حينما كتب صلاح جاهين رباعياته لم يكن يدري أنها ستكون لسان حال الجميع في ميدان التحرير في جمعة أطلق عليها تقرير المصير, بينما كان الاصلح أن يقال عنها جمعة كل يغني علي ليلاه, وبالعودة لجاهين والميدان مرة أخري نجده سرد لسان حال أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل حين قال أنا كنت شيء وصبحت شيئا ثم شيء, شوف ربنا.. قادرعلي كل شيء, هز الشجر شواشيه ووشوشني قال, لابد ما يموت شئ عشان يحيا شيء فالشيخ الجليل كان يشار إليه كمتقدم غالبية الاستفتاءات التي طرحت حول مرشحي الرئاسة المحتملين, بل الذي كان دائما يشار إليه عمدا وعن غير عمد من الجميع بعد أن أصبحت مطبوعات حملته الدعائية بوستر تفوق الناخبين عددا. أما لسان حال جماعة الاخوان المسلمين فكان أقرب الي رباعية عمنا صلاح نظرت فوق للنجوم وأنا ساير, رجليا عترت في الحفر والحجاير, بقيت أقول وأنا ع التراب: يا سلام, مش بس عبرة أخذت لكن عباير.. فبالامس القريب كانوا يدافعون باستماتة عن المجلس العكسري والبرلمان والحكومة ويهاجمون الميدان معللين ذلك بأنه بلا شرعية بعد الانتخابات التي حظوا فيها بالاغلبية, أما اليوم فأول ما نطقت به شفاهم هو يسقط يسقط حكم العسكر ليتبعها حديث إلي المواطنين بأنهم أخطأوا ويريدون تصحيح المسار والخطأ. أما القوي المدنية والثورية والألتراس فكان لسان حالهم خاصة الالتراس ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما سفر, ده البعد ذنب كبير لا يغتفر, ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما بحور,أعدي بحر ألاقي غيره اتحفر. الأهرام المسائي من قلب ميدان التحرير ترصد بالصورة والكلمة تفاصيل مليونية وحدة الصف التي اكتشف الجميع فيها انشقاق الصف.. عبر السطور التالية.. البداية في جمعة أمس كانت بوصول أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل منذ فجر الجمعة لبدء نصب المنصة الخاصة بهم وقد تعدي عددهم في الساعة الأولي حوالي2000 فرد استطاعوا وفي أقل من نصف ساعة الانتهاء من المنصة ليبدأوا مناقشاتهم مع المارة وخاصة القوي الثورية والمدنية التي قررت النزول الي الميدان منذ الفجر والتي قارب عددها2000 شخص أيضا. دقائق وكان المشهد جليا وعلي عكس ما توقع الجميع فالقوي المدنية استوعبت جراح أنصار أبو إسماعيل ولم يبد أن هناك ثمة خلافا علي وشك الانفجار بل علي العكس تماما كان الأثنان في استقبال اعضاء جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بطريقة عدو عدوي صديقي فبدأت المناوشات مع انتهاء الاخوان المسلمين من نصب منصتهم بالميدان ليتخذوا نفس الوضعية الاعتيادية بالنوم تحت المنصة إلي حين شروق الشمس, وهنا بدأ انصار ابو اسماعيل والقوي المدنية في صب جام غضبهم علي الجماعة بعد ان رأي أنصار أبو إسماعيل ان الجماعة خانت شيخهم الذي طرد من سباق الرئاسة ومع استمرار رؤية القوي المدنية التي رأت أن تصرفات الاخوان منذ تنحي مبارك هي السبب في ازمات الثورة الحالية جميعا. خالد عبد الراضي ناشط سياسي قال إن جماعة الاخوان المسلمين ساعدت علي اجهاض الثورة ووصفت الثوار في محمد محمود ومجلس الوزراء بالبلطجية ومعطلي انتخابات مجلس الشعب ولكن بعد أن سال لعابهم علي انتخابات الرئاسة ورأوا انها بعيدة المنال بدأوا يلوحون مرة أخري بورقة النزول الي الميدان بحجة حماية الثورة معتقدين ان الشعب المصري بهذه السذاجة. أما ميري دانيال شقيقة الشهيد مينا دانيال فقالت إنها لا تتعجب من توافد انصار جماعة الاخوان المسلمين من كل محافظات مصر مع وجود ميزانية ضخمة لرجال اعمال الجماعة يقومون بواستطها باستئجار سيارات مكيفة للقرويين وأبناء المحافظات الفقيرة لاقتيادهم الي ميدان التحرير. وتمر اللحظات ليفاجئنا الميدان كعادة مليونياته بنهار مغاير تماما في أحداثه لما حدث في ليل الميدان الثائر, فاكتظت جنبات الميدان بأنصار الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل والاخوان المسلمين ليرفع خالد بن الوليد طالب أزهري لافتة بصورة لكل من المهندس خيرت الشاطر والشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل وكتب عليها حازمون.. شاطرون إيد واحدة لنصرة الشريعة الاسلامية وفي حديثنا له قال: إن المجلس العسكري لعب لعبة كبيرة للاطاحة بالاسلاميين لعدم تطبيق شرع الله وتنفيذا لأوامر إسرائيل وأمريكا كما وصف بن الوليد هذه اللعبة بالمؤامرة واكتمل حديثه قائلا إننا لن نسكت وسننزل كل جمعه لتكون هناك ثورة ثانية وجديدة ستشارك فيها جميع فئات الشعب المصري لمنع هذه المخططات والمهازل التي تحدث في مصر ونحن نائمون وخاضعون لحكم العسكر. أما المهندس حسنين. أ, فرفع لافتة مكتوبا عليها الاتحاد قوة وقال إن هذه اللافتة تعني أننا يجب علينا أن نعود الي ثورة25 يناير والتي حققت جزءا من أهدافها في18 يوما فقط ويجب علينا أيضا أن ننهي خلافاتنا. دقائق ووصلت إلي الميدان مسيرة دوران شبرا والتي خرجت من جامع الخازندار, يتقدمها شباب حركة6 ابريل بصحبة أنصار جماعة الاخوان المسلمين في مشهد اصاب القوي الثورية وشباب الالتراس و الأحزاب المدنية بذهول تام بعد أن رفع الإخوان وجماعة6 ابريل شعار ايد واحدة. هنا تحول المشهد الي مايشبه ساحة الحرب النفسية فرفع شباب حزب العمال وحركة مينا دانيال والاشتراكيون المصريون واتحادا الشباب التقدمي والاشتراكي وبعض الشباب الناصري وبعض شباب الالتراس شعار بيع بيع الثورة يا بديع في اشارة منهم إلي تنازل الاخوان عن اهداف الثورة مقابل الحصول علي مكاسب سياسية بدأت بمجلسي الشعب والشوري وانتهت بمطامع في الانفراد بصياغة الدستور وكذلك كرسي الرئاسة.