* أبو الفضل: الإخوان الأحرص على التوافق الوطنى * عبد الغنى: ما يحدث الآن ليس فى مصلحة الوطن.. والإخوان لا يمتلكون ميليشيات * خفاجى: احترام متبادل بين الجماعة والائتلافات الشبابية ونرفض الاتهامات الباطلة رصد خبراء سياسيون وإعلاميون وشخصيات عامة ترويج بيانات وتصريحات تمثل فزاعات وافتراءات؛ منها فاشية الإخوان، ووجود ميليشيات للإخوان، وأنهم مارسوا العنف فى الجمعة الماضية، محذرين من أن هذه التصريحات قلبا للحقائق والتدليس، وأن مثل هذه الفزاعات المختلقة تؤدى إلى افتعال حالة من الاستقطاب وتفكيك للقوى الثورية وشق الصف الوطنى، وتشويه متعمد يدخل فى إطار الانتهازية السياسية وتشويه الخصوم السياسيين. الفتنة وقلب الحقائق اعتبر د. عمرو أبو الفضل –الخبير بمركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية- المزاعم التى تروجها بعض القوى السياسية بأن الإخوان لديهم ميشليات وتحميل الجماعة للمسئولية عن العنف الذى شهدته مظاهرات الجمعة الماضية بأنها سياسة قلب الحقائق، متسائلا.. كيف لمن يدعى الثورية أن يقوم بتوجيه العنف اللفظى والمادى ضد الإخوان بينما هدفه المعلن هو تفكيك الجمعية التأسيسية أو المعارضة؟ وما العلاقة بين دعوات التحريض وبين ممارسة السياسة؟ محذرا من أن هذا الخطاب وهذا الفعل يثير الفتن ويشق الصف الوطنى، ويجر الوطن إلى مشهد عبثى وفوضوى وهمجى وتطاحن لا علاقة له بالسياسية ولا بالممارسة الديمقراطية، ولا تعبر عن الثورة وأهدافها وتطلعات الشعب، بينما تجسد فقط مصالح حزبية وشخصية، بينما الشارع يبحث عن الاستقرار لا الاستقطاب. وأكد أبو الفضل أن بعض القوى السياسية الثورية ابتعدت عن المعارضة الحقيقية واتجهت لإقصاء فصيل سياسى بعينه مستهدفة تشويه الإخوان واستبعادهم من الساحة السياسية، فبدلا من التوجه للعمل الميدانى وتقوية قواعدهم قبل الانتخابات يتجهون للهجوم وخلق الفزاعات لدى الرأى العام الذى أصبح يعلم جيدا أنهم ليس لهم وزن سياسى وشعبى، فيواجه الخصم السياسى باغتياله معنويا وسياسيا لإقصائهم عند صندوق الانتخابات، وهى بذلك تمارس خداع النفس على الرغم من أن فصيل الإخوان هو أكثر القوى السياسية حرصا على التوافق الوطنى وتوحيد القوى الوطنية. وبين أبو الفضل أن بيان حزب التجمع المتهم للإخوان بالفاشية هو جزء من مسلسل بث الفتنة من قوى ليس لها وزن بالشارع وهى محسوبة على النظام البائد، وهى وعدد من القوى السياسية روجته فى إطار دعمها السابق لأحمد شفيق، فكيف الآن تدعى الثورية؟ فضائيات التدليس والتشويه وأكد أبو الفضل أن هناك مجموعة من الفضائيات تخصصت فى ترويج الفزاعات والافتراءات بأن الإخوان فاشية، وتمارس العنف، وهى فضائيات تريد أن يعيش المواطنون فى دوامة الفتنة والتدليس، وهى نفسها تؤجج حالة الخلافات والانقسامات بالصف الثورى وبالمجتمع المصرى، وهى فضائيات لها منظومة فكرية تعبر عن مصالح معينة، وتستهدف تشويه وتجريح الفصيل السياسى الأقوى على الساحة وهو الإخوان وتدلس وتكذب، وهذا ما فعلته مع حركة 6 إبريل، وهذه الحملة ليست جديدة وسبق أن تمت وقت الانتخابات لخصم رصيد الإخوان بالشارع، فطريق الفضائيات مختصر ومؤثر لتشويه الخصوم السياسيين. ونبه أبو الفضل إلى ضرورة رفض حالة الاستقطاب المفتعلة والرجوع لأخلاقيات الثورة وحالة الاصطفاف الوطنى لمواجهة الفلول والثورة المضادة بدلا