نهى سلامة www.nohasalama.com ليه خايف من كلمة "قيادة" علشان شلة من الظالمين قتلوها ومثلوا بها على مداخل مصر؟ ليه خايف من كلمة "قيادة" وأنت تعرف أنهم كانوا يخططون ويبيتون بليل حتى يفرِّغوها من كل ما تحوى من نضارة؟ كرهوا أن تكون لها قيمة لأن قيمتها تؤدى حتما إلى تدميرهم..أشهد لهم أنهم حققوا نجاحات مميزة فيما يبيتون، وخرج جيل كره سيرتها؛ لأنها تمثل عندهم الظلم والبطش والفساد والديكتاتورية والتسلط الظالم على المظلوم. هكذا كانت تأتينى الإجابة حينما كنت أسال شباب الجامعة عن انطباعهم عنها فى أولى محاضرات القيادة. لكنى أشهد لها أيضا أنها كانت مستعصية على الزوال، ذلك لأن هناك من حملها فى قلبه وعقله وسلوكه.. حافظ عليها ونادى بها وصنع لها قادة يحملون معانيها الرائعة. حان الوقت كى نتعافى من تلك الأوهام ونكون هؤلاء القادة الذين يزيلون عنها تلك الآلام.. حان الوقت لنرجع لها نضارتها وبهاءها. أحد أهم أهدافى فى هذه الحياة أن أكون من هؤلاء الذين يرجعون لكلمة "القيادة" قيمتها دون الحاجة إلى أن أضيف عليها أكثر من كلمة لتوضيحها.. هدفى أن أقول "قائد" فيتبادر إلى ذهن المستمع كل ما تحويه الكلمة من عظمة. ليس علىّ ساعتها أن أقول "قائد" لكنه والله يستوعب الآخرين.. "قائد" لكنه يفوض ويربى.. "قائد" لكنه ولكنه.. فإذا أردت أن تشاركنى حلمى، فاعلم أن للطريق معالمه وخطواته، وأولى تلك الخطوات أن تعلم ما هى القيادة.. فالقيادة نزاهة وتواضع وسلامة صدر وعدل.. القيادة تفاؤل ومرونة ومثابرة.. القيادة توازن وإنجاز وقبول للآخر.. القيادة نبل وشجاعة نبل ومروءة فى الفعل والقول؛ شجاعة موقف وشجاعة جسد، وشجاعة الاعتراف بالحق ولو على نفسك.. فالقيادة قدوة يراها من أمامك لا يسمعها فقط. القيادة صنع للرؤية، وترويج لها؛ حتى يشتريها منك الآخرون، ويضيفوا عليها، ويتميزوا، فيصبحوا قادة مثلك.. فالقائد الذى لا يصنع قادة لديه مشكلة كبيرة. وعليك أن تقف وقفة مع نفسك.. دعنى أسالك: كم قائدا أخرجت للعالم هذا العام؟ وبقدر صنعك للقادة بقدر ما يكون تميزك. القيادة إلهام بالقدوة والكلمة وصنع المناخ وأن تصنع مناخا.. هو أن تهيئ للناس مناخا من الحرية والتعلم والأمل والحب.. تمهد لهم مناخهم حتى لا يكون عائقا فى زمن كاد المناخ المثبط أن يسود البلاد والعباد. القيادة بناء لفريق تحكمه لوائح وقيم وخصائص فريدة؛ ما بين تواصل والتزام إلى ثقة وتعاون وإبداع.. فريق ترعاه وتنميه وتؤهله ليكون هذا النموذج الذى نبحث عنه.. وحتى نحطم أقاويل لها وجاهة كانت وما زالت تقول: إننا لا نستطيع أن نعمل معا. القيادة هى أن تفسح للآخرين؛ فلو تركت شخصيتك القيادية بلا ضابط، أخذت مساحات أناس حولك دون أن تشعر وحينها تحدث الكارثة التى تودى بالكلمة إلى حيث لا نريد.. مصر فى حاجة إلى قادة.. يجعلون لها معنى بالنبل والكفاءة.. فهل من مشمِّر؟!