"عندما تكثر المنصات تكثر الهتافات، وتكثر الشعارات، ويكثر المتحدثون، وتكثر الاهداف ويضيع الوطن في النهاية" ، هذا بالضبط مانراه اليوم في جمعة "تقرير المصير" التي دعت إليها القوي الوطنية الثورية في التحرير منذ أيام، مطالبين بعدم استخدام أي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية او الحزبية أو الدينية في الميدان، علم مصر وحده الذي يرفع فوق الرؤوس لإستحضار روح ثورة 25 يناير ، حينما كانت المنصة عربية الأمن المركزي والميكروفون قنبلة الغاز والأنوار قنابل الخرطوش ، ولكثرة المنصات الموجودة في الميدان صباح اليوم أوقفتني إحدي السيدات وسألتني "انت تبع مين يا بني؟ فلم أتمكن من إجابتها علي سؤالها الصادم الذي كشف حقيقة مؤلمة وقع الثوار في شراكها دون أن يشعروا فهنا منصة وهناك منصة ومصر تبكي شهدائها الأحرار. تسعة منصات في جمعة لم الشمل لتقرير المصير ، منصتان لأنصار حازم صلاح أبو اسماعيل من حركتي حازمون وطلاب الشريعة والثانية لحازم لازم، ومنصتين لجماعة الإخوان ومنصة المنصة صغيرة نصبوها أمام منصتهم الكبيرة قالوا انها للإعلام والكاميرات، ومنصة للصحفيين الأحرار وأخري لحزب العمل، ومنصة لأحد الشيوخ السلفيين المتضامنين مع الشيخ حازم صلاح ومنصة لإئتلاف شباب الثورة وأخري للناصريين وموظفي الضرائب العامة وفساد منيرة القاضي زوجة الفريق سامي عنان رئيس الأركان الحالي للقوات المسلحة المصرية ، ذكرني المشهد بمقولة الفنان سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت "العربية سليمة بس كل حتة فيها مستقلة بذاتها". مشهد الميدان الممتليء بالمنصات ، دفع العديد من ثوار التحرير للسخرية من غزوة المنصات (هكذا يسمونها) مقترحين أن يكون شعار جمعة اليوم "نحمل المنصات لمصر 8 منصات رئيسية و 4 فرعية"، أو جمعة "سنحيا فوق المنصات" في اسقاط عميق علي شعار حركة حازمون الشهير، فيما اعتبر البعض الأخر اليوم بمثابة "اليوم العالمى لجعجعة المنصات".وقالوا بطريقة تهكمية " برنيطتك على رأسك، وستيكراتك على هدومك، ومنصتك في ايدك و يلا على الميدان " ، و"عدد المنصات صار أكتر من عدد إللي هيقفوا تحتها محددين خريطة الدخول الفوري للميدان عند تمثال عبدالمنعم رياض، فمنصة الإخوان أمام كنتاكي، منصة ابواسماعيل عند مجمع التحرير، منصة 6ا ابريل أمام تمثال عمر مكرم ، بينما منصة الضرائب في الصينية". واقترح أحدهم أيسر الطرق للوقوف في أي منصة بالتحرير وقال "البس كاب الإخوان وركب دقن لحازمون وضم ايدك بوكس ل 6ابريل وانا اضمنلك تقف في اي منصة" ، وتناسي الجميع أن المنصة هي لغة الديكتاتور حينما يتكلم بصوت عالي في الميكرفون ليغطي علي أصوات الاغلبية التي تهتف ضده، وتابع "يا خسارة يا بلد، يا خسارة يا مصر، اختزلوا كيانك في منصات". كثرة المنصات في التحرير كانت مادة للسخرية من قبل النشطاء السياسيين علي مواقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك،تويتر"، منها " تذكروا ان السادات كانت نهايته في مكان يسمى منصة"، و" حزب الحرية والعدالة ينصب منصتين في الميدان واحدة أساسية و التانية احتياطي". ونشر أخرون سلسلة من التويتات العاجلة بداية من ضبط مجموعة من الشباب في ميدان التحرير بدون منصة وجاري التحقيق معهم، الدكتور الجنزورى يحذر من أن مخزون مصر من الخشب قد ينفذ من كثرة الاسراف في إنشاء المنصات ، وقام أخرون بتجديد أسماء الأفلام المصرية القديمة والحديثة بما يواكب الحدث ، فنجد سيناريو 2012 لفيلم "لا تراجع و لا منصات بين قوصين (قابضة ثورية)، 1/8 دستة منصات ، شورت وفانلة ومنصة ، الطريق إلي المنصة ، حب تحت المنصة، أبي فوق المنصة، عودة المنصة الضالة، شنبو في المنصة، لا تراجع ولا استسلام (المنصة الدامية) ،الطريق إلي المنصة، المنصة التي هزت عرش مصر . وخرجت النكات السياسية الساخرة بشأن انتشار المنصات في أرجاء الميدان ليقول أحدهم أن تلك هي اللحظة المناسبة أننا ننزل منصة للمرشح التوافقي الحقيقي ، "جوني ديب يا ولد، بغمزة هتوحد بلد"، "بافكر انزل التحرير اشترى منصة لبنت اخويا سمعت انهم عاملين أوفرات هايلة"، "شعب واحد وألف منصة حقا إنها بلد الألف منصة"، "ميدان التحرير هيلم شوارعه ويطلع يجري من المنصات"، "عندنا 8 منصات نقسمهم مجموعتين اخوان علي راس مجموعة و6 ابريل علي راس مجموعة ونعمل دوري هايل". وتهكم اخرون علي كثرة عدد المنصات وقالوا "برعاية فراشة الحاج جمعة للأفراح والجنازات وأي منصات، عرض المنصة الشقية تعلن شركة الراية عن توافر منصات سهلة الفرد ممكن تخدها معاك فى أى حته في البيت، المصيف، التحرير، منصات الراية جودة ومتانة هدية 2 بانر مع المنصة، اتصل الان بأربعة جنيهات زائد مصاريف الشحن والمفاجأة بتختفي لوحدها وتدوب الساعة 6 بالظبط. وأطلق الكاتب الساخر بلال فضل لقب "جمعة جيب العواقب سليمة يا رب" علي مليونية اليوم، مؤكدا أن الطرف التالت مش هينزل النهاردة لأن المنصات قايمة بالواجب وزيادة، كل اللي ناقص إن مهنة النوبتشي تخش على المنصات وأحلى سلام طاير حاير ثاير وسمعني سلام ياعيني عليك ياثورة "., " حان الان موعد أذان العصر حسب توقيت منصة أربعة وعلي باقي المنصات مراعات فروق التوقيت وحتى لا ننسى خلال ال 18 يوم للثورة كان فيه فى الميدان حوالى 5 منصات فقط ، أغلبهم بدأوا بعد موقعة الجمل يوم 2 فبراير. يذكر أن حركة 6 أبريل وشباب من أجل العدالة والحرية قرروا تفكيك منصاتهم قبل الجمعة من أجل لم الشمل وتوحيد النداء فصوت ثوري واحد يكفي ولكن الإخوان والسلفيين امتنعوا عن ذلك .