فتح مصر معبر رفح أبلغ رد على العدوان الإسرائيلى على غزة "المصالحة" بعيدة المنال فى ظل وجود أبو مازن لعجزه عن تنفيذ بنودها "أوسلو" أسوأ من وعد بلفور لأنها قدمت فلسطين إلى اليهود على طبق من ذهب قال د. خليل الحية -عضو المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"-: إن رد الحركة على اغتيال قائد كتائب القسام الشهيد أحمد الجعبرى سيكون مزلزلا، وإنه آن الأوان لوضع حد لوجود الاحتلال على الأراضى الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يجدى معه إلا القوة، فهو لا يعرف غيرها لغة، مشيرا إلى أن الرد سيجعل الاحتلال يندم على اغتياله للجعبرى. وقال الحية -فى حوار خاص مع "الحرية والعدالة"-: لقد آن الأوان لرحيل الاحتلال، فلا مقام ولا بقاء لإسرائيل بعد الآن فوق أراضينا، مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلى سيدفع الثمن -بإذن الله- على اغتياله للقائد الفذ الجعبرى، مؤكدا أن "فلسطين كانت وستبقى على مر العصور مطحنة للغزاة"، مشيدا بصمود وتضحيات الشعب الفلسطينى. وخاطب الفلسطينيين بقوله: "صبركم وثباتكم وتضحياتكم وشهداؤكم حرَّكوا ضمير العالم والبشرية والمتوجسين والخائفين ممن ابتلوا بحكام ظلمة، فثاروا عليهم، وكنتم الطليعة وما زلتم وستبقون"، واعدًا الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال. وعما يطلبه من مصر، قال الحية: بلا شك نحن كفلسطينيين نطلب من مصر البقاء على دعمها للقضية الفلسطينية، وأن تبقى حامية للحق الفلسطينى، وأن ترفع الحصار الذى أصبح رفعه أبلغ رد على الغارات الإسرائيلية، مشيرًا إلى ضرورة إدخال الغذاء والدواء. وفيما يلى نص الحوار: * بداية.. كيف سترد المقاومة الفلسطينية على اغتيال الاحتلال الإسرائيلى للجعبرى؟ ** ردنا على اغتيال الجعبرى لن نعلنه قبل أن يراه الاحتلال واقعا أمام عينه، ولكنى أؤكد أنه سيكون مزلزلا؛ لأنه آن الأوان لوضع حد لوجود الاحتلال على الأراضى الفلسطينية، فالاحتلال لا يجدى معه إلا القوة، فهو لا يعرف غيرها لغةً، وقوة ردنا ستجعله يندم مئات المرات على اغتياله للجعبرى، فوجود الاحتلال على أرضنا عارضا وسيزول، وستبقى فلسطين على مر العصور مطحنة للغزاة، وبصبر الفلسطينيين وتضحياتهم فقط ستتحرر فلسطين. * وهل سيدفع العدوان على غزةالفلسطينيين للتوحد؟ ** نحن نتمنى ذلك، لكن ذكرياتنا مع المصالحة لا تبشر بخير، فخلال جولات المفاوضات السابقة تم الاتفاق على جملة من القضايا من بينها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينى، وترتيب البيت الفلسطينى من الداخل فى مواجهة الاحتلال، وإطلاق مصالحة مجتمعية، وإعادة منظومة الأمن الفلسطينى ليكون أمنا فلسطينيا، وتشكيل حكومة فلسطينية لها مهامات واضحة، منها إعادة إعمار قطاع غزة بعدما دمره الاحتلال، وبناء وتوحيد الفلسطينيين فى الضفة وغزة والتحضير للانتخابات الفلسطينية. لكن هذا المشروع لم يستطع