التفوق الدراسى هو أمل كل أم وأب فى أن يكون ابنهما متميزا بين أقرانه وزملائه، ويقول أحد المفكرين: "إن الشعلة الهائلة هى نتاج شرارة صغيرة"؛ فكل طفل داخله طاقة يريد من يساعده على توجيهها وتوظيفها فى مكانها المناسب، والأسرة هى أول عامل فى إحياء هذه الطاقة وبث روح الإصرار لدى أبنائها لوصولهم للتفوق والنجاح. ولكن لا بد أن يسأل كل ولى أمر نفسه هذه الأسئلة: ما التفوق الحقيقى؟ وأى تفوق نسعى إلى تحقيقه؟ ومن المسئول الأول عن هذا التفوق؟ وهل الابن وحده قادر على ذلك؟ وإن فشل الابن -لا قدر الله- من الذى يحاسب على هذا الفشل؟. توضح لنا غادة حشاد -مستشارة تربوية- مفاتيح وأسرار التفوق، موجهة النصح للوالدين بالأمور التالية: الاستعانة بالله والتوكل عليه فى كل ما نحلم به لأبنائنا والدعاء لهم بأن يرزقهم علما نافعا. التواصل والمتابعة المستمرة بين الأسرة والمدرسة لمعرفة نقاط الضعف فى الطفل وتقويمها أولا بأول. ترغيب الطفل فى الدراسة بعدم حرمانه مما يحب من الأنشطة بعد دخول المدارس. التفوق الحقيقى هو بناء شخصية طفلك، وتميزه عن غيره بأن يكون قادرا على تحمل المسئولية ومن ثم تحقيق ذاته وطموحه فلا يكون هدفك الشهادة المدرسية فقط. غرس الثقة فى النفس هو أول مفاتيح تفوق طفلك بإعطاء آرائه وإمكانياته التقدير والاحترام، وليس العكس كأن تقول الأم لابنها: أنت فاشل.. أنت غبى.. فلان أفضل منك، فكل هذا يؤدى إلى الفشل والإحباط. مراعاة الفروق الفردية بين طفلك وبين أقاربه وعدم تكليفه بما فوق طاقته. مكافأته على مجهوده وليس فقط على النتيجة النهائية؛ فمثلا لديك طفل يبذل مجهودا كبيرا فى المذاكرة وفجأة تعرض لمرض؛ ما تسبب فى عدم حصوله على أكبر درجات فلا نسخر ولا نغضب منه، بل نعززه ونقول له ستكون أفضل فى المرة القادمة. تنظيم الوقت خطوة مهمة يتعلم منها طفلك قيمة الوقت بحيث يجعل جزءا من وقته للمذاكرة وآخر للراحة ووقتا للنوم ووقتا لممارسة هوايته المفضلة، وعمل جدول وخطة للمذاكرة والمراجعة أول بأول على قدر المستطاع، (فلا يؤجل عمل اليوم إلى الغد). فتح باب للحوار مع الطفل فى نهاية كل يوم دراسى لمعرفة ما تعرض له من عقبات طوال اليوم مع معلميه وزملائه؛ فيفرغ ما بداخله ويقدم على المذاكرة بحماس. تعويد الطفل أن يحلم وأن نشاركه حلمه أن نحلم له، فذلك يكون ذلك حافزا للطموح والإنجاز ويزيد من ثقته بنفسه، كأن تقول له الأم يا دكتور فلان وتكتب هذا اللقب على لوحة ثم تعلقها فى حجرته. عدم حرمانه من ممارسة الرياضة والهوايات المفضلة له، والالتقاء بأصدقائه المقربين له، طالما هناك توجيه ومتابعة ولكن بحب وهدوء من قبل الأم. زرع روح المنافسة الطيبة بينه وبين أقرانه والتى ينتج عنها الإصرار فى تحقيق التفوق دون أن نورث داخله الحقد والكره لزملائه. أنصح كل أم بالتغذية الجيدة والتركيز على الأطعمة التى تزيد من التركيز، ومن أشهر هذه الأطعمة: المكسرات والبلح والسوائل والبروتين. وفى النهاية، تنصح المستشارة الوالدين أن يحمدا الله على النعم التى أنعمها على طفلهما، وتقبله بكل ما لديه من قدرات ومهارات وإمكانيات سواء قوية أو ضعيفة أو متوسطة، وبالتوجيه والمتابعة والتعزيز سيحقق مستوى عاليًا من التفوق.