خبراء: الإدارة الأمريكية تسعى إلى تقارب حقيقى مع مصر الثورة كاتب يهودي: حل الصراع الفلسطينى-الإسرائيلى مصلحة عليا واشنطن للدراسات: الرئيس الأمريكى سيعقد صفقة كبرى مع إيران مصطفى الخطيب ما زالت درود الأفعال الدولية على فوز الرئيس الأمريكى باراك أوباما تتوالى؛ وهو ما ظهر فى كتابات العديد من المفكرين والمحللين اليهود والأمريكيين والتى أبدت مخاوف من مستقبل العلاقة بين حكومة الرئيس أوبا وحكومة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائلى خلال الفترة القادمة. وقال الكاتب اليهودى "عكيفا ألدار" فى صحيفة "هآرتس" الصهيونية تعليقاً على فوز أوباما أنه ليس سرا أن الإسرائيليين لم يحتفلوا بالتجديد للرئيس أوباما، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لديه العديد من الأسباب التى يخشى ان تثيرها ولايته التالية – إذا ما نجح فى الانتخابات الإسرائيلية - إلى جانب ولاية أوباما الثانية والخيرة، وذلك استناداً على ما حدث بينهما فى ولايتهما السابقة؛ وتوقع أن تنشأ أزمات جديدة بين الإدارتين الفترة القادمة. وأرجع سبب ما سبق لامتلاك أوباما اربع سنوات ليصفى حسابه السياسى مع نتنياهو وذلك لتأييد الأخير الظاهر لميت رومنى، منافس أوباما فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، كما يرجع ذلك لتجميد التفاوض مع الفلسطينيين؛ ولاستمرار بناء المستوطنات؛ علاوة على ما أسماه الكاتب حيل الزعامة فى القضية الايرانية. وأقر "ألدار" أن أوباما الآن حر ان يُصفى الحساب مع نتنياهو من غير ان يخشى جماعة الضغط اليهودية ومن غير ان يخشى مال الملياردير اليهودى "شلدون إدلسون" الذى يريد القضاء على الرئيس سياسيا. لكنه استبعد أن يسمح الرئيس فى فترة ولايته الثانية الاخيرة لنفسه بأن يخاطر باخفاقات أكثر من فترة ولايته الاولى، وأرجع ذلك إلى محاولة أوباما تسويغ جائزة نوبل للسلام التى مُنحت له فى بداية ولايته؛ كما أنه من المرجح ان يخصص وقته لعلاج الاقتصاد الامريكى المتعثر؛ كما أنه حذر من خطر أن يستغله نتنياهو لمعركة دعاية اليمين كدليل على ان العالم كله يقف ضد اليهود. وأضاف أن من التحديات التى تواجه أوباما أيضا انطلاق الطلب الفلسطينى بأن يُرفع مستوى تمثيل فلسطين فى الاممالمتحدة لتصبح مراقبة ليست دولة عضوا. ورغم إشارة الكاتب أن الرئيس محمود عباس وافق على ان يُجنب المرشح اوباما الحاجة الى الاختيار بين تأييد الفلسطينيين واضعاف تأييد المتبرعين اليهود؛ إلا أنه عاد ليقول إنه إذا لم يحصل عباس فى آخر لحظة على خيار مريح فسيضطر اوباما الى الاختيار بين نتنياهو وعباس. وأوضح " ألدار" أن إفشال المبادرة الفلسطينية سيفضى الى استقالة عباس بل وإلى حل السلطة الفلسطينية، والى انتفاضة ثالثة؛ وهو ما لا تريده "إسرائيل". وفى سياق متصل ذكّر الكاتب الالتزام القاطع الذى صدر عن أوباما فى يونيو 2009 فى خطبة جامعة القاهرة والمتعلق بحل الصراع؛ حيث قال: "أنوى ان أُفضى الى تحقيق هذا الهدف بصورة شخصية وبكامل الصبر الذى تتطلبه هذه المهمة". كما أشار لوعده بأن "الولاياتالمتحدة لن تُدير ظهرها للمطامح الفلسطينية المشروعة الى دولة خاصة". وبناء على ما سبق أكد "ألدار" أنه اذا هرب أوباما من الشرق الاوسط فان الشرق الاوسط سيطارده؛ حيث أن الواقع الجديد الذى نشأ فى الشرق الاوسط يُعرض الولاياتالمتحدة لتحديات جديدة وقواعد لعب مختلفة. وخروجا من المأزق أشار الكاتب اليهودى إلى وثيقة سياسية أمنية أعدها مدة شهور طويلة فريق خبراء تقترح على الرئيس ان يطوى التوجه القديم الذى يقول ان "الولاياتالمتحدة لا تستطيع ان تُريد السلام أكثر من الطرفين أنفسهما"؛ حيث تؤكد الوثيقة ان مشاركة فاعلة فى حل الصراع هى مصلحة أمريكية عليا. وأقترح الخبراء على الادارة القادمة ان تعرض خطة تشتمل على اعتراف بالسيادة الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية ومخططا أمنيا يقوم على انتشار قوة رقابة دولية عربية فى اراضى فلسطين. كما اقترح الفريق على الرئيس الامريكى ان يعرض على "إسرائيل" صفقة السيادة الفلسطينية مقابل أمن اسرائيل؛ حيث يشتمل عنصر الأمن على حفاظ على تفوق “إسرائيل” النوعى. واستكمل الاقتراح أن يكون فى مقابل تخلى نتنياهو عن "حلم ارض إسرائيل شبه الكاملة"، يغض اوباما الطرف عن