ذهبت إلى محاضرة فى إحدى الكليات المرموقة فى أحد الأقاليم المصرية. والحق أننى لمحت وجوها تحتاج إلى نفحة من أمل ليظهر جوهرها الأصيل، وعنفوان شبابها المتقد. ولم تكن هذه المرة هى الأولى ولا شك؛ فكثيرا ما أرى ضيقا وهمًّا وحيرة على وجوه شبابنا. يا شباب.. لم نترب منذ الصغر على المشاعر الذكية.. المشاعر الصلبة التى تستطيع أن تقف أمام العوائق وتصنع منها تحديا يقودنا إلى النجاح. عرفنا المشاعر فى صغرنا على أنها حب أو كره. وهذا ليس كله صحيحا؛ فالمشاعر كثيرة بين حب أو كره، يأس أو أمل، مثابرة وتحفيز.. تفاؤل وتكيف... إلخ. وهذه المشاعر الذكية هى التى تصنع النجاح بنسبة 80%. قد تستطيع أن تخطط للآخر بتميز، لكنك لا تستطيع أن تخطط لنفسك. تمنعك مشاعر الإحباط واليأس والضجر، وقد لا تجيد فنون التخطيط لكن تدفعك مشاعر الأمل والثقة والإقدام لتتعلم فتصبح ما كانوا يقولون عنه مستحيلا. أن تغضب وتنفجر فى الغضب فهذا أمر سهل يسير، لكن أن تغضب فى الوقت المناسب مع الشخص المناسب بالقدر المناسب فهذا أمر جد عسير. قِسْ على ذلك كل أنواع المشاعر: الكره، الغيرة، الحزن، الإحباط، الأمل، الإيجابية... إلخ. نعم عسير، لكنه ليس مستحيلا. ابدأ تدريباتك.. تعلم كيف تفصل ألمك عن عملك.. تعلم كيف تدخل فى حوار مع نفسك وتخرج منه منتصرا، تعدد فيه النعم والدروس المستفادة من العائق أو التحدى الذى تقابله. أتدرى؟ إن خبرتك وشخصيتك هى نتاج تعاملك مع العوائق.. من أين تأتى دروسك لو أن كل ما أمامك سهل ميسر؟! الدروس الحقيقية تصنعها المحن. واقرأ فى سير العظماء تجد ما أقول واقعا واضحا صريحا. كل عظيم تقاس قيمته بدرجة نجاحه فى تعامله مع المحن.. اسمع منى: "إذا أردت أن تنجح فعليك أن ترتاح لفكرة أنك ستعيش فى مشقة لبعض الوقت". كلنا نقع يا أخى؛ فإذا وقعت لا تتدحرج. قم سريعا وامض واستعن بالله ولا تعجز. تهدر الوقت بتدحرج لا طائل له، كأنك دخلت شارعا مظلما فجلست يأسا على رصيفه تنتظر النور، والنور فى آخر الطريق، لن يأتى إليك.. تحرك أنت له، ولن تصل إليه إلا إذا قررت أن تقوم وتمضى. دائما ما أقول لشبابنا بلغتهم: "هونها تهوووووون.. كعبلها هتتكعبل". استعن بالله.. استشر من تجد عنده مددا من الأمل والخبرة.. خض تجربتك واسأل نفسك سؤالين إذا تبادر إلى قلبك الخوف من أن تكمل الطريق: "ماذا كنت سأفعل إذا لم أكن خائفا؟"، والثانى: "ما أسوأ ما يمكن أن يحدث لى؟". فى أحداث الحياة العادية لن تجد شيئا مخيفا؛ فامض وتحرك. ولو خطوة إلى الأمام، وخطوتين إلى الخلف؛ فالأمور تمشى بالمقادير، وربك معك يسمع ويرى، وقد يصنعك على عينه فتفوز وتسعد. إنها خطوات أمامك.. سأفترض أن النجاح عند الخطوة السابعة.. ستمشى من 1 إلى 6 لا يوجد شوارع جانبية.. ستقطع المسافة؛ كل خطوة فيها نجاح كبير يراها غيرك فشلا إذا لم يَعِ ما أقول. هونهاااا تهون.. وإذا وقعت فلا تتدحرج. --------------- www.nohasalama.com