من الانزلاق لمواجهة بعضنا البعض، محذرا من أن الاستقطاب يكسر ويمزق المد الثورى، وهذا يؤدى إلى خسارة الجميع، لافتا للانتهازية السياسية التى تمارسها عدد من القوى السياسية، وتتناقض مع نفسها، وتريد أن توصف وحدها بالثورية وتقصى غيرها. ودعا الخبير السياسى للنزول بمليونيات لتوحيد الصف الثورى لا تفكيكه، وطالب الحكماء بطرح مبادرة حوار وطنى جامع يضم جميع القوى السياسية والوطنية لإنهاء حالة الاستقطاب والخروج بوثيقة تفاهم. معلومات غير موثقة من جانبه يرى د. فاروق أبو زيد -أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة- أن غالبية الإعلام المصرى ببعض الصحف والفضائيات يعانى الآن من أزمة الخلط الكامل بين المعلومة والرأى، فالرأى حر ما لم يتضمن سبا وقذفا، ويتضمن النقد للسلبيات بحرية لمؤسسات الدولة والسلطة والنظام، لا مشكلة فى ذلك، ولكن المشكلة هى تحويل الرأى إلى معلومة، بينما المعلومات يجب التدقيق فيها وتوثيقها وجمع الشواهد والأدلة، فالخبر مقدس ولا تحريف فيه ولا زيادة ولا تحوير وموضوعى. وحذّر أبو زيد من أن هذا الخلط وتقديم آراء على أنها معلومات يؤدى إلى نوع من التشويش على المواطنين وتحريف للرأى العام، مطالبا رؤساء التحرير بالإعلام المقروء والمرئى بالتدقيق، وكذلك نقابة الصحفيين بمحاسبة من يحرف ويخلط ويثير اللبس، وترك تجاوزات السب والقذف للقضاء والقانون. تفاهم واحترام متبادل وعلق المهندس أيمن عبد الغنى -عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"- على المشهد الحالى قائلا: "حينما ننظر للمشهد كله فإننا نجد ما يحدث هو حالة من حالات الاستقطاب الشديد من قبل الأحزاب بعيدة عن ميثاق الشرف وبه تناسٍ ملحوظ لمصلحة الوطن". وتابع: "البلد تمر بمرحلة تحتاج فيها إلى البناء وتشتغل فيها كل الفصائل لكن للأسف.. إعلام الأحزاب وإعلام رجال الأعمال يمارسون دورا إثاريا أكثر منه دورا تنمويا، وتلك الحالة أباحت كل وسائل التنافس حتى الوسائل غير الشريفة من إطلاق شائعات وتحريض وإشعال فتن". واستنكر عبد الغنى ما حدث فى الجمعة الماضية والشباب الذين صعدوا على المنصة لهدمها متسائلا: هل كان منظرهم منظر شباب إخوان أو ثوار؟ مؤكدا أن هيئتهم كانت تظهر أنهم بلطجية ومن الباعة الجائلين الذين يفترشون الميدان، معتبرا أن السؤال المطروح هو.. لماذا يعتدى الإخوان على المنصة وقد ظلت المنصة التى أقامها توفيق عكاشة شهورا عند النصب التذكارى منصوبة وتسب الإخوان والرئيس ولم يعتدِ عليها أحد على الرغم من أن عددهم كان أقل بكثير ممن كانوا فى الميدان؟ وأضاف عبد الغنى قائلا: "لو كان الإخوان موجودين فى الميدان وقاموا بهدم المنصة كما ادعى البعض هل بعد ذلك سيقومون بالفرار من الميدان؟ فهذه أمور كلها تثبت تناقض كلامهم؛ لأننا أعلنا موقفنا بأننا مشاركون من الساعة الخامسة، وصحيح أن هناك بعضا من شباب الإخوان ذهبوا للميدان مبكرا وهذا أمر لا مشاكل فيه؛ لأن الميدان ليس حكرا على أحد، لكن لم يكن هناك اعتداء من قبل أى أحد من شباب الإخوان". وعلق عبد الغنى -على البيانات التى صدرت تحمل اتهامات بأن ميليشيات من جماعة الإخوان قامت بالاعتداء على الثوار فى التحرير- قائلا: "الإخوان لم يكن عندهم ميليشيات، وتستخدم فى فعاليتها ومظاهراتها لجنة نظام لإخراج الفعالية بشكل حضارى ومنظم، ويكون أعضاء لجنة النظام