محمود عباس أبو مازن السير فى تنفيذه رغبة أو رهبة بإرادة أو غير إرادة، وفى نهاية المطاف عطل أبو مازن المصالحة؛ لأنه لا يريد أن تكون الشرطة الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال، وهو لا يريد إصلاح منظمة التحرير؛ لأنه لا يريد الشراكة مع الآخر، فهو لا يؤمن بالشراكة مع حركة فتح نفسها، ويريد أن يظل هو الرجل الأول الذى يفكر ويفعل ما يريد، رغم انتهاء مدته وولايته الانتخابية، ووطنيا اتفقنا على أن يستمر أبو مازن فى السلطة من أجل المرور إلى أفق أرحب من المصالحة، فأبو مازن لا يريد مصالحة، وهى بعيدة المنال؛ لأنه لا يستطيع تنفيذ كل بنودها. * وهل ترى أن مصر تستطيع الضغط على إسرائيل لوقف الحرب وعلى أبو مازن لتنفيذ المصالحة؟ ** مصر تستطيع لما لها من مكانة فى العالم العربى، ولما لها من مكانة فى نفوس الفلسطينيين، أن تصعد من ردودها على الاحتلال وتفتح معبر رفح لتدخل لنا المساعدات، وكذلك يمكن أن تقود تحركا عربيا وغربيا يلزم إسرائيل بوقف قتلها للمدنيين، وكذلك تستطيع أن تقود تحركا عربيا يلزم أبو مازن بالالتزام ببنود المصالحة الفلسطينية، بدءا من منضمة التحرير وانتهاء بالانتخابات، وأبو مازن مصر على اعتقال المجاهدين والمقاومين، ويقول: إنه مصر على اعتقال أى إنسان له صلة بالمقاومة، وأى شخص يحاول تهريب أموال للمقاومة، ويسميها تبيض أموال؛ لذلك فإن المصالحة من وجهة نظره أن تدخل حماس فى عباءته، وهذا لن يكون، وهو الذى قال على مسيرته منذ عشرين عامًا فى المفاوضات: "إن مفاوضات عشرين عاما نتيجتها صفر"، وعلى من يقول هذا الكلام لا بد أن يصارح شعبه. وآن الأوان لمصر أن تقود مرحلة جديدة لتعيد الكرامة إلى القيادة الفلسطينية الحقيقية. من غير المعقول أن لا يكون للشعب الفلسطينى قيادة حقيقية موحدة تمثله فى الداخل والخارج، فالسلطة الفلسطينية شاخت وهرمت، وهى يمثلها أبو مازن فى كل قراراته، فنحن نريد برنامجا وطنيا يضع النقاط على الحروف ليقف أمام الاستحقاقات ويعيد الاعتبار إلى المشروع الوطنى وإعادة تقييم مسيرة النضال الفلسطينية. فالقضية مهددة بالانقراض بفضل القيادة العجوزة التى هرمت وشاخت، ومن أجل المشروع الفلسطينى لا بد أن تمسك مصر بزمام المبادرة؛ لأن مصر من مارس 2005 وهى تعمل على إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وأمام سياسة أبو مازن لم نتقدم خطوة واحدة فى القضية الفلسطينية. * كيف ترد "حماس" على الاتهامات بتصديرها المتاعب إلى مصر؟ ** حماس عانت من ظلم النظام المصرى المخلوع، ومن السلطة أيضًا، وأنا أقول أمام الرأى العام المصرى مَن المستفيد من العمليات فى سيناء وقتل الجنود؟ هل يستفيد الفلسطينيون من هذا؟ أبدا والله، وهل يستفيد المصريون الشرفاء؟ فالقواعد الأمنية تقول ابحث عن المستفيد، وجميع التحقيقات لم تثبت تورط أى فلسطينى، وأطالب أجهزة الأمن بمساءلة أول مَن أطلق تصريح اتهام غزة فى هذه الجريمة النكراء، فى قتل هؤلاء الجنود الصائمين، ونحن أبدينا من أول وهلة استعدادنا للمشاركة فى التحقيقات، ومع ذلك العلاقة مع مصر أفضل على المستوى السياسى بين حكومة غزة وحكومة مصر، وعلى مستوى الشعبين الشقيقين. ونحن كفلسطينيين نطلب من مصر البقاء على دعمها للقضية الفلسطينية، وأن تبقى حامية للحق الفلسطينى، ونقول: إن مصر قادرة على رفع الحصار عن غزة، قبل أن تغلق الأنفاق؛ لأن هذه الأنفاق أحد إبداعات الشعب الفلسطينى؛ ولذلك نطالب مصر بفتح المعابر من أجل إدخال الغذاء والدواء، فمن غير المعقول أن المريض الفلسطينى لا يجد المسكنات والدواء، خاصة أن الضفة لا تدفع لنا أى أموال، ولذلك نطالب مصر برفع الحصار، فنحن لا نريد أن نكون عبئًا على مصر، ونطالب مصر بتنفيذ اتفاقية الكهرباء، ودخول البضائع إلى غزة ستستفيد منه مصر اقتصاديا. وآن الأوان أن تقوم مصر الثورة برفع الحصار عن غزة، فالمعبر ما زال مفتوحا للأفراد فقط، مع الحفاظ على سيادة مصر، فنحن نشرب من مياه البحر، وغزة تحتاج إلى مياه حلوة، وتحتاج إلى دعم فى الزراعة والصناعة، فنحن لدينا إمكانات بشرية فى الزراعة والصناعة. * ماذا عن اتفاقية أوسلو.. وكيف أثرت على القضية الفلسطينية؟ ** اتفاقية أوسلو المشئومة هى أسوأ من وعد بلفور، الذى أعطى من لا يملك ما لا يستحق، فإن ما أعطته اتفاقية أسلو لليهود بإرادة فلسطينية أشد، فقد مكنت اليهود وأعطتهم أكثر من 80% من الأراضى الفلسطينية، ومزقت الشعب الفلسطينى، ومن مساوئها أيضًا فقد اعترفت بالاحتلال، وجعلت القضية الفلسطينية قضية مفاوضات وليست قضية احتلال، وحرمتنا من الحق فى مقاومة الاحتلال، فقد اعتبرت اتفاقية أوسلو أن مقاومة الاحتلال جريمة، وجعلت احتلال فلسطين دون ثمن. والسلطة الآن تعانى من أزمات مالية، وللمرة الأولى شعب واقع تحت الاحتلال يجمع الأموال ويرعى أمنه، وقد جعلت اتفاقية أوسلو الشرطة الفلسطينية تعتقد أن حماية أمن إسرائيل خدمة وطنية، وعمل وطنى، والآن مطلوب الاتفاق على برنامج وطنى حقيقى يعيد الحق إلى الفلسطينيين. وأبو مازن لم يحترم القانون، ولا يرعى الثوابت، وإسماعيل هنية ما زال فى القانون الفلسطينى هو رئيس الوزراء؛ لأنه لم تأتِ بعده حكومة وافق عليها البرلمان الفلسطينى، وتعطيل أبو مازن للمجلس التشريعى أكبر دليل على أن أبو مازن لا يؤمن بالشراكة الفلسطينية، فموقف أبو مازن من مشاركة حماس فى قمة طهران، وقوله: إنه لو شم رائحة حماس فى القمة فسيقاطعها؛ هذا أكبر دليل على عدم قبول أبو مازن للشراكة الفلسطينية. كما أنه يؤلب بعض الدول العربية على حماس، وهذا الموقف غير قانونى وغير وطنى، ورفضه مقابلة هنية، وهو يطالب بسلام فياض الذى رفض المجىء إلى المجلس التشريعى، وقدم طلب إلى المجلس التشريعى لينال الثقة، وعندما وافق المجلس رفض المجىء ظنا منه عدم موافقة التشريعى على طلبه، فضلا عن أنه لم يعترف يوما بالحكومة الفلسطينية المنتخبة.