترد، ويختلف الأمر بالنسبة للرئيسين فى أن الزعيم عبد الناصر شعبه ساعده على النهضة سريعا لأن الفترة التى سبقته فترة تنوير، وكانت هناك إرهاصات للتغيير، فإذا نظرنا وجدنا أنه سبقته حركات منذ أحمد عرابى ومصطفى كامل وشخصيات مثقفة عملت على ثقافة البلاد والنهوض بها مثل الشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضا وطه حسين والعقاد والإمام حسن البنا، والشعب كان مثقفا واعيا يستسقى ثقافته من هؤلاء العمالقة الرواد، لكن الآن لا ثقافة، وشعب يعانى من انحطاط أخلاقى، إضافة لفريق يدعى أنه "النخبة" يقوم بتضليل الشعب. باختصار عبد الناصر توافر معه مناخ للنهوض بالبلاد كان حوله "نخبة" بجد، لكن الرئيس مرسى مهمته مضاعفة بين من يدعون المعرفة والثقافة ويعملون لمصالحهم الشخصية. من واقع خبرتك فى مجال الإعلام.. ما تقييمك للدور الذى يلعبه الآن؟ الإعلام الخاص والحكومى يسيطر عليه رموز النظام السابق الذين يزرعون الفتنة فى البلاد ويقلبون موازين الأمور ويوهمون الناس بالباطل؛ حتى إنهم نشروا فى ذهن الناصريين أن الإسلاميين معادون لهم ويكفّرونهم على الرغم من أن هذا ليس بصحيح، وكيف وقد امتلأت الصحف بصور الزعيم وهو يصلى ويعتمر لكن إعلام الفتنة هو من يحاول شق الأمة المصرية. لكن فى المقابل أنا غير راضية عن القنوات البديلة ومن يظهر عليها ويتشدد ويسب؛ لأن هذا يضر أيضا بشكل التيار الإسلامى مع أن الأساتذة والمشايخ الأفاضل كثر ونتمنى رؤيتهم على شاشات التلفاز. صباحى دافع عن الرئيس السورى بشار الأسد وهاجم الجيش الحر ووقف بشدة ضد تسليحه.. ويتردد أن هذا شأن الناصريين جميعهم، فما رأيك؟ الأمر يحتاج لبعض الصراحة، فحزب البعث فى سوريا والعراق هو آخر ما تبقى من القومية العربية، والناصريون يؤمنون بالقومية العربية، لكننا بالطبع ضد المجازر وضد ما يحدث فى سوريا، وللعلم فقد خاطبنا الرئيس بشار الأسد منذ فترة بأن يتوقف ويشكل حكومة تمثل فيها المعارضة، لكن هذه الدعوى لم نر لها رد فعل، ومن ثم نحن ندين بشدة المجازر.