تعرض وفد برلمان العسكر برئاسة الدكتور علي عبد العال، رئيس المجلس، لعدد من المواقف المحرجة خلال زيارته للولايات المتحدةالأمريكية مؤخرا؛ بسبب هجوم كثير من نواب الكونجرس والأكاديميين الأمريكان على الوضع في مصر بعد انقلاب 30 يونيو 2013م؛ ما دفع الوفد إلى استخدام الكذب للخروج من الورطة التي تعرضوا لها. الأكثر دهشة أن وفد برلمان العسكر أمام الضغوط الأمريكية، قدم مزيدًا من التنازلات الكارثية التي تؤكد عدم مشروعية هذه العصابة، حيث تعهد بتقديم تقارير شهرية للحكومة الأمريكية عن الأحوال في مصر، ما يعني أن البرلمان تكفل بالتجسس على المصريين لحساب الأمريكان؛ حتى يرضوا عن النظام العسكري الاستبدادي في بلاد النيل. هذه المواقف أشار إلى بعضها رجل الأعمال محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، في مؤتمر صحفي عقده أمس الإثنين، وتجاهل معظمها. وزعم السويدي أن الزيارة كانت ناجحة، وشهدت تصحيح العديد من المعلومات المغلوطة التى تصل إلى الجانب الأمريكى. وهو ما يعكس حجم الانتقادات التي تعرض لها وفد برلمان العسكر في واشنطن. البرلمان يقوم بدور الجواسيس الموقف الأكثر إحراجًا لوفد برلمان العسكر، يتعلق بالانتقادات الحادة لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر بعد 30 يونيو 2013م. حيث تطرق رئيس ائتلاف دعم مصر إلى ما وصفها بالتقارير المغلوطة عن حقوق الإنسان في مصر"، مشيرا إلى أن الوفد طالب وسائل الإعلام الأمريكية بالتحري قبل إصدار أي تقارير تخص الأوضاع في مصر. وأوضح رئيس ائتلاف دعم مصر أن الوفد اعترض على أسلوب متابعة حادث الواحات، واستخدام بعض وسائل الإعلام الغربية مصطلح جماعات مسلحة، كما تم الاتفاق على إنشاء جمعية صداقة مصرية أمريكية وإرسال تقارير شهرية حول ما يدور بمصر. وبحسب مراقبين، فإن هذه التقارير الشهرية هي بدعة جديدة تؤكد حجم المذلة والانكسار أمام النظام الأمريكي، بل إن هذه التقارير تشبه تقارير الجواسيس، وتُقنن التدخل الخارجي في الشأن المصري، وتعكس أحط صور الإذلال والعمالة. ورطة المعونة الأمريكية ومن المواقف المحرجة، ما يتعلق باستخدام الجانب الأمريكي ورقة المساعدات العسكرية والمدنية (المعونة الأمريكية)، لعقاب نظام العسكر على بعض المواقف، ومن أشهرها حادث سفينة السلاح الكورية الشمالية، التي ثبت أنها كانت متجهة إلى جنرالات كبار بالجيش المصري، إضافة إلى الانتقادات الكثيرة لملف حقوق الإنسان، ومصادرة الحريات، واستخدام التعذيب على نطاق واسع بناء على تقارير موثقة من المنظمات الحقوقية العالمية، وعلى رأسها هيومن رايتس ووتش. السويدي قال إن وفد البرلمان أبلغ الكونجرس الأمريكى رفض الشارع المصرى لطريقة الإدارة الأمريكية فى التعامل مع ملف المساعدات الأمريكية لمصر باعتبارها ورقة ضغط. وأوضح السويدى، أن الوفد أبلغ الكونجرس أيضا رفضه لهذا الأسلوب، مطالبًا بضرورة استيضاح الأمور قبل الوصول إلى نقطة تطبيق عقوبة معينة، خاصة مع تأييد أمريكا واعترافها بدور نظام 30 يونيو فى المنطقة، داعيًا إلى تغيير طريقة الحوار للوصول إلى أهداف مشتركة. الكذب بشأن قانون الجمعيات الأهلية أما الموقف المحرج الثالث، فيتعلق بما أوضحه السويدي أيضا، أنه كان هناك نقد بناء من جميع النواب الأمريكيين المشاركين في لقاءات الوفد البرلماني المصري، وهناك مناقشات وأسئلة حول قانون الجمعيات الأهلية. وردًا على ورطة المعونات، أضاف السويدي أن رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال رد قائلا: "إنه تمت مراعاة المعايير الدولية في صياغة القانون، في ظل المطالبات بضرورة أن يتم تحديد أوجه إنفاق أي تمويل يأتي للجمعيات والمنظمات الأهلية". وأمام ورطة الوفد المصري، اضطر السويدي إلى استخدام الكذب، حيث زعم أن قانون الجمعيات الأهلية جاء بناء على ضغط شعبي؛ لأن الشعب يريد أن يعرف مصادر هذه الأموال التي تأتي من مصادر مجهولة ولا يعرف أين تنفق. ولتلطيف الأجواء، اضطر علي عبد العال إلى تأكيد أن المجلس قد يراجع قانون الجمعيات إذا رأى البرلمان ضرورة تطويره، وأن اختبار تطبيق القانون سيكون هو التحرك المبدئي، بينما زعم السويدي أن القانون لم يطبق بعد؛ لأن اللائحة التنفيذية للقانون لم تصدر حتى اليوم.