* الذين يزعمون فشل الحملة يخلطون بين السياسة والنظافة * رفع 20 ألف طن قمامة يوميا من القاهرة وصف المهندس حافظ سعيد– رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة- مبادرة "وطن نظيف" التى أعلنها الرئيس محمد مرسى بأنها كانت حجر الأساس ونقطة الانطلاق لتنظيف الشوارع والأحياء فى القاهرة والمحافظات، مطالبًا بتكثيف الدوريات الأمنية لضبط الذين يلقون مخلفات المبانى والرتش. وقال سعيد فى حوار خاص مع "الحرية والعدالة": إن حملة وطن نظيف حققت تحسنًا كبيرًا فى الشوارع، وواجهت مشاكل كبيرة، ونحن مستمرون فى العمل، مؤكدا أنه سيتم تغليظ العقوبات ضد الذين يلقون القمامة والمخلفات فى الشوراع وفرض غرامة عليهم تتراوح بين 5 و10 آلاف جنيه. وأوضح أن شركات النظافة الأجنبية سيئة، ولا تقوم بالجهود المطلوبة، مشيرا إلى أنه تم تعديل تعاقد الشركة الإيطالية وخدماتها بدأت تتحسن بالفعل. ولفت إلى أن هناك شركة أخرى أداؤها سيئ للغاية ورفضت تعديل العقد ونحن بصدد إنهاء عملها، وأضاف سيتم الاعتماد خلال الفترة المقبلة على شركات وطنية إلى جانب تطوير هيئة النظافة والتجميل. مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالى: * ما تقييمكم لحملة (وطن نظيف)؟ النظافة مستمرة وليست مرتبطة بال100 يوم فقط، وحملة وطن نظيف كانت عبارة عن حجر أساس ونقطة انطلاق للمشروع، وحتى أكون منصفًا أقول: هناك تحسن كبير فى الشوارع، وهناك جهد بذل، ونحن مستمرون فى العمل، وواجهنا مشاكل كبيرة جدًّا، فالقاهرة مشكلتها الأساسية مخلفات المبانى والرتش خاصة بعد الثورة بسبب الانفلات الأمنى، وما زلنا فى حاجة إلى تعاون الناس معنا وتغيير ثقافتهم، بالإضافة إلى تعاون الأمن للسيطرة على المناطق التى يلقى فيها الرتش. * وما ردكم على الذين يتهمون الحملة بالفشل؟ هؤلاء يخلطون بين السياسة والنظافة، ويريدون إحباط كل من يريد العمل، وأقول لهم: إن الرئيس –فقط- أراد توجيه الناس لحملة قومية كبيرة، وبالطبع لا يمكن خلال 100 يوم تنظيف كل الشوارع والمناطق، فنحن نرفع من القاهرة 19 ألفا و900 طن يوميًّا. * سائقو سيارات النظافة بالهيئة يقولون إنهم رفعوا القمامة بأيديهم خلال الحملة ولم يتقاضوا أية مكافآت.. فما قولك؟ كل العمال الذين شاركوا فى حملة وطن نظيف حصلوا على مكافآت، خاصة الذين عملوا أكثر من ساعات عملهم المحددة. * هل هناك من حاول عرقلة الحملة؟ بالطبع هناك أناس راضون بالوضع الذى نحن عليه، ويرغبون فى وقف عجلة العمل ونهضة البلاد، وفى هذا الإطار ضبطت شرطة المرافق بمحافظة القاهرة سيارات تابعة لشركات وهيئات حكومية وعربات كارو أثناء إلقائها مخلفات مبانٍ فى الشوارع والميادين خاصة فى شارع جسر السويس، وطريق الأوتوستراد، وشارعى ترعة الإسماعيلية، والكابلات بالمطرية وغيرها. * كيف تتعاملون مع المواطنين الذين يلقون مخلفات فى الشوارع بعد انتهاء الحملة؟ للأسف نتلقى بلاغات من أماكن يلقى فيها المواطنون القمامة عمدًا فى الشوارع لكن لا نستطيع اتخاذ إجراء ضدهم إلا إذا كانت هناك دوريات أمنية مستمرة طوال ساعات اليوم الأربع والعشرين لضبط الجناة وقت إلقائهم القمامة وتوقيع مخالفات ضدهم تتراوح بين 5 و10 آلاف جنيه. * كانت هناك شكاوى أثناء الحملة من بعض رؤساء الأحياء.. فكيف واجهتم هذه المشكلة؟ رئيس الحى من المفترض أن يتعاون معنا؛ لأنه يرغب فى أن يجعل منطقته الأفضل، وهذه وظيفته، فهو المسئول الأول ودوره الارتقاء بالحى. ونحن لدينا 37 حيا وهناك رؤساء أحياء جيدون، ويظهر ذلك فى تحسن مستوى النظافة فى منطقتهم، وهناك غير المتعاونين ويظهر ذلك فى مستوى شوارعهم وخدماتهم. * وما تقييمك لدور شركات النظافة الأجنبية؟ ومتى بدأ التعاقد معها؟ بدأ التفكير فى هذا الموضوع عام 1999، وطرحت مناقصة عام 2001، وبدأ عمل الشركات الأجنبية عام 2003 ومدة العقد معها 15 سنة وينتهى عام 2017. وخطة العمل المتفق عليها ليست بالشكل المطلوب، فمثلًا القمامة تجمع من صناديق النظافة كل 24 ساعة وهى مدة طويلة، وهناك بند خاص بجمع المخلفات من المنازل والشقق ووضعها فى الصناديق لتظل طوال هذه الساعات فى الشوارع، وعندما نقول لهذه الشركات: إن مستوى نظافة الشارع غير مرضية تقول إنها ليست مسئولة عن النظافة إنما مسئولة فقط عن تنفيذ خطة عمل، ولا يعنيها نظافة الشارع. وهناك أيضا مخالفات فى خطة العمل، فلو أن هناك منطقة غير نظيفة من المفترض أن نتحدث للشركة لتقوم بتنظيفها بالتعاون مع مندوب الهيئة، لكن هناك بند فى العقد ينص على أن الهيئة تبلغ الشركات لتنظف هذه المنطقة خلال 24 ساعة.. فهل يعقل ترك القمامة كل هذا الوقت ونظل نشتكى. وإذا ثبت وجود شركة مقصرة فى العمل وطالبت الهيئة الشركات الأجنبية بإمدادها بالمعدات ومساعدتها فى رفع القمامة ترد على الهيئة خلال 15 يوما من تقديم الطلب، وإحدى تلك الشركات لديها مدفن صحى للقمامة وعندما نساعدها ونريد الدفن فى مدفنها هناك بند يمنع ذلك رغم أنها مقصرة فى عملها ومسئولة عن رفع المخلفات. وعندما نطلب من الشركات تحسين مستوى الخدمة فى نقاط محددة ترفض بحجة أن ذلك غير موجود بالعقود، فأصحاب تلك الشركات لديهم تعنت بالغ والعقود بها إجحاف بحقوق مصر. * كم مرتب متعهد القمامة الذى يعمل مع شركات النظافة الأجنبية؟ مرتب ضعيف جدا، فالشركة تعطيه 20 قرشا مقابل كل وحدة سكنية فى الشهر لكنه يستفيد مما يحصل عليه من سكان الشقق بالإضافة إلى استفادته من المخلفات غير العضوية، فهو لا يعتمد على مرتب الشركة. * لماذا كانت بنود الاتفاق مع تلك الشركات مجحفة لمصر بهذه الصورة؟ لا أود الحديث عما سبق فهم فعلوا ما فعلوا فى نظام فاسد.. لكن أقول بحسن نية: إنهم كانوا يتعاقدون لأول مرة مع شركات لا خبرة لديهم فى مثل تلك الأمور. * لماذا فشل النظام السابق فى مواجهة أزمة النظافة؟ الإرادة كانت منعدمة، بالإضافة إلى عدم تبنى قضية النظافة مشروعا قوميا يلتف حوله الشعب. * الوضع مع الشركات الأجنبية حاليًّا كيف هو؟ الشركة الإيطالية قمنا بتعديل بعض بنود العقد معها وخدماتها بالفعل تتحسن بشكل نسبى، ولكن هذا التعديل ما زال غير مرض، وهناك شركة أخرى أداؤها سيئ للغاية ورفضت تعديل العقد ونحاول فض التعاقد معها بشكل سلمى وأوشكنا على تنفيذ ذلك، ولن ننتظر حتى عام 2017، لأنها رفضت تطوير أدائها، ولكن الإشكالية أنها لا تريد العودة إلى بلادها بمعدات النظافة، وسنضطر لشرائها مع تأكيد أن حقوق العمالة المصرية -وعددها نحو 3000 عامل- فى تلك الشركة محفوظة، وبعد إنهاء التعاقد سيعملون فى البدائل التى ستوفرها الدولة. وهناك شركات طالبت بمستحقاتها المالية التى تقدر ب 500.3 مليون جنيه فى السنة على مستوى القاهرة فقط، وما تم تحصيله العام الماضى من الوحدات السكنية والمحلات والتعاقدات الخاصة 174 مليون جنيه فقط، وتدفع وزارة المالية باقى المبلغ، ومديوينة الدولة حاليا نحو 100 مليون جنية للشركات. * بعد إنهاء تعاقد الشركات الأجنبية هل هناك بدائل للقيام بمهمة النظافة؟ نبحث عن شركات وطنية، والاعتماد على هيئة النظافة والتجميل وتطويرها.