بعد مرور عام ونصف عام على بداية الثورة المصرية، دفعت فيها الأسرة ثمن حرية أبنائها من شهداء ومصابين، وضيق اقتصادى، وتوتر وقلق وانهيار للأعصاب من كثرة الأحداث التى حفلت بها هذه الفترة.. بدأتالأسرة المصرية تلتقط أول أنفاسها بعد فوز د. محمد مرسى برئاسة الجمهورية ليسقط بذلك مرشح النظام السابق، وتبدأ صفحة جديدة فى طريق الثورة. فبمجرد انتهاء الفرز الذى أعلن انتصار الثورة فى ثالث معاركها -بعد التنحى والانتخابات البرلمانية- بدأت البيوت المصرية تنتعش بمظاهر الفرح والاحتفال، ففى منزل هالة سهرت العائلة أمامشاشة التلفاز حتى الصباح ليتابعوا احتفالات الشباب فى ميدان التحرير فى صحبة"البسكويت والكاكاو باللبن". أما جيران سارة فى منطقة المقطم فقد قضوا الليل فى الشارع ليحتفلوا بالخبر حتى الصباح. بينما تستعد عائلة صفاء لوليمة كبيرة اليوم يجتمع حولها كل أفراد الأسرة لتوافق يوم الإعلان الرسمى للنتيجة، وقررت هى أن تشارك فى هذه الوليمة بكعكة كبيرة. أما جيرانها فقد عقدواالعزم على الإعداد لذبيحة توزع على البناية كلها ويخرج ثلثها للفقراء. وفى ليلة انتهاء الفرز، قضت أسرة هدى الليل أمام شاشة التليفزيون مع قطع البطيخ المثلج؛ وفى الصباح أبلغها زوجها عن نيته توزيع "دور شربات" على زملائه فى العمل بمجرد أن يتم الإعلان الرسمى للنتيجة، وفى أماكن أخرى كان الاحتفال بعلب الحلوى الغربية"الجاتوه" وزجاجات المياه الغازية، وهو ما احتفل به كل من أحمد وحسين مع زملائهما فى العمل. أما "صوانى"الشربات التى تفنن البعض فى توزيعها على الجيران وفى الشوراع فملئت صورها صفحات مواقع الإنترنت، وصاحبتها أصوات الزغاريد.