هؤلاء ممن لديهم القدرة على التواصل والتفاهم مع الجمهور، ولجنة النظام ليست مستحدثة من قبل شباب الإخوان بل هى أمر متعارف عليه فى أى فعالية فى أى مكان". وتحدى عبد الغنى أن يثبت المدعون صدق كلامهم، مطالبا من لديه بينة على أن الإخوان لديهم ميليشيات فليقم بإظهارها، وقال: "لسنا فى حاجة إلى الاشتباك واستخدام ميليشيات؛ لأننا لم نفعل ذلك حينما كنا معارضة وحينما كنا نحاكم محاكمات عسكرية، فلم نكن معارضة نكتسب الأرض بالقوة، فهل من المعقول والمنطق أن نفعل ذلك الآن؟". وتابع: "الميليشيات مصطلح أمن الدولة، واتهام أمن الدولة، فهل تستخدمه القوى السياسية الآن ضدنا؟". وأضاف عبد الغنى: "أعلنا أننا سنشارك فى الجمعة الماضية، وتخيلنا أننا سنتوحد مع القوى الثورية فى ذلك، صحيح أنهم كانوا قد أعلنوا جمعة المحاسبة لكن حينما صدر الحكم وخرج القتلة وحصلوا على البراءة أعلنا الخروج، وتصورنا أن يتوحد الكل معنا؛ لأن مطلب إقالة النائب العام كان مطلبا ثوريا توحدنا عليه فى الميدان منذ الثورة، وكانت اللافتات فى ميدان التحرير يتصدرها مطلب إقالة النائب العام، فكان فى مخيلتنا أن القوى الثورية ستترك الخصومة وتتوحد معنا". وعلّق على الاعتراض على نقل النائب العام من قبل كثيرين قائلا: "إننى أتعجب واستغرب بشدة من هذا الاعتراض، فقد ظل الجميع ينادى بأن يقال النائب العام وفقا للشرعية الثورية، وحينما تم التعامل مع أمره قانونيا وجدنا البعض يعترض، وللأسف قدمت المصلحة الحزبية على مصلحة الوطن". وقال عبد الغنى: "ما يحدث الآن ليس فى مصلحة الوطن، وهل الخروج وإثارة الفتن واتهام الإخوان بالبلطجة يساعد على حل أزمات الملفات الخمسة التى يريدون محاسبة الرئيس عليها، أم يزيد من تفاقم أزمات الملفات الخمسة؟ ثم البيانات التى تقول: إن حزب "الحرية والعدالة" يضم البلطجية كما حدث فى الحزب الفاشى فى ألمانيا، فليأتوا لنا إذن برقم عضوية أى بلطجى داخل الحزب، وعدد أعضاء الحزب 400 ألف، وحتى عدد الأعضاء الموجودين داخل الحزب من الجماعة أقل ممن هم من خارجها، وليس كل أعضاء جماعة الإخوان مقيدون فى الحزب". من جانبه، أكد على خفاجى -أمين لجنة الشباب بحزب "الحرية والعدالة" بالجيزة- أن الحزب والإخوان ليسا موضع اتهام بأى حال، وكل التيارات السياسية والائتلافات الشبابية تعلم جيدا الحقيقة، وأنها تنأى بنفسها عن أى احتكاكات ولو بسيطة، ودليل ذلك يوم 24 أغسطس رغم التهديدات فيه بحرق المقرات وغيرها من دعوات العنف ضد الحزب والجماعة. وشدد خفاجى على أن الجميع يعلم جيدا أنه تم الهجوم على الإخوان يوم الجمعة الماضية، وهناك 90 مصابا منهم، وتعرضوا للعنف والمولوتوف والخرطوش والطوب وحرق سيارتين، وهذا موثق ومصور. وأكد خفاجى أنه على علاقة طيبة وجيدة بجميع الائتلافات الشبابية وعلى تواصل معهم وبينهم احترام وتقدير متبادل رغم بعض الاختلافات السياسية، وهم يعلمون جيدا أن اتهامات العنف والفاشية والميلشيات كاذبة، وهم يرفضون ترويج هذه الفزاعات داخل القوى السياسية، ولكن هناك واحد أو اثنين داخل هذه القوى تلقى باتهامات لا تنطلى على أحد ولا يصدقها عاقل وكان يفتعلها الحزب الوطنى البائد. وقال خفاجى: إنه يحترم الحق فى التظاهر يوم الجمعة المقبلة، وحق التعبير ولكنه يرفض الاتهامات الباطلة غير الحقيقية بل تقلب الحقائق وتظلم المجنى عليه وتحوله إلى متهم.