في وقت سابق وقبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، شبه دونالد ترامب المملكة العربية السعودية بالبقرة الحلوب، التي يعزم على ذبحها بعدما ينضب حليبها ويجف ضرعها، واليوم يقف ترامب بقوة خلف سياسات الأمير محمد بن سلمان الأخيرة، والتي سحقت أمراء أسرة آل سعود، وصادرت ملياراتهم، التي سبق وأن اغترف ترامب منها نحو 450 مليار دولار معلنة.. وما خفي كان أعظم. ويبدو أن ولي العهد السعودي قد بدأ في حصاد ثروات الأمراء المعتقلين مبكرا ليتمكن من تحقيق حلمه (أن يصبح أغنى رجل بالتاريخ) حتى قبل معرفة نتائج التحقيقات، وها هو يبدأ برئيس الديوان الملكي السابق ورجل الملك عبدالله القوي خالد التويجري. وتداول ناشطون بمواقع التواصل صورا لأسطول سيارات فارهة، قالوا إنه تم مصادرتها من داخل قصر "التويجري"، الرجل الذي دعم انقلاب السفيه عبدالفتاح السيسي بقوة. وأعرب النشطاء عن دهشتهم من امتلاك شخص واحد لكل هذه السيارات الفارهة، مشيرين إلى أن آل سعود وحاشيتهم دمروا ثروات البلاد وهضموا حقوق الشعب إرضاء لجشعهم. المعلم ترامب وبالإشارة إلى الاعتقالات التي شنتها السلطات السعودية، السبت الماضي، قال المغرد الشهير "مجتهد" أنها طالت رجال أعمال لا يعرف عنهم فساد، مشيرًا إلى أنه لم تعلن أسمائهم، وبدأت مساوماتهم بتركيب تهم مختلقة عليهم إن لم يسلموا ابن سلمان ملياراتهم. وسخر الكاتب الصحفي وائل قنديل من تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن لديه ثقة عظيمة في الملك سلمان ونجله ولي العهد، على إثر القرارات الملكية الأخيرة التي أطاحت بعدد من الأمراء والمسئولين البارزين في المملكة. وقال قنديل في منشور عبر صفحته الشخصية ب"فيس بوك": "طالما يذهبون بحصيلة الإيرادات كل ليلة إلى المعلم ترامب، فكل شيء تمام وثقته فيهم عظيمة.. الأخ الكبير". وفي إشارة لعلمه المسبق ووجود يد له فيما يحدث، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن لديه "ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، في أول تعليق له على حملة الاعتقالات الواسعة التي يشنها الأخير وشملت أمراء ووزراء ورجال أعمال. وقال "ترامب" في تدوينات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": "لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد السعودية، فهما يعرفان بالضبط ما يفعلانه". محاربة الفساد يشار إلى أن حملة توقيفات مفاجئة شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، السبت، طالت 18 أميرا و4 وزراء حاليين وعشرات الوزراء والمسئولين السابقين ورجال المال والأعمال بتهم فساد، في سابقة لم يشهدها تاريخ المملكة. وعلى الرغم من هدف الحملة المعلن، فإن توقيت الحملة وكونها شملت إعفاء الأمير متعب بن عبدالله من منصبه كوزير للحرس الوطني، جعل فريق من المتابعين للشأن السعودي يستبعد أن يكون سبب الحملة محاربة الفساد فقط. ويرى البعض أن أهداف الحملة تتمثل بتعزيز سيطرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على مفاصل الدولة، تمهيدا لما سماه "نقل سلس للسلطة، في خطوة أصبحت قاب قوسين أو أدنى"، عبر اعتقال أو إقصاء المعارضين لسياساته ومنهم الأمير متعب.