ما اعلنه نتنياهو امام الكونجرس الامريكي هو بمثابة اعلان حرب اكثر منه اعلان سلام فبموجبه تخطي رئيس الوزراء الاسرائيلي كل بنود الحل النهائي، و حطم كل ما يعتبره الفلسطينيون إشارات حمراء لا يملك اي مفاوض فلسطيني ان يقترب منها لانها بمثابة ألغام منها القدس واللاجئون والحدود وابقاء الاحتلال في الاغوار وتمزيق اواصر الضفة الغربية بما يضمن بقاء الكتل الاستيطانية. والمذهل ان نتنياهو بدا حديثه عن السلام مع الفلسطينيين بانه سيقدم تنازلات مؤلمه ويطالب الرئيس عباس بان يحذو حذوه ولكن انتهي خطابه بالتمسك باللاءات التي طالما كررها من قبل وكان في قلب مشهد الخطاب التصفيق الحاد وقوفا امام كلمات رئيس الوزراء الاسرائلي فعندما يقول نتنياهو لا عودةلحدود67 يقف اعضاء الكونجرس مصفقين وقبل ان يلامسوا مقاعدهم يقول ان القدس هي عاصمة موحدةلدولة اسرائيل فيقفون من جديد ويتواصل التصفيق حتي تكرر المشهد 29 مرة بما يعكس الازدواجية في المعايير الاخلاقيه من الكونجرس الامريكي. وقد أشارت صحافة تل أبيب الي ان الكونجرس الأمريكي المحافظ هو من يدعم مواقف نتنياهو وتساءلت وماذا عن الرئيس أوباما وماذا بعد اجتياحات عشرات التصفيقات التي فهم منها رئيس الوزراء ان أمريكا كلها معه وهذا ليس صحيحا لان الكونجرس ليس كل أمريكا وإذا كانت اسرائيل هي البنت المدللة في امريكا لكنها الاحتلال الكريه في اروقة الاممالمتحدة. واشار محللون الي ان نتنياهو تقدم وصعد نجمه فيما تراجع اوباما بشكل كبير بل ان نتانياهو لم يحافظ علي المستوطنات فقط وانما شرع التجمعات اليهودية خارج حدود67 وهو قهر للمفاوض الفلسطيني. مع الاشارة الي ان زعيمين في العالم لا يستطيعان ان يقولا لا لاسرائيل. الاول هو قداسة البابا لانه من اصل الماني ومضطر للدفاع عن نفسه من تهمة وجوده في كشافة هتلر وهو طفل صغير والزعيم الثاني هو اوباما لانه من عرق افريقي ومضطر ان يثبت ولاءه للجنس الابيض ولليهود أكتر من اي رئيس اخر. وقال محلل في القناة الثانية الاسرائيلية إن أمام نتنياهو وإسرائيل واقعا سياسيا معقدا وذلك لوجود إمكانية حقيقية لإعلان الدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة في أيلول/ سبتمبر وهو كان قادر أن يحسن وضع إسرائيل لمواجهة هذا التحدي السياسي ولكن للآسف لم يعمل في وقت سابق لتعزيز الدعم لمواقفه, أعرب نتنياهو عن استعداده لتقديم تنازلات مؤلمة علي أرض الأجداد كما اسماها من أجل السلام ولكن من الواضح أن القدس ستبقي موحدة وقضية اللاجئين ستبقي خارج إسرائيل وهذا يجعل السلام امرا مستبعدا. تباينت ردود الافعال الاسرائيلية تجاه الخطاب ولكنه حظي بتأييد رسمي من باراك وليبرمان وتراجع للمعارضه ليفني وحديث عن أزمة الثقة بينه وبين أوباما مابين وصفه بتشرشل الي المغيب عن الواقع جاءت اقوال الصحف العبرية تؤكد انتهاء فرص السلام في الوقت الذي اعتبر فيه سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسفي هاوزر أن اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل من شأنه أن يحل90% من مشاكل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقال هاوزر للإذاعة العامة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء أوضح في خطابه امام الكونجرس أن الكرة موجودة الآن في الملعب الفلسطيني وإذا وافق أبو مازن علي مبدأ الدولة اليهودية فإنه سيتم حل90% من المشكلة. علي حد قوله, مؤكدا أن نتنياهو يتوقع من عباس أن ينأي بنفسه عن اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس. نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في حاشية نتنياهو قولهم بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس إن الشعور هو أن الكونجرس الأمريكي يدعم إسرائيل وينبغي استغلال ذلك الآن وإقناع أوروبا أيضا. فيما أجمع المحللون الإسرائيليون علي أن نتنياهو يغادر الولاياتالمتحدة بعد أن عمق أزمة الثقة بينه وبين أوباما قالت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي هو خطاب حياته وتساءلت هل هذه لحظة تشرشلية وقال كبير مراسلي الصحفية إن الخطاب سيعد الحدث التأسيسي في ولايته الحالية إن لم يكن في كل حياته السياسية وأكدت هاآرتس أن الخطاب يمنح نتنياهو فرصة نادرة لإعادة اطلاق زعامته. ورأت الصحفية أن نتنياهو استغل الفرصة واتجه بقوة إلي اليمين كي يرص خلفه صفوف الائتلاف ويدحر إلي الزاوية زعيمة المعارضة تسيبي لفني. اما وزير الخارجية افيجدور ليبرمان ووزير الدفاع يهود باراك يصطفان في خيمة رئيس الوزراء. نتيانياهو منفصل عن الواقع تحت عنوان الفرصة التي أضاعها رئيس الحكومة كتبت هيئة تحرير هاآرتس أن نتانياهو حظي بفرصة غير عادية لطرح سلام عادل وقابل للحياة بين إسرائيل والفلسطينيين واضاعها وأن كثيرين توقعوا أن تدفع الرياح الجديدة التي تهب في الشهور الأخيرة في الشرق الاوسط رئيس الحكومة إلي مسار جديد لكن بدلا من ذلك فقد تضمن الخطاب الرسائل القديمة ونصوص دعاية وادعي أن ستة رؤساء حكومات إسرائيلية سابقة قد أخفقوا في التوصل إلي اتفاق مع الفلسطينيين بسبب رفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي وتجاهل كافة التفاهمات التي تم التوصل إليها مع رئيسين للحكومة سابقين له إيهود أولمرت وإيهود باراك بشأن تقسيم معقول للقدس وحل متفق عليه لقضية اللاجئين وترتيب تبادل أراض بحيث تكون غالبية مساحة الضفة الغربية بيد الفلسطينيين. وإن نتيانياهو يعود من الولاياتالمتحدة بدون أية بشارة ويقود إسرائيل والفلسطينيين إلي جولة أخري من العنف وإلي عزلة إسرائيل مع خلافات عميقة مع الولاياتالمتحدة. وبحسب هيئة تحرير هاآرتس فقد حان الوقت لكي يقول وأفادت صحيفة معاريف العبرية علي صفحتها الإلكترونية بأنه حسب نتائج الاستطلاع والذي حمل سؤال, هل إذا ما أجريت اليوم انتخابات من سيفوزوكانت النتائح30 مقعد لحزب الليكود مقابل27 لحزب كاديما و16 مقعد لإسرائيل بيتنا و10 مقاعد لحزب شاس و8 مقاعد فقط لحزب العمل.