غياب “إسرائيل” عن مؤتمر هلسنكى لنزع السلاح الذرى من الشرق الاوسط ويفى بوعده بألا تنضم ايران الى هذا النادى. صفقة كبرى من جانبه رجح (معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى) أن يركز الرئيس الأمريكى باراك أوباما وإدارته فى فترة ولايتها الثانية على عقد ما أسماه المعهد "صفقة كبرى مع إيران"، علاوة على التوصل إلى تفاهم جديد مع قادة مصر الجدد. وقال المعهد فى تقرير نشره عقب ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية أنه من المرجح أن تعرض إدارة أوباما صفقة كبرى على طهران لاختبار ما إذا كان بإمكان الدبلوماسية أن توقف برنامج إيران للأبحاث النووية أو قد يكون من الضرورى استخدام وسائل أخرى - كالقوة العسكرية -؛ وذلك وفقاً لما قاله المدير التنفيذى لمعهد واشنطن الدكتور روبرت ساتلوف. وأكد ساتلوف أن هذا العرض الأمريكى هو اختبار للإيرانيين لمعرفة ما إذا كان هناك مجال للتوصل إلى تسوية سياسية قبل أن يحتاج الرئيس أوباما - ربما فى نهاية الربع الثانى من 2013 - أن يقرر اتباع وسائل أخرى، ربما عسكرية لمنع الايرانيين من الحصول على قدرات لصنع أسلحة نووية. وقال: "أعتقد أن الرئيس أوباما سوف يكون أكثر حزماً فى ولايته الثانية، وربما من اليوم الأول بعد الانتخابات - دون أن ينتظر حتى إعادة تنصيبه - من أجل زيادة خطورة وكمية الأسلحة التى تقدم إلى المعارضة فى سوريا، واستكمال الغطاء السياسى الجديد الذى تحاول الولاياتالمتحدة وضعه". تقارب فى سياق أخر أوضح ساتلوف أنه رغم انشغال إدارة أوباما بالشؤون الاقتصادية المحلية فى أيامها الأولى، إلا أنها سوف تتخذ بعض الخطوات لوضع حد للعنف فى سوريا والاستفادة من الفرص المتاحة لاستئناف المحادثات بين “إسرائيل” والفلسطينيين وإقامة علاقة جديدة مع الحكومة الإسلامية فى مصر. وعن طريقة التعامل مع الوضع فى مصر أضاف الدكتور ساتلوف، "فى ولايته الثانية أعتقد أن الرئيس أوباما سيحاول التوصل إلى تفاهم جديد مع القادة الاسلاميين الجدد فى مصر. فحتى الآن كانت هذه تشكيلة شديدة التباين، ولعبة اللحاق بالركب فيما يتعلق بالتغيير السياسى هناك، ولكننا بحاجة إلى صفقة جديدة، وفهم جديد حول ما سيقومون به وما سنفعله فى هذه العلاقة." وقال ساتلوف: أعتقد أنه من غير المرجح أن تتبع الإدارة الأمريكية - فى فترة ولاية أوباما الثانية - نمطاً مشابهاً لذلك الذى اتسمت به فترته الأولى"؛ موضحا أنه لن تسير على نهج تبشيرى كما كان فيما يتعلق يتحقيق السلام بين العرب و"إسرائيل"، بل ستتبع نهجاً انتهازيا يفوق بكثير عن السابق". وفى هذا الشأن اتفق المحلل سياسى "ألوف بن" فى صحيفة "هآرتس" مع ساتلوف موضحاً أنه بالنسبة إلى مصر ما زال أوباما ونتنياهو يتلمسان دربهما من أجل التحاور مع "نظام الإخوان المسلمين" هناك، وهناك مصلحة مشتركة فيما بينهما هى المحافظة على اتفاق السلام الإسرائيلى – المصرى، وتأمين الهدوء فى سيناء؛ وهو الأمر الذى وصفه المحلل بأنه ليس بالأمر السهل. وعن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى أضاف ساتلوف إن ولاية ثانية للرئيس أوباما من شأنها أن تخفض من نظرته وآفاقه نحو حل الصراع الفلسطينى الاسرائيلى. مشيراً إلى أن أوباما سيفعل ما هو ضرورى مع الإسرائيليين والفلسطينيين لضمان عدم انهيار السلطة الفلسطينية، لأن ذلك من شأنه أن يفتح "صندوق باندورا" سيجعل أمريكا تواجه صعوبات جمة وهو الحال بالنسبة لإسرائيل ولشركائنا فى جميع أنحاء المنطقة". وأوضح ساتلوف إجمالا، أنه بطبيعة الحال فإن الرئيس الأمريكى هو شخص مستقل فى فترة ولايته الثانية على العكس من أى طرف سياسى آخر فى الولاياتالمتحدة. ورغم ذلك، رأى ساتلوف أن الأمر هو أقل أهمية بالنسبة لفترة أوباما الثانية عما كان عليه الحال فى الفترات الثانية لرؤساء سابقين لأن الأولوية فى الشهور الأولى لإدارة أوباما ستكون للشؤون الداخلية. فستقوم بإصلاح الاقتصاد، والحصول على اتفاق بشأن الميزانية، وما إلى غير ذلك. لا مساحة للشجار من جانبها علقت صحيفة "هاآرتس" على الوضع القائم بقولها أنه من المنتظر أن تشغل المواجهة مع إيران، وموضوعا مصر وسورية، وخطر نشوب انتفاضة ثالثة فى المناطق، كلاً من الرئيس أوباما ونتيناهو خلال العام المقبل، بحيث لن يبقى لديهما متسع من الوقت للشجار.