سواء كان في بني غازي إلى جوار خليفة حفتر أم في شقة بحي الزمالك الراقي بالقاهرة، إلا أنه ومنذ إطلاق إحدى الحركات السلفية التابعة ل"حفتر" وسيف القذافي، بعد 5 سنوات من الاعتقال، يتلقى "سيف" دعمًا من الانقلابي عبد الفتاح السيسي، بتوفير المقرات للاجتماعات والدعم الفني، فضلا عن تلميع من الإمارات، معتمدين على بعض فلول النظام السابق الذين وفرت لهم الإمارات والأردن أبواقا إعلامية ودعما ماليا لمجموعة من اللجان الإلكترونية، تجري اتصالا معه وتخفي مكان وجوده لأسبابٍ أمنية، مرددين أن "الليبيين سيقبلون قذافي آخر". لذلك لا يرى المراقبون عجبًا في أن التصريح الأول ل"سيف القذافي" أنه "يرى في السيسي والده بكل سياساته"، ويعلن أنه يساند حفتر ويقف مع الإمارات والسعودية والبحرين في حربهم على قطر، رغم أنهم متهمون برعاية أحد المطلوبين للأمم المتحدة بإخفاء متهم بجرائم حرب، كما قالت المدعية بالمحكمة الجنائية الدولية "فاتو بنسودا"، مطالبة بتسليمه. الشيطان يعظ وفي أكتوبر الماضي، أعاد سيف القذافي طرح نفسه بالحديث عن رؤية للحل في ليبيا، والتي تخضع برأيه لحكم "جماعات إسلامية جهادية"، واعتبر "القذافي" الابن أن التسوية السياسية في ليبيا بعيدة كل البعد من التحقق قريبا، بعد ست سنوات. وزعم أن "من يحكم ليبيا اليوم معروف جيدا من قبل الشعب الليبي وبعض المنظمات غير الحكومية الدولية، وحتى الآن، تخضع ليبيا لحكم الجماعات الإسلامية الجهادية، والغرب يدعم هذه الجماعات على الرغم من جرائمها ضد ليبيا وشعبها". ورغم الاستقرار الذي تعيشه طرابلس نسبيًا، ركز "سيف" على أن "المدن الليبية وسكانها بما في ذلك العاصمة طرابلس، حيث يسكن ثلث سكان ليبيا، يعانون من نقص المياه، ويعيشون في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ويفتقرون إلى المرافق الطبية والاحتياجات الإنسانية الأساسية. ووفق الأممالمتحدة، توقفت 65% من المستشفيات عن العمل، في حين فقد الدينار الليبي 300% من قيمته، وانخفض إنتاج النفط من 1.9 مليون برميل يوميا إلى 250.000 برميل". فلول القذافي وتوقع مراقبون حدوث مناوشات قانونية بين الحكومة الليبية في طرابلس والانقلاب في مصر، حيث يعيش التهامي خالد منذ فترة في مدينة الرحاب، ويتحرك بكامل حريته، ويلتقي عددا من الشباب الليبي، كما يعد من أكبر مناوئي "ثورة فبراير" الليبية 2011. وبحسب مراقبين، فإن تفعيل هذه المذكرة بحق التهامي، يثير عدة تساؤلات حول احتمال إثارة أزمة بين مصر وليبيا؛ كون المتهم موجودًا الآن في القاهرة، وما إذا كان القرار يعد بداية لقرارات أخرى لملاحقة "فلول" القذافي في كل مكان، إلى جانب تساؤلات عن وضع سيف القذافي. "قذاف" الثورة المضادة ويمثل أحمد قذاف الدم، ومقر سكنه في حي الزمالك، عنوانًا للثورة المضادة في ليبيا، حيث يعمل على تعزيز العلاقات مع القبائل المؤثرة والمنافسين السابقين الذين خاب أملهم من الجمود السياسي الحالي، سعيا لتقويض حكومة السراج. وقال قذاف الدم: "لن يكون هناك سلام بدوننا، نحن نمثل غالبية الليبيين، ونرغب بوضع الأمور في نصابها الصحيح وتصحيح أخطاء الماضي". وساهم قذاف الدم، عضو الحاشية، في نقل أسلحة القذافي وأمواله وإدخالها ضمن حركة الكفاح المناهِضة لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وحركة الاستقلال في زيمبابوي. بحماية العصابة ورغم القبض على قذاف الدم من وكر الزمالك، قبل انقلاب 2013، إلا أن السيسي زميل دراسته العسكرية، وجه المحكمة لتبرئته بزعم أن أمه مصرية، وأنه منشق عن النظام الليبي؛ اعتراضا على قتل المتظاهرين!. ويرى مراقبون أن "قذاف الدم" مُقرَّبٌ من عبد الفتاح السيسي وصهره محمود حجازي والمخابرات المصرية، وسمح له باستكمال دوره بعقد اجتماعات ولقاءات مع قياديين بأنصار حفتر وأعداء الثورة والفاسدين وقيادات أمنية كالتهامي محمد خالد وغيرهم، ممن يقودون المذابح، ويضرب السيسي لأجلهم درنة.